فلكي مصري: اقتراب «نيو هوريزونز» من «بلوتو» نجاح غير مسبوق للبشرية

قال رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكيه والجيوفيزيقيه الدكتور اشرف لطيف تادرس، ان المركبة الفضائية «نيو هوريزونز»، حققت نجاحا غير مسبوق للبشريه باقترابها - بدايه الاسبوع الجاري- من كوكب «بلوتو» ووصولها الي بعد 12 الفا و500 كيلومتر فقط منه، عقب رحله استمرت 9 سنوات، وتمكنها من التقاط صور واضحه له تعد الاولي من نوعها.

واضاف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكيه، في تصريح خاص لوكالة انباء الشرق الأوسط اليوم الخميس، ان الصور الملتقطه بلغت درجه عاليه من الوضوح، دفعت فريق العمل الي مد مهمه المركبه لرصد الجانب المظلم من الكوكب لمده 12 يومًا اضافيا، وان الصور كشفت عن وجود نشاط جيولوجي وبركاني في الكوكب يرجع عمره الي 100 مليون سنه، واظهرت وجود جبال من الجليد علي سطحه يبلغ ارتفاعها اكثر من ثلاثه كيلو مترات، بالاضافه الي وجود منطقه علي شكل قلب اطلق عليها العلماء اسم «كلايد تومبو» تخليدًا لذكري مكتشف الكوكب.

وتابع بالقول ان اكتشاف القطر الحقيقي لبلوتو الذي بلغ الفين و370 كيلومتر، يعد من اهم نتائج مهمه «نيو هوريزونز» التي تتولي رسم خريطه لسطح «بلوتو» واكبر اقماره «شارون»، واثبت ان قطره اكبر مما كان مقدرًا بنحو 70 كيلومتر تقريبا، وان الكوكب واقماره والالاف من الاجسام التي تم اكتشافها حديثا في حزام «كويبر»، ما هي الا كويكبات صغيره متجمده ومخلفات ناتجه عن تكون المجموعه الشمسيه الذي حدثت قبل حوالي 4.6 مليار سنه.

واضاف، ان عجائب اكتشافات «نيو هوريزونز» لـ«بلوتو»، تشمل مواجهه اقماره الخارجيه حالات غامضه من الانقلاب والانعكاس خاصه القمر «نيكس» الذي يتارجح وينقلب ويعكس اتجاهاته بشكل عجيب، وهو يشبه حبه الفاصوليا وتتراوح ابعاده بين 42 كيلومتر طولا و36 كيلومتر عرضا، الي جانب ما كشفته الصور من تفاصيل القمر «هيدرا» من حيث شكله المتعرج جدًا وغير المنتظم، الذي تتراوح ابعاده بين 55 كيلومتر طولاً و23 كيلومتر عرضًا.

واوضح ان المركبه «نيو هوريزونز» التابعه لوكاله الفضاء الامريكيه «ناسا»، بلغت تكلفه تصنيعها ٧٢٠ مليون دولار امريكي، وانطلقت في يناير 2006 الي الفضاء، بسرعه تقارب 60 الف كيلو متر في الساعه، وكانت الاوامر اللاسلكيه المتبادله بين المركبه ومحطه التحكم الارضيه تستغرق حوالي اربعه ساعات للوصول منها واليها.

ولفت تادرس الي احتجاج الكونجرس علي الرحله قبل بدايتها، بسبب احتواء المركبه علي نحو 11 كيلوجرام من «البلوتونيوم» في محركاتها، والذي تحلل اثناء الرحله متحولا الي طاقه كهربائيه لتشغيل معدات وانظمه المركبه بعيدًا عن الشمس، بالاضافه الي ان كون ٢٥% من فريق عمل «نيو هوريزونز» من النساء، ما اثار بعض الجدل المجتمعي حول الموضوع.