المحتوى الرئيسى

صباغة الملابس بالصومال.. مهنة تصارع البقاء أمام غزو الأزياء الحديثة

07/27 14:05

ثلاثه عقود امضاها حسن احمد، مع الالوان الزاهيه في صباغه الملابس التقليديه، وهو يمارس المهنه التي توارثها عن الاباء والاجداد، حتي اصبحت مهنه تتمتع بشعبيه واسعه الانتشار في ربوع الصومال، لكنها في نفس الوقت تصارع من اجل البقاء امام غزو الازياء الحديثه.  

هذه المهنه مارستها النساء في هذا البلد، ولكن بشكل محدود عبر الاستعانه بهن لتجهيز الادوات، وتجفيف المنتج في مراحله الاخيره، فبدت وكانها وُجدت للرجال الذين اجادوا صباغه الالوان ومزجها.

يقول حسن احمد (40 عاماً)، للاناضول: “عائلتي تعمل في هذه المهنه منذ زمن بعيد، وانا ورثتها عن ابي، الذي ورثها بدوره عن جدي”.

ومع قدرته الفائقه علي التعامل مع الالوان، اشتهر حسن، وذاع صيته في اوساط المواطنين، خاصه محبي صباغه الملابس، فهو يتحكم بالكميه ونسبه اللون.

“صباغه الملابس، امر يتطلب مهارات وعنايه فائقه، مع جهد ووقت كافيين، فعندما يقصدنا الزبائن في المناسبات، نضطر ان نعمل ليلا نهارا، لتلبيه طلباتهم، وتوفير اللونالمطلوب، اما في الايام العاديه فاعمل نحو 8 ساعات”، هكذا يتعامل حسن مع مهنته.

يملا حسن الوعاء بالماء المغلي، علي درجه حراره معينه، ويضيف الوانه المطلوبه، ومن ثم يغمس الملابس في الماء الذي اخذ اللون والشكل، ويحركها يدويا، ثم يقوم بفحص لون الثياب بعد فتره، ويرفعها بعد صباغتها الي التشطيف والعصر، والتجفيف بتعليقها علي الحبال تحت اشعه الشمس.

اما لماذا اقتصرت هذه المهنه علي الرجال دون النساء، فالاجابه علي لسان امنه احمد، هي الاعتقاد السائد من قبل النسوه، ان هذه المهنه شاقه، وتتطلب مهارات فائقه.

وتجد الصوماليين يحرصون علي ارتداء الزي  التقليدي، في المناسبات الوطنيه، والرسميه، وكذلك حفلات الزواج.

فالرجل يرتدي الازار الابيض (ثوب يحيط بالنصف الاسفل من الجسم)، والقميص، وقبعه زرقاء، وكلاهما يحملان النجمه الخماسيه.

اما الفتيات فيُفضلن اللباس التقليدي الذي يكون عباره عن فستان، او عباءه مزخرفه برسومات متعدده، مع خمار علي الراس.

وتقول مريمه احمد، طالبه في احدي الجامعات المحليه “احب ارتداء الملابس التقليديه في المناسبات، وزياراتي الخاصه”.

صفيه نور، التي تعمل في بيع الملابس المصبوغه، تقول للاناضول انها تعتاش من هذه التجاره، رغم قله زبائنها.

وحول غزو الازياء الجديده، الاسواق، قالت صفيه ان “الملابس التقليديه تستعيد زبائنها يوماً بعد الاخر، لاسيما مع تاقلم الجيل الجديد مع هذه الملابس، التي تجسد ثقافتهم وتقاليدهم الاصيله”.

وتبلغ كلفه صباغه اللباس التقليدي الواحد، حوالي 100 الف شلن صومالي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل