المحتوى الرئيسى

العثور على مخبأ سري لحيتان مهددة بالانقراض - BBC Arabic

07/30 08:00

كشف علماء عن لجوء حيتان من نوع "الحوت مقوس الرأس" الي مخبا سري بالقرب من جزيره غرينلاند.

ومن شان اكتشاف مثل هذا المكان ادخال السرور علي قلبك اذا كنت تشعر بالتقدير تجاه تلك الكائنات المهدده بالانقراض، وهي من بين اضخم المخلوقات علي سطح الارض.

وقد عثر العلماء، بطريق الصدفه، علي ذلك المخبا الذي تستخدمه الحيتان مقوسه الراس او الحيتان القطبيه كما يسميها البعض.

وصار هذا الملاذ، الواقع في جزءا يتعذر الوصول اليه في بحر غرينلاند، وماوي لهذا النوع من الحيتان؛ التي تعد من بين انواع الكائنات المهدده بشده بالانقراض علي ظهر كوكبنا.

ومن المعتقد ان اكثر من 100 من تلك الحيتان تحتمي بهذا المكان الذي صار ملاذا يمكن ان يساعد علي ازدياد اعدادها من جديد، بعد قرون طويله تعرضت فيها للصيد.

ويصل طول الحوت الواحد من هذا النوع الي 20 مترا، ويمكن ان يبلغ وزنه قرابه 75 طنا، ويعتقد الكثيرون ان فمه هو الاضخم مقارنه باي حيوان اخر علي وجه الارض. وقد اعتادت هذه الكائنات العيش في اربع مجموعات رئيسيه تتوزع في انحاء مختلفه من العالم.

وشكّلَ بحرا غرينلاند وبارنتس؛ تحديدا حول ارخبيل سفالبارد وهو جزء من النرويج، ماوي كبري هذه المجموعات من الحيتان، بتعداد قُدِّرَ بنحو 52 الف حوت.

ولم تبدا عمليات صيد الحيتان لاغراض تجاريه علي سواحل جزيره سبيتسبرغن؛ كبري جزر هذا الارخبيل، سوي قبيل حلول عام 1611.

وبحلول عام 1911، توقفت هذه العمليات. فخلال قرون الصيد الثلاثه، قُتِلَ عدد كبير للغايه من الحيتان، مما جعل العدد المتبقي منها محدوداً بشده، وهو ما يجعل الاستمرار في عمليات الصيد امرا بلا جدوي اقتصاديه علي الاطلاق.

ورغم تلك الحمايه التي تحظي بها الحيتان مقوسه الراس منذ اكثر من 100 عام، فانه لم يبد اي مؤشر واضح علي ان اعدادها في سبيلها للعوده الي المستويات التي كانت عليها من قبل.

ومن المعتقد ان عدد الحيتان التي نجت من عمليات الصيد ولا تزال تعيش في هذه المنطقه، لا يتجاوز بضع عشرات. وقد ادرج الاتحاد الدولي لحمايه الطبيعه والموارد الطبيعيه الحيتان التي تقطن تلك المنطقه علي قائمته الحمراء باعتبارها كائنات مهدده بالانقراض بشده.

رغم ذلك، وكما افاد علماء في دوريه "بولار بيولوجي"؛ فقد رُصِدَ وجود الحيتان مقوسه الراس بوتيره متزايده علي مدي الاعوام العشرين الماضيه في بحر غرينلاند، وكذلك في المياه القريبه من ساحل محميه "نورث ايست غرينلاند" الطبيعيه الواقعه هناك كذلك.

ومن غير الواضح حتي الان ما اذا كان السبب في ذلك يعود الي تزايد عدد الحيتان بالفعل، او الي زياده عدد من باتوا ينخرطون بنشاط في مراقبه حركتها في عرض البحر. ومن بين التعقيدات الاضافيه في هذا الشان، الصعوبه التي تكتنف احصاء عدد الحيتان مقوسه الراس.

ففي فصل الصيف، الذي يشهد عاده اجراء غالبيه الابحاث والدراسات، تتشتت تجمعات الحيتان من هذا النوع. وقد كشفت عمليه رصد وتعقب جرت مؤخرا لحوت من ذلك النوع باستخدام الاقمار الصناعيه عن انه يتحرك ما بين ماوي يلوذ به في الشتاء الي الغرب من جزيره سبيتسبرغن الي اخر يحتمي به في الصيف علي ساحل منطقه "ايست غرينلاند"، ويقع علي بعد نحو 700 كيلومتر الي الجنوب من منطقه اقامته الشتويه.

وتنقل دوريه "بولار بيولوجي" عن دافيد بوريتمان الباحث بمركز ابحاث القطب الشمالي التابع لجامعه ارهوس الدنماركيه قوله ان صيادي الحيتان خلال القرون الماضيه كانوا علي علم بمثل هذه التحركات، واطلقوا علي هاتين البقعتين اسميّ "منطقه صيد الحيتان الشماليه" و"منطقه صيد الحيتان الجنوبيه" علي الترتيب.

لكن كان مثيرا العلم بان بعض الحيتان اعتادت الفرار من صياديها، والتفرق خلال فصل الربيع مُستترهً بالكتل الجليديه الضخمه الطافيه قرب ساحل محميه "نورث ايست غرينلاند". ولم يكن بمقدور الصيادين تعقب الحيتان والوصول الي تلك المنطقه، التي لم يكن واضحا مدي اهميتها بالنسبه للحيتان.

رغم ذلك، فقد اظهرت بقايا اثريه ان شعب الاسكيمو اصطاد الحيتان مقوسه الراس علي طول ذلك الساحل في القرن الخامس عشر.

اما الان، فقد اظهرت دراسه اجراها دافيد بوريتمان وزملاؤه - من الباحثين العاملين في معهد غرينلاند للموارد الطبيعيه بمدينه نوك عاصمه غرينلاند وفي العاصمه الدنماركيه كوبنهاغن- ان تلك المنطقه تشكل ملاذا لم يكن معروفا من قبل للحيتان مقوسه الراس.

وقد توصل الباحثون الي هذا الاكتشاف بمحض الصدفه خلال اجراء عمليات مسح جوي لتجمعات حيوانات بحريه تعرف باسم "فقمه البحر".

فمن اجل تحديد مواقع هذه الحيوانات، استقل القائمون علي عمليات المسح تلك طائره جابت الاجواء فوق مساحه واسعه من مياه المحيط المفتوحه التي تحيطها الكتل الجليديه من كل جانب، تندرج في اطار ما يعرفه الباحثون باسم "المناطق البحريه الخاليه من الجليد".

وكان امرا مثيرا للدهشه بالنسبه لهم ان راوا عددا من الحيتان مقوسه الراس وهي تسبح في هذه المنطقه.

واعتمادا علي مشاهدات هؤلاء الباحثين كان بوسعهم استنتاج ان عدد الحيتان التي تحتمي بتلك المنطقه قد يفوق 100 حوت.

وقال الباحثون في هذا الشان: "يشكل ذلك (التجمع) اوفر عدد من الحيتان مقوسه الراس يُرصد في بحر غرينلاند منذ الحقبه التي كانت تجري فيها عمليات الصيد خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر".

ويقع هذا الملاذ في واحده من اكثر مناطق بحر غرينلاند من حيث ضحاله عمق المياه، اذ لا يتجاوز العمق هناك 300 متر، وهو ما يعني ان بمقدور الحيتان الغوص بسهوله لاصطياد فرائسها من القشريات صغيره الحجم.

وكتب الباحثون في دوريه "بولار بيولوجي" قائلين ان هذه المنطقه البحريه الخاليه من الكتل الجليديه ربما كانت تشكل "ماوي صيفياً للحيتان مقوسه الراس خلال حقبه الصيد، بالنظر الي انه كان يتعذر علي سفن الصيد – عموما - الوصول الي ساحل (منطقه) ايست غرينلاند نظرا لوجود الكتل الجليديه" الطافيه بجواره.

واضافوا ان هذه المنطقه تشكل اليوم "بكل تاكيد؛ محل اهتمام خاص" من قبل المعنيين بالحفاظ علي هذه الكائنات. وربما تشكل الدراسه التي اجراها هؤلاء الباحثون دليلا علي ان اعداد الحيتان مقوسه الراس في ازدياد.

وبحسب الباحثين المشاركين في تلك الدراسه؛ فان الاكتشاف الجديد ربما يجدد الامل بالنسبه لامكانيه تزايد اعداد مجموعه الحيتان مقوسه الراس التي تعيش علي سواحل جزيره سبيتسبرغن، وهي المجموعه "التي لم تبد حتي الان مؤشرات حاسمه تفيد بان عددها يعود الي مستواه الطبيعي، رغم انها محميه من عمليات الصيد منذ اكثر من مئه عام".

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل