المحتوى الرئيسى

روبرت فيسك: الحضارة ليست قادرة دومًا على هزيمة «البربرية» - ساسة بوست

07/28 15:01

منذ 2 دقيقتين، 28 يوليو,2015

علق الكاتب روبرت فيسك في صحيفه “اندبندنت” علي تصريحات الدول الغربية من ان “الحضاره” الغربيه كفيله في النهايه بهزيمه تنظيم الدوله، مشيرا الي ان التاريخ يشير الي امر مخالف لذلك.

ويبدا فيسك بالقول ان “هتلر، الذي كان شريرا، وقدم مثالا سيئا، وكان نظامه شيطانيا، ولكن الرايخ الألماني دمر، وانتهت النازيه، وقتل الفوهرر نفسه في رماد الكابوس الاوروبي الذي خلقه. وانتصرت في النهايه الديمقراطيه وحقوق الإنسان، وانتصر الاخيار، فيما خسر الاشرار. فقد علمت الحرب الثانيه الغرب ان الخير ينتصر في النهايه علي الشر، وهو ما تدرسه كتب التاريخ والاديان، التي تعلم الحب والتواضع والايمان والتمسك بالعائله. واذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا نتمسك بالمبدا الاساسي، ايا كنا ليبراليين او لا ادريين، القائل ان العنف والتعذيب والوحشيه لن تنتصر علي قوه وشجاعه الحق؟”.

ويضيف الكاتب ان “تنظيم الدوله هو كيان شرير يذبح معارضيه، ويقتل المدنيين، ويقطع رؤوس الابرياء، ويغتصب الاطفال ويستعبد النساء. وهو تنظيم تخريبي، ولهذا، وبحسب ما يقول الامريكيون، فانه سينتهي. وكانت رساله وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر، الذي انتقد القوات العراقيه التي قامت بالهروب امام تقدم مقاتلي التنظيم واضحه، وهو يحاضر علي  رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ولم اكن اصدق سذاجته، حيث كانت رسالته هوليووديه بشكل واضح (الحضاره تنتصر دائما علي البربريه)”.

ويتساءل فيسك قائلا: “هل هذا هو الواقع؟”، ويعود الكاتب الي ما بدا به بالحديث عن هتلر، الذي هُزم، لكن حليف الغرب ستالين انتصر. فالثوره البلشفيه عام 1917 ادت الي ولاده الديكتاتوريه والجوع الجماعي، الذي ادي الي مقتل الملايين والبربريه، وحكم شرق اوروبا لمده 70 عاما.

ويشير المقال، الذي ترجمته “عربي21″، الي ان الرومان ابعدوا “البرابره” عن مناطقهم مده الف عام، لكن القبائل القوطيه انتصرت في النهايه. مع ان روما البربريه المعروفه بالصلب والتعذيب والذبح، وما يفعله تنظيم الدوله الان كله، باستثناء صور الفيديو، كانت هي المنتصره لالف عام.

وتذكر الصحيفه ان اتيلا الهوني قد دمر كل شيء يقع ما بين بلاد فارس والبحر المتوسط. وظل جنكيز خان يتقدم بالقتل لمده ثلاث سنوات ما بين 1227-1230، وهي مده اطول مما يفعله تنظيم الدوله حتي الان. ودمر حفيده هولاكو بغداد، مع ان الجنرال البريطاني انغوس مود استعاد ذاكرته عندما دخل بغداد عام 1917، وجلب معه “الحضاره” الي بلاد الرافدين.

ودعا فيسك كارتر الي قراءه بيانات الجنرال مود لاهل بغداد “منذ ايام هولاكو، حكم السكان ديكتاتوريون غرباء، وانهارت قصوركم، واصبحت خرابا، واصبحت حدائقكم يبابا، فيما ان اجدادكم وانتم تالمتم من الم القيد”، ويري الكاتب انه كلام يشبه ما يتحدث عنه تنظيم الدوله. ولكن مود يري ان الطغيان استمر 700 سنه، اي من هولاكو حتي نهايه الدولة العثمانية.

ويدعو فيسك القارئ الي قراءه ما حدث، بعد “ان جلبنا الحضاره مره اخري الي بغداد، عندما غزونا وبطريقه غير قانونيه العراق عام 2003″.

ويقول الكاتب: “فما بين الزيارات للمشرحه وخيام العزاء كان السكان الغاضبون يقولون لنا ان الحريه التي جلبناها لهم ادت الي الفوضي. فمع انهم كرهوا صدام حسين، الذي ذبح معارضيه، وفرض عليهم 24 عاما من (البربريه)، لكنه اعطاهم علي الاقل الامن. وقالوا لنا لو كان لديكم اطفال فهل تريدون عودتهم من المدرسه سالمين ام تريدون عودتهم مقتولين؟. فايهما تفضل الحريه الامن؟ الديمقراطيه ام صدام؟”.

ويفيد فيسك بان مئات الالاف من العرب السنه الخائفين من الحكومه العراقيه، التي يسيطر عليها الشيعه، ومن قيام المليشيات الشيعيه بذبحهم، ومن الديكتاتوريين العرب الذين قمعوهم، قد وجدوا علي ما يبدو الامن في ظل تنظيم الدوله.

ويبين الكاتب انه لا توجد حريه بالمعني الذي نعرفه، ولكن السنه العراقيين في بيروت يسافرون بشكل منتظم الي مناطق تنظيم الدوله في الرقه، حيث لا يتعرض لهم احد، ويتركون لممارسه اعمالهم، وزياره عائلاتهم، والسفر بحريه، طالما انهم لا يدخنون او يتعاطون المسكرات وزوجاتهم ملتزمات بالحجاب، وهو ما طبقته حركه طالبان في افغانستان ذاته.

ويشير فيسك الي ان التنظيم اصدر بطاقات هويه، ولدي حرس الانهار قوارب جديده، ويتم جمع الضرائب، ويقول: “نعم العقوبات بربريه، ولكن هذا لا يعني قيام (الخلافه الاسلاميه) بغزو الحضاره”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل