المحتوى الرئيسى

القاهرة والرياض.. مشاعر الخيبة وملامح التأزم

07/28 21:50

فبينما تنكر الخارجيه المصريه حصول اي توتر في العلاقه مع السعوديه، يوغل كتاب مقربون من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى في انتقاد الرياض ووصفها "بالعمي" السياسي، واتهامها باتخاذ خطوات "مريبه" نحو تقويه شوكه الارهاب.

وفي الوقت الذي تتجنب فيه السعوديه الرسميه التعليق علي تمادي الاعلام المصري في "سلخها"، يتصدي كتابها لهذه الموجه بوصف نظام السيسي بالتخبط ونكران جميل الرياض التي دعمت انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 بتحالفاتها وملياراتها.

وفي ظل احجام الدبلوماسيين عن تناول الازمه وتركها "لعبث الصحفيين"، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالتغريدات والتدوينات عن انهيار الحلف السعودي المصري، وخيبه امل كل طرف من الاخر.

وينطلق الجدل الالكتروني من مواقف باتت شبه مسلمه، ولم يعد يعقل معها انكار ان العلاقه بين السعوديه ومصر تجاوزت حد التوتر الي مستوي الفجوه، حتي ان القاهره تشرّق تلقائيا عندما تغرّب الرياض.

ففي الوقت الذي تقود فيه السعوديه حربا ضد اجهاض الشرعيه في اليمن، يهبط الحوثيون مصر ويجرون محادثات ولقاءات تناقض ما يقال عن محوريه القاهره في عمليات عاصفه الحزم.

وعندما عبرت السعوديه عن مخاوفها العميقه من الاتفاق النووي بين ايران والقوي العالميه، قيل ان مصر التحقت باكرا بركب المهللين والمهنئين.

وفي حين يستميت نظام السيسي خلف مشروع اجتثاث الاسلام السياسي؛ تمد الرياض بسببٍ لقوي اقليميه لها وجهه نظر مغايره تماما، فتستطيب التنسيق مع انقره والدوحه، وتستضيف زعيم المكتب السياسي لحركه المقاومه الاسلاميه (حماس) خالد مشعل.

ووسط هذا الانشطار الكلي، ياتي مقال رئيس تحرير جريده الاهرام الرسميه محمد عبد الهادي علاّم، حيث كتب ان طهران انتصرت باتفاقها مع الغرب بينما "ارتعدت عواصم ظنت يوما انها تملك رسم خريطه المنطقه باموالها والمليشيات التي تدعمها"، في اشاره علي ما يبدو الي السعوديه وبعض دول الخليج.

ولم يتوقف علام عند هذا الحد، بل قال ان التعامل مع حماس واستقبال قادتها في عواصم عربيه لا يخدم سوي المشروع الاميركي الصهيوني الذي ينشر الفوضي في الاقليم، محذرا من ان الخطوه تاتي في سياق تقويه شوكه الاخوان المسلمين، ومشيدا "بمواقف الامارات الصلبه الرافضه" لهذه التوجهات.

وتعليقا علي مقال علام، غرد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاتره بالقول ان "تباين المواقف بين مصر والسعوديه لم يعد خافيا، لكن القطيعه غير وارده"، وفق تقديره.

اما الكاتب السعودي الدكتور محمد النجيمي، فرد علي رئيس تحرير الاهرام بالتقليل من شان نظام السيسي و"عبطيه" التحالف معه، قائلا ان "من يقتل شعبه لا ينفع غيره، ومن فشل في سيناء لا ينجح في غيرها، ومن ترك الجيش في الشارع لا يفلح".

وياتي المقال "الناري" لرئيس تحرير الاهرام بعد ايام قليله من حديث الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل عما يراه عجز السعوديه ودول الخليج عن اللحاق بايران، وعن تورط الرياض في مازق لا افق للخلاص منه، وفق تقديره.

وقد قال هيكل في حوار مع السفير اللبنانيه ان "السعوديه ودول الخليج اضعف من ان تشاغب علي الاتفاق النووي، ولكن يمكنها ان تشكو الي الاميركيين".

وتحدث عما يسميه ازمه في القياده والجيش السعوديين، وخلص الي انه لا توجد بدائل للبرجوازيه الناشئه سوي استمرار صراع اجنحه النظام، وفق تصوره.

وتعقيبا علي هذا الحديث، قال المدون سامي كمال الدين ان السيسي يلعب بالسعوديه، وكلّف هيكل بمهاجمتها عبر وسيله اعلام لبنانيه حتي لا يحسب عليه.

وبدوره، استغرب الدبلوماسي الجزائري السابق العربي زيتوت من ضيق بعض المدونين بما قاله هيكل، بينما "لم ينزعجوا مما فعله سيد هيكل من قتل مصر والمصريين بالرز الخليجي وما خفي اعظم".

وفي تلميح الي ان هيكل لا ينطق الا عن هوي السلطه، قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي ان الرجل ليس "خرفا بل بكامل وعيه ويجلس اليه كبار المسؤولين بمصر يسالونه ويوجههم وينصحهم، وله برنامج تلفزيوني مع لميس الحديدي يتحدث فيه بالساعات".

اما المدون رياض الاحمدي، فقال ان تصريحات هيكل مهمه حتي وان كانت لا تروق للبعض ممن لا يريدون سماع ما لا يعجبهم، وفق تصوره.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل