المحتوى الرئيسى

هكذا تجسّست واشنطن ولندن على الدول خلال الحرب الباردة

07/29 18:03

الاطلسي يبذل اكبر جهد دفاعي منذ نهايه الحرب الباردة

الحرب البارده بين اميركا وروسيا بدات فعلًا

لقاء طوي اخر صفحه من الحرب البارده باميركا اللاتينيه

 اطلعت الاستخبارات الاميركيه والبريطانيه علي شفرات دول عديده  خلال الحرب البارده، اتاحتها لها الشركه السويسريه التي تصنّع الات التشفير.

استخدمت الاستخبارات الاميركيه والبريطانيه علاقه سريه مع مؤسس شركه سويسريه مختصه بالتشفير للتجسّس علي بلدان اخري خلال الحرب البارده، كما كشفت وثائق اميركيه رُفع عنها حظر النشر اخيرًا. والمعروف ان البريطانيين فكوا شفره الاتصالات الالمانيه التي كانت تستخدم اله انيغما خلال الحرب العالمية الثانية.

لكن ما ليس معروفًا هو ما حدث لاحقًا، وعلي الاخص خلال فتره الحرب البارده، اذ شهدت تلك الفتره زياده الطلب علي الات التشفير مثل انيغما، وكانت شركه كريبتو اي جي Crypto AG التي اسسها بوريس هاغلين سباقه في تلبيه هذا الطلب.

كانت شركه كريبتو تبيع الات تشفير في انحاء العالم، لكن ما لم تعرفه الحكومات التي تتعامل معها ان هاغلين عقد اتفاقًا سريًا مع وكاله الامن القومي الاميركيه، من خلال الخبير الاميركي في تفكيك الشفرات وليام فريدمان الذي كانت تربطه علاقه قويه مع هاغلين، اساسها الصداقه التي نشات بينهما خلال الحرب العالميه الثانيه، واستمرت بعد انتقال الشركه من السويد الي سويسرا.

وتتضمن العلاقه التي سُميت في البدايه "اتفاق جنتلمان" ان يقوم هاغلين باطلاع وكاله الامن القومي وجهاز المقر العام للاتصالات الحكوميه البريطاني علي المواصفات التقنيه المختلفه لالات التشفير التي تنتجها شركته والبلدان المختلفه التي تشتريها منه، بحسب بي بي سي التي قامت بتحليل الوثائق.

قال بول روفرز، الذي يدير الموقع الالكتروني لمتحف تاريخ التشفير، ان هذه المعلومات كانت ثمينه للغايه، وان اطلاع الاخرين عليها لا يحدث في الاحوال الاعتياديه، لان سلامه الزبون وسريته الزاميه في هذه التجاره.

والمفتاح لفك الشفرات هو ان تَفهم بالتفصيل كيف تعمل الالات التي تنتج الشفرات وكيف تُستخدم. ويصح هذا علي الالات التي كانت تبيعها شركه هاغلين، مثلما يصح علي اله انيغما التي استخدمها الالمان.

ويشير هاغلين، في احدي الوثائق، الي انه يستطيع ان يجهز زبائن معينين باله محدده يكون فك شفرتها اسهل من الطرازات الجديده.

كما تضمن الاتفاق الامتناع عن بيع الات تشفير متطوره الي بلدان معينه، مثل الطراز سي اكس 52. وكان السبب هو امكانيه تصميم هذه الاله بالمواصفات التي تحددها الدوله المشتريه، وتنقل بي بي سي عن البروفيسور ريتشارد اولدريج من جامعه ووريك البريطانيه قوله ان هذا يعني تفكيك شفره كل اله يشتريها بلد ما، الواحده تلو الاخري.

بحسب الوثائق، فان بلدانًا معينه مثل مصر والهند لم تُبلَّغ بوجود طرازات متطوره من اله التشفير، وبالتالي كانت تشتري الات من السهل علي الاستخبارات الاميركيه والبريطانيه فك شفراتها. وتشير احدي الوثائق الي ان شركه كريبتو اي جي كانت تزود بلدانًا مختلفه بالات تشفير ذات قدرات مختلفه، نزولًا عند مشيئه حلف الاطلسي.

ويقول المؤرخ ستفين بوديانسكي: "هناك درجه معينه من خداع الزبائن الذين كانوا يشترون الات تشفير، ويعتقدون انهم يحصلون علي البضاعه نفسها التي يبيعها هاغلين الي بلدان اخري، في حين انهم كانوا في الواقع يشترون منه الات ضعيفه".

ومن بين البلدان التي ادرجها هاغلين علي قائمه زبائنه في تلك الفتره مصر والعراق والعربيه السعوديه وسوريا والاردن وباكستان والهند ودول اخري في العالم الثالث.

وكانت مجموعه من الضباط اطاحت في تموز (يوليو) 1958 بالنظام الملكي في العراق، بينهم ضباط قوميون من انصار الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

ونقلت بي بي سي عن المؤرخ ديفيد ايستر، من كليه كنغ في لندن، قوله ان المعلومات المستله من الاتصالات المصريه المشفَّره كانت ذات اهميه بالغه لتمكين بريطانيا من الاسراع بارسال قوات الي الاردن، جار العراق، لقطع الطريق علي انقلاب يعقب انقلاب العراق، ضد دوله حليفه لبريطانيا.

ورفض غيليانو اوت، المدير التنفيذي لشركه كريبتو اي جي، التعليق علي العلاقه السريه بين شركته ووكاله الامن القومي الاميركيه خلال الحرب البارده. ولكنه قال لـ"بي بي سي" ان الشركه اليوم تتمتع بسمعه ممتازه، وان البرمجيات المستخدمه في الاتها الحديثه تمنح الزبائن من سيطره حصريه عليها. واضاف: "لهذا السبب، من المتعذر تقنيًا علي جهات ثالثه ان تمارس تاثيرها، بل حتي شركه كريبتو اي جي نفسها لا تستطيع الدخول علي هذه البرمجيات".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل