المحتوى الرئيسى

رحيل رأفت الميهى .. رجل السينما

07/25 00:49

بعد معاناه طويله مع المرض، رحل المخرج الكبير رأفت الميهي عصر اليوم عن عمر يناهز «75 عاما» بمستشفي المعادي العسكري التي بقي فيها نحو عام اسيرا لفراشه عقب اصابته بعده جلطات في المخ اقعدته عن الحركه والكلام،  لتفقد السينما رجلها الذي اخلص لها فقد عرفته مؤلفا وكاتبا للسيناريو لعدد من الافلام الهامه وخاصه تلك التي جمعته بالمخرج الكبير كمال الشيخ  ومنها «غروب وشروق» و«شئ في صدري» ثم اتجه الي الاخراج وقدم عددا كبيرا من الافلام التي اتسمت باسلوب الفانتازيا، كما انتج اغلب افلامه وقام بتاجير استديو جلال وانفق كثيرا علي تجديده وتطويره وانشا بلاتوهات جديده تحمل اسم نجمته الاثيره سعاد حسنى واستاذه المخرج الكبير كمال الشيخ، كما انشا اكاديميه لتعليم فنون السينما، وفي بدايه رحلته المرضيه كان الفنانون يتوافدون علي زيارته ومنهم ليلي علوي والهام شاهين الا ان الزيارات توقفت مع تفاقم حالته المرضيه ولم يعد يزوره الا زوجته السيناريست  والمخرجه علا عز الدين التي نشرت قبل ايام صورا علي الفيس بوك تضمها والميهي في حفل زواجهما ودعت له بالشفاء حتي يحتفلا بعيد زواجهما، وخلال تكريمه بمهرجان الفيلم القومي الماضي لم يستطع الميهي الحضور وقامت زوجته باستلام درع تكريمه بدلا منه.

ومابين رحلته الفنيه ورحلته مع المرض تتقاطع الرحلتان وتتوقف مسيرته السيينمائيه عقب اخر افلامه «شرم برم»، مشوار طويل قطعه الميهي في محراب السينما يمكن تقسيمه الي مرحلتين، المرحله الاولي اكتفي فيها بكتابه السيناريو والحوار لـ11 فيلما  وفي المرحله الثانيه جمع بين التاليف والاخراج لـ12 فيلما، اما في مجال الانتاج فقد انتج 14 فيلما من بينها 12 فيلما من اخراجه.

كتب رافت الميهي  عددا من اهم الافلام التي ظهرت خلال نكسه 1967 حيث كانت البدايه بفيلم «جفت الامطار» الذي كتب له القصه والسيناريو والحوار عن قصه لعبدالله الطوخي ولعب بطولته شكري سرحان وسميحه ايوب، ثم جاءت نقطه انطلاقه مع المخرج الكبير كمال الشيخ الذي قدم معه اربعه من اهم الافلام السياسيه التي انتقدت بقوه فتره الحكم الناصري وهي افلام «شروق وغروب» عن قصه جمال حماد وبطوله سعاد حسني ورشدي اباظه ومحمود المليجي، و«شئ في صدري» لرشدي اباظه وهدي سلطان، «الهارب» بطوله شاديه وحسين فهمي وكمال الشناوي، و«علي من نطلق الرصاص» بطوله سعاد حسني ومحمود يس  وجميل راتب.

وفي كتابه الذي صدر مواكبا لتكريمه في مهرجان الفيلم القومي اختار مؤلفه الشاب «محمد عاطف» ان يكون عنوانه «رافت الميهي .. رجل السينما» واصفا الميهي بانه رجل السينما بلا جدال ويتوقف في البدايه عند رباعيه الميهي وكمال الشيخ مؤكدا انه لا يمكن فصل هذه الرباعيه عن الظروف والحوادث الجسام التي شكلت تجربه جيل الستينات الذي ينتمي اليه الميهي من جهه، وعن السياق التاريخي لانتاج تلك الرباعيه من جهه اخري فبقدر ما استشعره هذا الجيل منذذ نعومه اظفاره، قائمه علي وطن يبني من جديد، متحرر ومستقل يمتلئ ابنائه بالامال والطموحات العريضه بقدر ماعاناه ايضا هذا الجيل من انكسار وتحطم للاماني وتجرع لمراره الهزيمه، ويصف عاطف هذه الرباعيه بانها بمثابه «بوابه عشتار سينمائيه» – ان جاز التعبير – لمن يشا التعرف علي مختلف اطراف تجربه يوليو 52 في شكل شخوص او انماط مجرده.

واذا كان الميهي قد بدا مشواره السينمائي من خلال رباعيه ذات صبغه سياسيه فقد قدم افلاما اتسمت بالتنوع سواء علي الصعيد الاجتماعي او السياسي او الفانتازيا الساخره التي غلفت افلامه كمخرج، فكتب السيناريو لروايه «اين عقلي» عن قصه احسان عبد القدوس الذي سبق وكتب سيناريو روايته «شئ في صدري» ثم «الرصاصه لاتزال في جيبي» من اخراج حسام الدين مصطفي و«الحب الذي كان»، و«غرباء» مع المخرج سعد عرفه  ثم اتجه الي الفانتازيا في افلامه كمخرج.

ويتوقف محمد عاطف في كتابه عند تحول الميهي الي الاخراج الذي عبر عنه المخرج في بساطه بقوله «الحقيقه انني لم اجد سببا واضحا لتحولي الي الاخراج، فقد شعرت انني اريد ان اخرج، وذلك مثلما اريد ان اشرب او انام، لك ان تعتبره تطورا بيولوجيا، انه تحول منطقي وعادل لرغبه ربما كانت بداخلي لامتلاك العمل بصوره كامله، وتوالت وكانت البدايه من خلال فيلم «عيون لاتنام»1981 الذي لعبت بطولته مديحه كامل امام فريد شوقي والماخوذ عن مسرحيه يوجين اونيل «رغبه تحت شجره الدردار» ثم «الافوكاتو» 1983 بطوله عادل امام ويسرا، و«للحب قصه اخيره» بطوله يحي الفخراني ومعالي زايد 1985 ثم اتجه للفانتازيا عام 1986 التي بداها بفيلم «الساده الرجال» بطوله محمود عببد العزيز ومعالي زايد وهاله فؤاد وتوالت افلامه «سمك، لبن، تمر هندي» لمحمود عبد العزيز ومعالي زايد 1988،«سيداتي انساتي» 1989، «ميت فل» لاشرف عبد الباقي وشيريهان، «عشان ربنا يحبك» لداليا البحيري ، و« شرم برم» الذي كان اخر افلامه.

ازمه فيلمه «للحب قصه اخيره»

«للحب قصه اخيره» هو الفيلم الذي اثار ضجه كبيره عند عرضه انتهت بتحويل الميهي وبطليه معالي زايد ويحي الفخراني الي نيابه الاداب بسبب احد مشاهد الفيلم الذي تدور احداثه  داخل جزيره  من خلال سلوي التي تتزوج من رجل يعمل بالتدريس وتكتشف انه مصاب بالقلب، فتلجا للتبرك بالشيخ التلاوي والقديسه دميانه، يتفق زوجها مع طبيبه المعالج لكي يعلن شفائه تماما وايهام سلوي بان ثمه خطا في التشخيص الاول وتعتقد ان ذلك بفضل الشيخ والقسيس، ثم يموت الزوج فتكفر بكل شئ  وتصب غضبها علي رموز الشعوذه، ورغم ان الفيلم يتناول قضيته في قالب شديد الرقه والانسانيه الا ان مشهدا واحدا جمع بين معالي ويحيي اثار ضجه كبيره، واعلن الفنانون رفضهم للموقف واعتبروا ذلك بمثابه عوده لمحاكم التفتيش، وقد تم حذف المشهد وان بقي الفيلم ممنوعا من العرض التليفزيوني، والمفارقه ان نفس الفيلم حصل علي جائزه خاصه في مهرجان كارلو فيفاري.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل