المحتوى الرئيسى

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (45)

07/25 18:36

0 مشاركات شارك علي الفسيبوك شارك علي تويتر شارك علي جوجل

مساكين أهل العشق حتي قبورهم

عليها تراب الذل بين المقابر

البيت ده بـ ينسبوه لـ واحد عربي قديم، بتاع لغه وادب، عاش في العصر العباسي، اسمه الاصمعي. والبيت له حكايه لطيفه، غالبا الفها الاصمعي، بس حكاها علي انها حقيقيه.

الراجل بـ يقول انه كان ماشي في الصحرا، فـ لقي صخره مكتوب عليها بيت شعر:

ايا معشر العشاق، بالله، خبروا

اذا حلّ عشقٌ بالفتي، ماذا يصنع؟

يا اهل العشق، بالله عليكم تقولوا لي، اذا الفتي (الانسان) اصابه العشق، يعمل ايه؟

فـ راح الاصمعي كتب ع الصخره، وبـ نفس الوزن والقافيه اجابه السؤال:

يداري هواه، ثم يكتم سره

ويخشع في كل الامور، ويخضع

واضحه، كتب كده ومشي، فـ تاني يوم معدي، علي نفس الصخره، فـ لقي العاشق المجهول ده كاتب بيت جديد:

وكيف يداري، والهوي قاتل الفتي؟

وفي كل يوم قلبه يتقطع

واضحه، فـ الاصمعي مش يسكت، قرر يدي الشاب النصيحه المتينه، فـ كتب له:

اذا لم يجد صبرا لكتمان سره

فليس له عندي سوي الموت ينفع

كده الحوار بقي عامل زي بوست علي فيسبوك، وواحد دخل كتب كومنت، فـ صاحب البوست بـ يعلق، وهكذا، خصوصا ان العلاقه بين الاصمعي والشاب فعلا علاقه افتراضيه، ومحدش فيهم يعرف التاني معرفه شخصيه، وغالبا مفيش بينهم “موتوال فريندس”.

المهم، الاصمعي كتب كده، ورجع تاني يوم يشوف الكومنت الجديد اللي كاتبه الشاب، وتلاقيه كمان مجهز الكومنت بتاعه، ولقي فعلا الكومنت، بس الكومنت الاخير، لـ انه لقي الشاب نفسه، مرمي تحت الصخره ميت، بعد ما كتب:

سمعنا، اطعنا، ثم متنا، فبلغوا

سلامي علي من كان للوصل يمنع

سمعنا النصيحه، وسمعنا الكلام، فـ متنا، فـ ياريت بقي تبلغوا سلامي لـ الحبيب اللي منع عني وصله. يا رب، اصحاب النعيم يتهنوا بـ نعيمهم، والعاشق المسكين بقي يتجرع اللي يتجرعه.

فـ كان تعليق الاصمعي النهائي علي القصه الرومانتيكيه دي، بـ البيت اللي قلناه فـ الاول:

مساكين اهل العشق، حتي قبورهم

عليها تراب الذل بين المقابر.

طب احنا بـ نحكي في ايه؟

احنا بـ نتكلم عن فيلم ابراهيم الابيض، اللي صناعه ما عملوش تتر في بدايه الفيلم كتبوا فيه اسماء صناعه وهكذا، هم اكتفوا بـ تصدير البيت ده، بتاع “مساكين اهل العشق”، وبدات الاحداث.

الحقيقه ان التصدير ده اكتر من موفق، لـ انه فعلا بـ يتخصر حدوته الفيلم، “العشق والذل والموت”.

احنا قدام تلات رجاله وست، الست هي حوريه/ هند صبري، “حوريه حوريه يا ابراهيم”، “حوريه حوريه يا عشري”، الست دي بـ تمثل الحياه ذاتها، والرجاله التلاته بـ يحبوها، بـ يشتهوها، كل واحد بـ يحبها بـ طريقه، وغرضه ينال منها جانب معين، والتلاته بـ يتعرضوا منها لـ الذل، كل واحد بـ يتذل بـ طريقه، لـ ان اللي يذل ده ممكن ما يذلش دوكهه، وكلهم اتذلوا.

الرجاله دول هم ابراهيم الابيض/ احمد السقا، وعشري/ عمرو واحد، وعبد الملك زرزور/ محمود عبد العزيز.

وعلشان يحطك في قلب الذل ده، بـ يبدا بـ مشهد فظيع، فيه جرعه قهر ما شفتهاش من ساعه قهره ابو سويلم في فيلم الارض.

طفل/ ابراهيم الابيض، بـ يلاقي ناس داخلين عليهم البيت، في حمايه فتوه اسمه مهدي بدور، وبـ قياده صاحب الشغل بتاع ابوه، والمعلم الكبير، علشان يخلوا مرات المعلم تضرب الاب بـ الشبشب.

وعلشان يكتمل الذل، لما ام الطفل تقول له خش جوه، المعلم يؤمرها بـ ان الواد يفضل، علشان يشوف ابوه بـ يتهان.

فـ الاب يموت من الضرب، فـ المعلم يتعامل علي انه قضاء وقدر، ويفكر الام بـ انها “ست مؤمنه”، والتعويض العظيم اللي هـ يعمله انه ياخد الواد “يشتغل عنده”.

ا…ا يعني، ايه يا ربي الذل ده.

وكل شخصيه لها “ما تتجرعه”، وده اللي هـ نشوفه المره اللي جايه.

الصفحه الرسميه للكاتب مؤمن المحمدي

 مؤمن المحمدي يكتب: الف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي يكتب: الف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

مؤمن المحمدي يكتب: الف مشهد ومشهد (42) معسكر التدريب

مؤمن المحمدي يكتب : الف مشهد ومشهد (41) ماكينزي .. اهلا بـ المعارك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل