لماذا تنتشر ظاهرة الاغتيال السياسي في العالم؟

لا تزال ظاهره الاغتيالات السياسيه احد ابشع الازمات التي واجهتها الدول منذ العقود الماضيه الي الان، وتعد تلك الظاهره هي نتاج لانسداد المسارات الديمقراطيه، وبالتالي يلجا بعض الخصوم السياسيين الي تسويه النزاع بهذه الطريقه، لفرض ارائهم التي تتسق مع مصالحهم.

ونشر المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجيه تقريراً للكاتب اري بيرليجر، الاستاذ في قسم العلوم الإجتماعية بالأكاديمية العسكرية الأمريكية بويست بوينت، تقريراً حول انتشار ظاهره الاغتيال السياسي في العالم.

لا يمكن وصف عمليات الاغتيال السياسي بانها ظاهره حديثه، اذ ان الخبره التاريخيه تُشير الي ان الاغتيالات كانت حاضره في المجتمعات القديمه والحديثه علي حد سواء، وهو الامر الذي يرتبط بالنموذج الفكري المسيطر علي القائم بالاغتيال، اذ انه يعتقد ان الاغتيال هو المسار الانسب للقضاء علي سياسات بعينها، واحداث التغيير المطلوب، علاوه علي امكانيه توظيف الاغتيال كمحفز للديناميات الثوريه والتمرد.

ويفترض بيرليجر ان الاغتيال السياسي هو "الفعل المقصود الذي يؤدي بشكل مباشر او غير مباشر الي قتل شخص مستهدف، لكونه نشطًا في المجال السياسي، وذلك بهدف تعزيز او منع سياسات او قيم او ممارسات متعلقه بطريقه اداره المجتمع ولها تاثير علي قطاع واسع من الافراد".

ويكون الشخص المطلوب اغتياله احد الشخصيات المؤثره في المجال السياسي، ومن ثمَّ فهو لا يشترط ان يكون مسؤولاً منتخبًا او احد مكونات السلطه الحاكمه، فقد يكون قائدًا لتنظيمات معارضه او حركات مجتمعيه تسعي لاحداث تغييرات سياسيه دون ان تكون جزءًا من السلطه الحاكمه.

وبحسب الدراسه فان اكثر من 130 دوله شهدت علي الاقل عملية اغتيال سياسي في اخر 60 عامًا، وتكشف خريطه الفاعلين المتورطين في تلك العمليات عن درجه كبيره من التنوع، فهذه الخريطه تنطوي علي تنظيمات اجراميه وارهابيه شهيره (نفذت ما يقرب من 50% من الاغتيالات السياسيه وفقًا لبيرليجر)، علي غرار حركه ايتا الانفصاليه، وحركه نمور تحرير تاميل ايلام، وكذلك تنظيمات اخري اقل شهره، والعمليات الفرديه التي لا تستند الي تنظيم او ما يطلق عليه نمط الذئاب المنفرده.

يُضاف الي هذا الاغتيالات التي تمت برعايه الدوله لرموز من المعارضه. وارتبط هذا التنوع في الفاعلين بتنوع اخر في الاسلحه المستخدمه، الا ان القنابل والبنادق تُعد من اكثر الاسلحه المستخدمه في عمليات الاغتيال، حيث تم استخدامهما في 87% من عمليات الاغتيال.