سروج التركية.. ملامح التوتر ومواكب الجنائز

ويتحدث سكان المدينه ذات الغالبيه الكرديه عن تقصير الامن التركي في منع حصول الانفجار. وتجمهر كثيرون في مكان الحادث ترقبهم عيون وكاميرات الامن التركيه، تحسبا لردات فعل قد تكون غير طبيعيه.

ورغم مرور يومين علي التفجير لا تزال اثار الدماء في الشارع، وقطع الزجاج متناثره في المكان، اضافه الي بعض السيارات المهشمه.

وطالب الناشط الاعلامي علي مشعل الحكومه التركيه بالقصاص من تنظيم الدوله، واتهمه بالوقوف وراء التفجير، رغم اشارته الي ان المنفذ شاب كردي قدم من مدينه اديمان بشرق تركيا وينتمي للجناح العسكري لـحزب العمال الكردستاني، علي حد قوله.

وصادف وصول الجزيرة نت للمدينه -التي يبلغ عدد سكانها مئه الف نسمه- خروج اعداد كبيره من السكان في تشييع احد ضحايا التفجير، حيث توفي في المستشفي بعد يومين من اصابته، وكانت الاجواء مشحونه حيث تلاسن بعض المشيعين مع عناصر الامن.

واتهم نوروز محمد -وهو مواطن كردي من سروج- الامن التركي بالتقصير في حمايه المدنيين في المدينه ولا سيما تجمع طلاب التنظيمات الاشتراكيه الذي استهدفه التفجير.

وقال ان الامن التركي كان عليه الحيلوله دون حصول التفجير كونه يدرك مدي خطوره التنظيم واستعداده لارتكاب الاعمال الارهابيه انتقاما من الاكراد الذين حرروا مدينه عين العرب (كوباني) السوريه.

وطالب الحكومه التركيه بتشديد اجراءاتها الامنيه في المدينه تحسبا لعمليات ارهابيه اخري، ودعاها لمحاربه التنظيم لاعتدائه علي استقرار البلاد من خلال استهداف مكون هام من مواطنيها.

وفي حين تُوجه اغلب الاتهامات لتنظيم الدوله، اشارت مصادر للجزيره نت الي ان حزب العمال الكردستاني قد يكون مسؤولا عن التفجير.

ويتهم المحامي الكردي محمود كرعو حزب العمال الكردستاني بتنفيذ التفجير ويربط هذه التهمه بـ"غض الطرف من قبل حكومه حزب العداله والتنميه والرعايه الاميركيه في اطار استكمال رسم معالم الشرق الاوسط الجديد".

ويقول المعارض الكردي عبد الباري عثمان انه لا يملك معلومات في هذا الصدد، لكنه اكد ان هناك تيارا داخل حزب العمال الكردستاني ليس مقتنعا بالعمليه السلميه بين الحزب وحكومه العداله والتنميه في تركيا، ويرغب في اعاده صوت السلاح الي الجبال الكرديه بجنوب شرق البلاد.

ويري ان لبعض احزاب المعارضه التركيه مصلحه في حدوث التفجير ولا سيما القوميه منها، حيث تريد "ضرب حاله الاستقرار التي يعيشها النازحون السوريون لدفعهم لمغادره البلاد، والتاثير علي شعبيه حزب العداله والتنميه الحاكم".

ورجح ان تكون اجهزه الاستخبارات العالميه "ومنها السوريه والايرانيه وراء العمليه تنفيذا لاجنداتها"، واكد علي وجود عناصر كرديه تعمل لدي تنظيم الدوله وتقاتل في صفوفه.

ويقول المعارض محمد محمود ان تنظيم الدوله نفذ التفجير بناء علي اوامر ايرانيه في ظل صراع خفي مع تركيا.

وقال ان احداث توتر داخلي بتركيا سيشغلها عن الوقوف بوجه التمدد الايراني في المنطقه خصوصا في سوريا.

وراي المعارض الكردي فرهاد شيخ بكر ان دولا غربيه واقليميه بينها ايران لها مصلحه حقيقيه في ضرب استقرار تركيا لاضعاف تاثيرها السياسي الخارجي.

ولم يستبعد ان تدفع هذه الدول تنظيم الدوله لارتكاب اعمال ارهابيه في منطقه اخري من تركيا.