المحتوى الرئيسى

شاهد على «مأساة الدمرداش»: 6 مواليد ماتوا داخل غرفة الملاحظة

07/23 11:27

بينما كان المصريون يحتفلون بثاني ايام عيد الفطر، كان مستشفي الدمرداش علي موعد مع ازمه انتهت بوفاه 6 اطفال حديثي الولاده، حيث توافد عدد كبير من السيدات الحوامل علي مستشفي النساء والولاده في الدمرداش، وسط حاله من التكدس، خاصه بعد ان اغلق قسم الولاده في مستشفي الجلاء ابوابه امام المترددين عليه، وكان الظروف السيئه قد تحالفت ليلقي 6 اطفال حديثي الولاده مصرعهم، بعدما لم تجد اسرهم مكاناً لانقاذهم في الحضانات المتكدسه بالاطفال، فضلاً عن يد الاهمال التي طالتهم، دون ان ينقذهم احد من الموت باجهزه تنفس صناعيه او رعايه طبيه، وبحكم العاده تحرك المسئولون من وزارة الصحة، للتحقيق في الواقعه، بينما تحول الاطفال المواليد الي ارقام في سجل الوفيات، سطرت اسماؤهم في محاضر اقسام الشرطه، ولم يدرك احد فاجعه الامهات اللاتي استفقن من تاثير مخدر بعد الولاده، لتكتشف كل ام ان الطفل الذي حملت فيه 9 شهور، مات قبل ان تراه.

في مدخل حضانات الاطفال يجلس محمود رافت، 30 سنه، ملامحه تعكس الهم والحزن الذي يشعر به، حيث ياتي يومياً ليطمئن علي طفله المولود، الذي قضي اسبوعه الثاني في الحضانه، بعد اصابته بعده مشاكل صحيه، «محمود» شاهد عيان علي واقعه وفاة الأطفال السته، ويقول: «ثاني ايام العيد، زاد الضغط علي مستشفي الولاده، بينما لم يوجد من الاطباء، سوي طبيب صغير في السن، وبعض افراد طاقم التمريض، اجري الطبيب عدداً كبيراً من العمليات، وحاول انقاذ الموقف قدر استطاعته، بينما كان يتوجه بالاطفال المواليد الي غرفه الملاحظه الموجوده مباشره بجوار غرفه الولاده، وقام برعايه الامهات، وهذا ما عرفته ايضاً من خلال الممرضات الموجودات في المستشفي، ولم يتلق الاطفال المواليد اي رعايه في غرفه الملاحظه، ولم يتم توصيلهم باجهزه تنفس صناعي، ولم يكن في الامكان ادخالهم الي الحضانات، لان الحضانات بالداخل ممتلئه بالكامل بالاطفال، والاعداد التي تستقبلها الحضانه محدوده، لا تتجاوز 45، ومعظم الحالات بالداخل كانت خطيره».

ويضيف «محمود» قائلاً ان ابنه في حضانات مستشفي الدمرداش، يتلقي افضل رعايه طبيه، وذلك دون واسطه او محسوبيه، لان الطبيبه المسئوله عن الحضانات، تتميز بالحزم في التعامل مع الطاقم الطبي الموجود، بينما يؤكد انه من خلال دخوله للحضانات بصفه يوميه للاطمئنان علي ابنه، يجد الحضانات كامله العدد.

ويشير احد افراد التمريض، الذي رفض ذكر اسمه، الي ان الاطفال السته، ماتوا بسبب عجز في الحضانات الموجوده، وان نسبه 90% من المواليد، اصبحوا في حاجه الي حضانات فور ولادتهم، بعضهم بسبب مشاكل صحيه بسيطه مثل مرض «الصفراء»، او الولاده قبل الموعد بفتره بسيطه في حدود اسبوعين، او صعوبه في التنفس فور الولاده، وبعض الاطفال يكونون في حاله صحيه خطيره، وبعضهم يحتاجون تدخلاً جراحياً، في حين ان عدد الحضانات محدود.

وكانت نيابه حوادث غرب القاهره باشراف المستشار ابراهيم صالح، المحامي العام الاول، تسلمت تحريات المباحث حول واقعه وفاه 6 اطفال حديثي الولاده بمستشفي الدمرداش بالعباسيه ثاني ايام عيد الفطر، واكدت التحريات التي اشرف عليها اللواء خالد يحيي مدير الاداره العامه لمباحث القاهره، ان قسم النساء والتوليد بالمستشفي اجري 75 حاله ولاده طبيعيه وقيصريه في يوم واحد وهو ثالث ايام العيد نظراً لزياده الاقبال علي المستشفي بسبب اجازه العيد، وتوفي منهم 6 اطفال مبتسرين جميعهم داخل الحضانات بسبب نقص الوزن.

واوضحت التحريات التي اعدها المقدم احمد عبدالسلام رئيس مباحث الوايلي، ان المستشفي اجري مهمته الطبيه باستقباله جميع الحالات وقدم خدمه طبيه جيده لجميع الحالات وان الاطفال المتوفين بسبب وجود مشاكل طبيه لديهم وهي نقص الوزن، واستندت تحريات المباحث الي اقوال احد الاباء انه كان يعلم من الطبيب المتابع لحمل زوجته ان التوائم في حاله صحيه سيئه بسبب نقص وزنهم، ورفض اتهام اي مسئول او طبيب بالمستشفي، موضحاً ان زوجته انجبت ثلاثه توائم اكبرهم كان بوزن كيلو فقط والاثنان الاخران بلغ وزنهما ما بين 900 و800 جرام فقط، وان سبب الوفاه المدون لدي سجلات المستشفي هو «ضعف في الوزن والرئه».

ووجهت النيابه تهمه القتل الخطا بسبب الاهمال، لمدير قسم النساء والتوليد و3 اطباء وهذا ما انكره المتهمون في تحقيقات النيابه التي اشرف عليها المستشار احمد لبيب رئيس نيابه حوادث غرب القاهره.

وقال مدير المستشفي في التحقيقات، ان المستشفي به 45 حضانه، وطبقاً للائحه والاتفاقيات الخاصه بالعمل فان نصف هذا العدد يفتح ابوابه مجاناً بمبلغ رمزي للاسر البسيطه، والنصف الاخر حضانات خاصه بمقابل مادي.

واضاف ان عدد المواليد يومياً اكثر من عدد الحضانات المتوفره، وانه بناءً علي قرار رئيس مجلس الوزراء لا يستطيع اي مستشفي غلق ابوابه امام اي مواطن حتي لو لم يكن به مكان لاستقباله، واوضح مدير المستشفي انهم كانوا يبلغون الحاله قبل دخولها غرفه الولاده بانهم لا يمتلكون مكاناً في الحضانات لاستقبال المولود عقب الولاده، لافتاً الي ان جميع اسر المجني عليهم وقعوا اقراراً باخلاء مسئوليه المستشفي بتوفير حضانات للاطفال حديثي الولاده لعدم وجود حضانات خاليه.

واضاف مدير المستشفي ان تكلفه الحضانه الواحده باجهزتها يبلغ 350 الف جنيه وهو مبلغ ضخم، لذلك لا يستطيع المستشفي زياده عدد الحضانات من ميزانيته، مشيراً الي ان قسم النساء والتوليد لا يملك سوي جهازين للتنفس الصناعي فقط، وهذا لا يتناسب مع عدد الاطفال الذين يحتاجون الي تنفس صناعي عقب ولادتهم، ولذلك لا يستطيع المستشفي ان يضع اكثر من طفلين علي هذين الجهازين.

ونفي المدير تعرض غرفه الحضانات لاي فيروسات، مؤكداً انها معقمه بالكامل، وقال انه في الوقت الذي توفي فيه 6 اطفال، خرج من الحضانات 17 طفلاً اخر في حاله صحيه جيده ومستقره، وهذا يؤكد ان المجني عليهم لم يتوفوا اثر اصابتهم بفيروسات كما تردد. وايد 3 اطباء من الوحده اقوال مدير المستشفي. وامرت النيابه باخلاء سبيلهم من النيابه بضمان محل اقامتهم، واستعجلت تقرير الطب الشرعي لبيان سبب الوفاه، كما استعجلت تقرير اللجنه المشكله من وزاره الصحه، وتقرير لجنه الفيروسات لبيان ما اذا كانت الحضانات بها التعقيم اللازم من عدمه. وكان اباء الاطفال الـ 6 المتوفين تقدموا ببلاغات الي قسم شرطه الوايلي اتهموا اداره مستشفي الدمرداش بالاهمال ما تسبب في وفاه الاطفال، واحال اللواء خالد عبدالعال مساعد اول وزير الداخليه لقطاع امن القاهره تلك البلاغات الي النيابه لمباشره التحقيقات فيها.

شاهد علي «ماساه الدمرداش»: 6 مواليد ماتوا داخل غرفه الملاحظه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل