المحتوى الرئيسى

الأوروبيون يجمعون «الائتلاف» و«التنسيق»: توحّدوا حول استراتيجية مشتركة

07/23 10:27

حينما تُستعرض العناوين المستعصيه للازمه السوريه، يحضر دائماً الانقسام بين معارضه الداخل والخارج. لكن يبدو انَّ هناك محاولات غربيَّه لاغلاق هذا الملف، بما توفّر من اجماع يُمكنه اضعاف احدي الاوراق التي تستخدمها سوريا. هذه المحاولات يبدو انَّها باتت في مراحل متقدمه.

ممثِّلون عن كتلتين في المعارضة السورية يحاولون الان الوصول الي «خريطه طريق مشتركه»، تجمع رؤيتيهما للحلّ السياسي ومراحل «العمليه الانتقاليه» لتسويه الأزمة السورية. التفاوض حول اللمسات الاخيره قاد الي بروكسل شخصيات من «الائتلاف الوطني» و «هيئة التنسيق الوطنية». لكن ذلك لم يمنع استمرار الخلافات الداخليه، في كلٍّ منهما، حول جدوي «التوحد» تحت مظله «خريطه الطريق» بعدما تعذّر في اطار هيئه سياسيه مشتركه.

الاحتضان الغربي لهذه المبادره، تجلَّي في الدعم المباشر من الاتحاد الاوروبي لعقد الاجتماع. انَّها المره الاولي التي يرعي فيها التكتُّل الاوروبي هذا المسعي الذي واصل التشديد مؤخراً علي اهميته لانجاز «الحل المستدام».

اجتماع المعارضه السوريه في بروكسل انطلق امس، ويفترض ان يُختتم اليوم في «معهد ايغموند»، الذي وفرته الخارجيه البلجيكيه كمشاركه منها في رعايه اللقاء. نتائج الاجتماع ينتظر ان يعلن عنها في مؤتمر صحافي مشترك، يوم غدٍ الجمعه.

بحسب مصادر واسعه الاطلاع اوضحت لـ «السفير»: يضم وفد «الائتلاف» كلاً من نائب الرئيس هشام مروه، رئيسه السابق هادي البحره، ممثل «المنظمه الاشوريه الديموقراطيه» عبد الاحد اسطيفو، ممثل «جماعه الاخوان المسلمين» احمد رمضان، وممثل «المجلس الوطني الكردي» صلاح درويش. في حين يضم وفد «هيئه التنسيق» خلف الداهود، صفوان عكاش، وجون نسطه.

كانت هذه المجموعه من الاسماء هي نفسها، تقريباً، التي اطلقت المبادره في اجتماع باريس خلال شباط الماضي. هكذا يكون اجتماع بروكسل هو الثاني، ليمثّل ما يبدو انَّه نجاح فرنسا في اقناع دول الاتحاد في تبني المبادره، ما يعطيها زخماً اكبر بطبيعه الحال.

لكن لدي الاتحاد الاوروبي موقفا اساسيا يبرر تبنيه لهكذا مبادره. دول الاتحاد لم تعد متَّفقه علي ان «الائتلاف» يشكِّل مظلَّه تمثيل يجب ان يندمج فيها الاخرون. لذلك تمَّت موازنه الخلافات مع الدعم الفرنسي والبريطاني المتقدِّم لجماعه «الائتلاف». بات التركيز علي انَّه لم يعد هنالك حاجه لان تكون المظلَّه الجامعه هيئه معارضه واحده، بل يمكنها ان تكون «استراتيجيه مشتركه». بناءً علي هذه الموازنه، بات الاوروبيون منذ مده «يشجعون الائتلاف علي مساعده المجموعات المعتدله من اجل التوحد خلف استراتيجيه مشتركه من اجل تقديم بديل للشعب السوري».

اعلان مصادر متطابقه انَّ الاجتماع سينتهي بمؤتمر صحافي، شكَّل اشاره الي نضوج ما يجب اعلانه. مصدر معارض قال، لـ «السفير»، انَّ «الكثير من المسائل تمّ الاتفاق عليها في لقاءات سابقه، لم يبق سوي بعض اللمسات الاخيره». واقرّ بانَّ اجتماع ممثِّلي الجهتين ياتي، في النهايه، بعد الضغوط الغربيه لتشكيل منصَّه عمل موحَّده تجمع اكبر تمثيل معارض ممكن، لافتاً الي انَّ «المطلوب من هذه المبادره منذ انطلاقها هو انجاز عمل في الصميم وليس في الشكل».

ابرز ما سبق اعلانه في اجتماع باريس الاول، كان اتفاق ممثِّلي الجهتين علي انَّ الرئيس السوري بشار الاسد سيكون «خارج ترتيبات المرحله الانتقاليه». لاسباب وحساسيات عديده، منها هذه النقطه، شكَّل هذا الاعلان ارباكاً لـ «هيئه التنسيق»، فكان موقفها حذراً تجاه اجتماع باريس.

الامر ذاته، نوعاً ما، يتكرَّر تجاه موقف الهيئه من اجتماع بروكسل المكمّل. بعض اطراف الهيئه معترضون بوضوح علي المبادره من اساسها، ولذلك كانوا متحفِّظين بشدَّه تجاه الاجتماع. هذا الموقف لم يستطع قيادي بارز في «هيئه التنسيق» اخفاءه خلال حديثه مع «السفير»، مفضّلا عدم الخوض في التفاصيل، نظراً لحساسيتها الداخليه. قال انَّه يمكنه فقط الاحاله الي موقف قياده الهيئه. اشار تحديداً لتاكيد منسقها العام حسن عبد العظيم انَّ المشاركين في اجتماع بروكسل «يتمثلون بصفتهم الشخصيه ولا يمثلون الهيئه».

احدي الحساسيات التي ادَّت الي ارتباك موقف «هيئه التنسيق» هو تشتُّتها في صراع محاور، القاهره مع انقره والدوحه. الاخيرتان اهم الداعمين لتمثيل «الاخوان»، في حين رفضت القاهره سابقاً حضورهم في مؤتمرين اقامتهما تحت عنوان «توحيد رؤي المعارضه السوريه».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل