المحتوى الرئيسى

"صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية"

07/24 14:05

اصدر مشروع "كلمه" للترجمه التابع لهيئه ابو ظبي للسياحه والثقافه كتابا جديدا بعنوان "صوره العربي في سرديات أميركا اللاتينية" للباحث الكوبي ريجوبيرتو ارنانديث باريديس، وترجمه الي العربيه احمد عبد اللطيف.

فخلال القرنين الـ18 والـ19، وتحت ولايه الخلافة العثمانية، هاجر الكثير من العرب، خاصه من فلسطين وسوريا ولبنان، الي قاره اميركا اللاتينيه، حاملين ثقافتهم ورؤيتهم للعالم وتصوراتهم الغيبيه وخيالهم الذي لا يبتعد كثيرا عن مخيله ألف ليلة وليلة والبساط السحري.

وهناك، انشا المهاجرون العرب مجتمعا جديدا في دول مثل كولومبيا والارجنتين والبرازيل وكوبا، ونشروا ثقافتهم عبر معاملاتهم اليوميه واحتكاكاتهم المجتمعيه، فاثر ذلك في البنيه الثقافيه والانثروبولوجيه لوطنهم الجديد.

في كتاب "صوره العربي في سرديات اميركا اللاتينيه" يحاول البروفيسور الكوبي المتخصص بالشؤون العربيه تتبع هذا الاثر، ورصد التحول الثقافي لدول اميركا اللاتينيه، ذلك التحول الذي ترك بصمته اللافته في ادب هذه القاره وساهم -ان لم يكن انشا- احد اهم التيارات الادبيه التي ظهرت بالقرن العشرين "الواقعيه السحريه".

اختار المؤلف ابرز تجليات هذا التاثير، فاورد نماذج من اعمال الكُتّاب الاكثر تاثيرا في الادب العالمي: غابرييل غارثيا ماركيز، خورخي لويس بورخيس، جورجي امادو، ايزابيل الليندي، ورصد فيها ظهور العربي.

وبالاضافه لذلك، اسس لحضور المهاجر الجديد في المجتمع، بدايه من عمله كبائع جوال ومرورا بالعمل في التجاره المستقره، ثم طموحات الاجيال التاليه في العمل الاكاديمي والوصول لمرتبه اساتذه في الجامعات. 

يتطرق الكتاب كذلك الي ما يمكن ان نسميهم "الاباء المنسيين للواقعيه السحريه" وهم كُتّاب عرب اسسوا لهذا التيار، غير انهم لم يحظوا بالشهره الكافيه التي تعادل تاثيرهم في هذا الاتجاه الادبي، ولعل ابرزهم الروائي لويس فياض الذي ينتمي للجيل الثاني من المهاجرين.

يُرجع المؤلف تيار "الواقعيه السحريه" للعرب، ويري ان حكايات التراث العربي المتماهيه مع "الف ليله وليله" فتحت افقًا جديدا في الثقافه الجديده، حدث ذلك عبر الحكايات الشفاهيه من ناحيه، ومن ناحيه اخري عبر كتابات الروائيين الذين اعتمدوا علي مخيلتهم العربيه وتراث ابائهم واجدادهم، لعمل روايات تتناول المجتمع الجديد وترصد مشاكلهم كمهاجرين.

اهميه هذا الطرح تكمن في رد الاعتبار للمخيله العربيه، والاعتراف بفضل الاعمال التراثيه وتاثيرها في الادب العالمي، لا سيما "الواقعيه السحريه" الذي اعترف اهم رواده، ماركيز، بانه "لولا الف ليله وليله ما كنت كتبت" واشارته في مكان اخر الي ان قريته "كانت مكتظه بالعرب" وان زوجته نفسها كولومبيه ولدت في الاسكندريه لاب سوري.

وهو التاثير الذي يتضح بقوه في اعمال كاتب الارجنتين الاعظم بورخيس، اذ تقوم اهم قصص هذا الكاتب علي حكايات عربيه من التراث، ابرزها قصه "المقنّع".

باريديس باحث كوبي، ولد في هافانا عام 1963، حصل علي درجه الدكتوراه في علوم التاريخ، وتولي بعض المناصب من بينها مدير "متحف بيت العرب" التابع لاداره مؤرخ هافانا.

عُني منذ بدايه مساره البحثي  بالكثير من جوانب الثقافه العربيه ومسارها وتفاعلها في كوبا، وقد شمل ذلك كل ما هو عربي، سواء كان هذا الموروث او البصمه العربيه مرئيه او غير مرئيه. ثم عكف بعد ذلك علي دراسه الموضوع نفسه، في اميركا المتحدثه بالاسبانيه والبرتغاليه.

ونشر عده ابحاث من بينها  كتاب بعنوان "العرب في كوبا" (2007، هافانا، كوبا) وبه فاز بجائزه كاتاورو، واكثر من جائزه من كل من جامعه هافانا واكاديميه العلوم، كما حصل علي وسام الثقافة الوطنيه.

مترجم الكتاب احمد عبد اللطيف، روائي ومترجم مصري ولد عام 1978. حصل علي الليسانس في اللغه الاسبانيه وادابها من كلية اللغات والترجمة، جامعه الازهر، عام 2000، ومنذ ذلك الحين تفرغ للكتابه والترجمه. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل