المحتوى الرئيسى

ليست مجرد «نظرية مؤامرة»: النفط هو المحرك الرئيسي للغرب في الشرق الأوسط - ساسة بوست

07/29 21:19

منذ 10 دقائق، 29 يوليو,2015

لا تحصل الحكومات الغربيه دائما علي ما تريد، ولكن غالبا ما يدور الجدل حول النفط الذي ينظر اليه كعامل اساسي وراء الاجراءات التي يتخذها الغرب في الشرق الاوسط، كاكبر دليل علي ذلك.

في يناير/كانون الثاني عام 2003 صرح رئيس الوزراء البريطاني «توني بلير» متحدثا باسم مجلس النواب في البرلمان البريطاني وقبل شهرين فقط من غزو الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للعراق بان هذا الغزو لا علاقه له بالنفط او باي من نظريات المؤامره المطروحه.

الكاتب الصحفي «ديفيد ارونوفيتش» حلل خطاب «بلير» مستهزئا من انه قد يؤلف كتابا يرفض فيه نظريات المؤامره الشائعه. ويذكر ان اكثر من مليون شخص نزلوا شوارع لندن للتظاهر ضد الحرب المرتقبه في 15 فبراير/ شباط 2003  ويتساءل «ارونوفيتش» هل تصدقون بان هذه الحرب من اجل النفط؟ لو كان ذلك صحيحا فلماذا كان الاهتمام بالنفط في كوسفو والبوسنه وافغانستان اقل وقعا؟

في استطلاع للراي اجرته منظمه «الزغبي» عام 2011 شمل 3000 شخص من الوطن العربي عبر 53% منهم ان ما يدفع السياسه الامريكيه  للتدخل في الشرق الاوسط هو رغبتها في التحكم في النفط، ويري ان الناس في جميع انحاء العالم يرون انها مقوله صحيحه. ففي استطلاع للراي العام البريطاني اجرته مؤسسه «YouGov» اجاب معظمهم ان سبب غزو امريكا وبريطانيا للعراق هو لتامين وحمايه امدادات النفط.

فيا تري من علي حق؟ «بلير» وانصاره من المتعلمين تعليما عاليا في وسائل الاعلام ام  الناس العاديين في كل ارجاء العالم؟ لنلقي نظره علي الادله:

في وقت مبكر من ديسمبر/كانون الااول 2001، كتب السكرتير الخاص ورئيس المخابرات العسكريه البريطانيه قسم (6) لمستشار السياسه الخارجيه لـ«توني بلير» بان ازاله «صدام» من الحكم سيكون مكافاه رائعه تمنحنا امنا جديدا للحفاظ علي امدادات النفط. ويبدو ان «النفط» لم يغب عن ذهن وزير الخارجيه البريطاني «جاك سترو» عندما خاطب 150 سفيرا في يناير/كانون الثاني 2003 مؤكداً لهم ان تعزيز الامن وامدادت الطاقه العالميه يتراس قائمه اهداف السياسه الخارجيه البريطانيه.

ويبدو ان صانعو القرار السياسي في الولايات المتحده قد توصلوا لنفس النتائج.

وقال وزير الدفاع الامريكي «بول وولفويتز»، ردا علي سؤال في مؤتمر الامن في اسيا مايو/ايار 2003 حول لماذا غزت الولايات المتحده العراق ولم تغزو كوريا الشماليه التي تملك مفاعلا نوويا، «انظروا في المقام الاول هناك فرق بين العراق وكوريا الشماليه  وهذا الفرق بسيط ففي العراق لا يوجد لدينا خيارات اقتصاديه في هذا البلد الذي يعوم علي بحر من النفط». وقد اكد السيناتور الجمهوري «تشاك هجيل» والذي تواجد في المؤتمر والذي اصبح وزيرا للدفاع في 2013 ، مؤكداً علي ما ذكره «ولفويتز»، قائلا «الناس يقولون اننا لا نقاتل من اجل النفط. بالطبع نحن كذلك. انهم يتحدثون عن المصالح الوطنيه الامريكيه. بحق الجحيم! عن ماذا يظنون انهم يتحدثون؟ اننا لسنا هناك من اجل قطف التين».

تمَ الكشف مؤخراً عن رسائل بريد الكترونيه لوزيره الخارجيه الامريكيه السابقه «هيلاري كلينتون» تشير فيها الي مخاوف مماثله بشان موارد الطاقه والتي كانت وراء تدخل الناتو (حلف شمال الاطلسي) في ليبيا.

ذكرت صحيفه «المونيتور» الامريكيه علي الانترنت ان رسائل البريد الالكترونيه اشارت الي تجنيد عملاء فرنسيين سريين قاموا بتمويل الثوار الليبيين من اجل الاطاحه بنظام «القذافي». طبقا لبعض المذكرات التي نشرت في مارس/اذار 2011 اشارت المخابرات العسكريه الفرنسيه انها تتوقع تعاوناً من الحكومه الليبيه الجديده  لصالح الشركات والمصالح الوطنيه الفرنسيه لا سيما صناعة النفط في ليبيا.

وفي ظل حاله الاضطراب السياسي الذي تشهدها قوات الحكومه الليبيه قام السفير الامريكي باعاده فتح سفاره بلاه هناك. بالاضافه لذلك صرح السفير الامريكي لجريده نيويورك تايمز «نعلم جيداً ان النفط جوهره ثمينه تتربع علي عرش الموارد الطبيعيه في ليبيا». لقد كانت ملاحظات السفير التي ارسلها للولايات المتحدة ودول غربية اخري قليله بشان المخاطر التي يواجهها الاقتصاد الليبي.

وفي تقييمه لدوافع تدخل الناتو في ليبيا يقول «جيلبرت اتشكار» استاذ دراسات التنميه والعلاقات الدوليه في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية ان النفط هو المحرك الاساسي للولايات المتحده والغرب ويتحدث عن الديمقراطيه  فيعقب لو لم يكن هناك نفط في ليبيا لما تدخلوا فيها.

وتؤكد دراسه حديثه اجراها اكاديميون في جامعه بورتسموث ما توصل اليه «اتشكار»، والتي نشرتها مجله «حل الصراع» واشارت الدراسه الي ان69 حرب اهليه وقعت ما بين العام 1945 و1999 وخلصت الدراسه الي ان حجم التدخل الغربي يكون اكبر بكثير في الدوله المنكوبه التي تملك احتياطي نفط كبير من تلك التي لا تملك شيئاً.

هذه الامثله علي الحروب التي قام بها الغرب في منطقة الشرق الاوسط مطابقه تماما للاحداث التي سجلها التاريخ سابقا، التاريخ يعيد نفسه حتي اللغه بقيت نفس اللغه. صرّح وزير الخارجيه الامريكي «كوردل هال» 1943 انّ نفط السعوديه يمثل اعظم منحه للعالم. كما قال رئيس الوزراء البريطاني «هارولد ماكميلان» في عام 1957 انّ نفط الشرق الاوسط هو اكبر منحه او جائزه للعالم. واكدّ «ديفيد ويرنج» المحاضر في كليه الدراسات الشرقيه والافريقيه في الشرق الاوسط علي مصالح الغرب الكبيره في المنطقه. مضيفا ان 40 اكاديمياً من الغرب اكدوا ان تورط امريكا وبريطانيا في منطقه الخليج والشرق الاوسط ما هي الا اولويه استراتيجيه من اجل النفط.

وبالرغم من الاكتفاء الذاتي من الطاقه في امريكا الا اننا يجب ان نفهم انّ التدخل الغربي في العالم العربي لم يكن من اجل التزود بالطاقه بل من اجل التحكم فيها.

ذكر «فيليس بنيس» التابع لمؤسسه الدراسات السياسيه ان حرب الناتو 2011 علي ليبيا لم تكن من اجل الوصول الي النفط فقط ولكن بهدف السيطره علي السوق العالميه للنفط من خلال التحكم في ابرام العقود وكميات ضخ النفط واسعاره وكذلك التحكم في المصادر الضخمه لانتاج النفط .

وعبرّ مستشار الامن القومي الامريكي السابق «بريجنسكس» من وجهة نظر ميكافيليه، وتعقيبا علي كلام «فيليس بنيس» انّ لامريكا مصالح استراتيجيه واقتصاديه كبري تمليها عليها الامدادات الهائله للطاقه في الشرق الاوسط. ويلعب الامن الامريكي دوراً هاماً في المنطقه من خلال نفوذها السياسي علي الاقتصاد الاوروبي والاسيوي والذي يعتمد علي صادرات الطاقه من المنطقه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل