بناء أول ناطحة سحاب فى باريس بعد اكثر من 40 عاما على الحظر

في حين ان افق “لندن” يزدحم بالابراج الجديده الشاهقه والمذهله، نجد ان منافستها الابديه “باريس” اتخذت النهج المعاكس ، فبعد بناء برج” مونبارناس Tour Montparnasse” في عام 1973، تم حظر بناء ناطحات السحاب بقانون فعال يحدد ارتفاع 36 مترا كحد اقصي لاي مبان جديده بالمدينه.. و قد ساهم هذا الحظر علي الحفاظ علي الرومانسيه والجماليه الفريده من نوعها لمدينه باريس، التي صاغها و حدثها ” البارون  هوسمان Haussmann ” في القرن 19 ، حيث الشوارع الشهيره، والحدائق العامه، والكتل السكنيه الدائريه المزوده بالشرفات .

ولكن في عام 2010 تم رفع القيود الخاصه بارتفاع المباني ، و هو ما تمخض بعد 42 عاما من الحظر علي البدء في تشييد ناطحه سحاب هرميه زجاجيه بارتفاع 180 مترا في الجنوب الغربي من مدينه ، و هو الامر الذي سيمزق صفاء و جمال المدينه .

البرج الزجاجي الذي يطلق عليه ” البرج المثلث Tour Triangle ” و المثير للجدل  و الذي يمثل خروجا جذريا عن التقاليد الباريسيه ، تقوم ببنائه شركه “هرتزوج & دي ميرون Herzog & de Meuron” السويسريه المدعومه من قبل اكبر مجموعه عقاريه في اوروبا “يونيبيل رودامكو Unibail Rodamco”، و تبلغ كلفه بنائه نحو 555 مليون دولار و يضم نحو 70.000 متر مربع من المساحات المكتبيه، فضلا عن المساحات المخصصه للاقامه الفاخره والمرافق ترفيهيه و فندق اربعه نجوم مكون من 120 حجره ..

وبعد تسع سنوات من اقتراح تشييده ، وافق علي المشروع مجلس مدينه باريس نهايه يونيو الماضي باغلبيه ضئيله بعد جولتي تصويت ، حيث رُفضت خطط البناء في نوفمبر 2014، و لكن تاييد عمده المدينه “ان هيدالجو Anne Hidalgo” للمشروع باعتباره جالب لللفرص الاقتصاديه ، حسم الموقعه لصالح البرج المثلث .

و قد صرح نائب عمده المدينه “جان لويس ميسيكا Jean Louis Missika” لصحيفه اللومند الفرنسيه، ان رفض هذا المشروع يمثل كارثه لاقتصاد باريس، فالمشروع يوفر ما لا يقل عن 3الاف فرصه عمل دائمه ناهيك عن كم الاموال المستثمره التي سيتم ضخها بالمشروع .