المحتوى الرئيسى

الجوائز تصنع نصوصا لا كتّابا

07/28 17:15

بعيدا عن الاتهامات التقليديه التي تلاحق مصداقيه الجوائز الادبيه في العالم العربي، هناك من يتساءل عما تقدمه هذه الجوائز من دعم مادي ومعنوي للفائز بها، وكيف يعيش هؤلاء الكتاب والادباء حياتهم الجديده؟

هذه التساؤلات ناقشها كتاب وروائيون فازوا خلال مسارهم الابداعي بمختلف الجوائز الادبيه، في ندوه ادبيه بعنوان "مساله الجوائز الادبيه العربيه" ضمن فعاليات المهرجان الدولي للادب وكتاب الشباب الذي تختتم فعالياته غدا الاربعاء بالعاصمة الجزائر.

وبخصوص الروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي نال عده جوائز داخل بلاده وخارجها، فان الجائزه هي اللحظه الجميله التي تمنح للكتاب، "وبعد ذلك ياخذ الكتاب طريقه وينتهي الامر".

وفاز الاعرج بجائزه الروايه الجزائريه 2001، و"المكتتبين الكبري" 2006 عن روايته "الامير" والتي تمنح عاده لاكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا، الي جانب جائزه الشيخ زايد 2007، وفاز مؤخرا بجائزه "كتارا" للروايه العربيه في قطر، وذلك في نسختها الاولي عن روايته "مملكه الفراشه".

وفي راي الاعرج، فان الحصول علي ايه جائزه ادبيه امر مهم، ويساعد علي التعريف بالنص، ويدفع به في سياق الحركيه القرائيه في المجتمع.

لكنه شدد في حديث للجزيره نت علي عدم اعطاء الجائزه اكثر مما تستحق، لانها "لا تصنع كاتبا، قد تصنع نصا، وقد تسمح لهذا النص بالتحرك بشكل جيد، وتسلط بعض الاضواء عليه، لكنها لا تصنع الكاتب، فالكاتب تصنعه الكتابه، والجهد الذي يبذله في سبيل انتاج نص متميز".

وعن مساهمه الجائزه في انتشار اعمال الكاتب بعد فوزه، يري الاعرج ان دور الجوائز محدود بالنظر الي اشكاليه مجتمعيه اعمق تتعلق بازمه المقروئيه في العالم العربي.

ويشير الي ان الاديب في الدول الغربيه يجد ان عمله تجاوز سقف نصف مليون من المبيعات بعد اسابيع قليله من تتويجه بجائزه، بينما في العالم العربي فان المبيعات في احسن حالاتها لا تتجاوز بضعه الاف، والسبب في ذلك ان نسبه الاميه في العالم العربي تبلغ 70%، حسب تعبيره.

وان اسهمت الجوائز في منح الفائز بها نوعا من الاعتراف في مجتمعه، فهو امر مطلوب وسلوك انساني جميل كون الاديب صوره عاكسه للحركيه الادبيه ببلاده، حسب الاعرج.

الا ان هذا الاعتراف في رايه يبقي امرا ثانويا، لان الاهم هو استمرار الاديب في تقديم نصوص متميزه تشع بنورها بين القراء.

وكشف الاعرج انه لاول مره يحظي باستقبال من طرف وزاره الثقافه ببلاده بعد فوزه بجائزه كتارا للروايه العربيه في قطر.

اما الروائي الكويتي الشاب سعود سنعوسي، فقال ان تتويجه بجائزة البوكر العربية عام 2013 مثّل محطه فارقه في مسيرته.

ويقول ان فوزه بجائزه الدوله التشجيعيه في الكويت 2012 اسهم في تقديمه للقارئ المحلي، بينما البوكر قدمته للقارئ العربي، واسهمت بشكل كبير في نمو قاعده مقروئيته.

وعن الثقل المعنوي الذي تفرضه الجوائز الادبيه علي الفائزين بها بشعور البعض بضروره تقديم كل الاعمال الادبيه التي تتبع الجائزه في صوره تضاهي في جودتها النص المتوج، قال سنعوسي انه شعر في البدايه بنوع من عبء فرضته سطوه الجائزه عليه، لكنه سرعان ما تحرر منه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل