سارة أبي كنعان: المنافسة جميلة شرط أن تكون شريفة

بعدما اطلّت العام الماضي في مسلسلي «اتهام» و«لو»، لفتت الممثله ساره ابي كنعان الانظار اليها، لتعود هذا العام بدور رئيسي في مسلسل «بنت الشهبندر» من تاليف هوزان عكّو، واخراج سيف الدين سبيعي. تقول في حديث لـ «السفير» انّها تشعر بالسعاده لمشاركتها في العمل، لانّ «دوري كان ذا قالب كوميدي، وهي المرّه الاولي التي اقدّم فيها دوراً كوميدياً، واجده نفحه جميله في سياق مسلسل درامي محبوك».

ادّت ابي كنعان في العمل دور امان، شقيقه ناريمان (سلافة معمار) بنت الشهبندر الكبري، والتي يقع في حبّها الشقيقان راغب (قصي خولي) وزيد (قيس الشيخ نجيب). وانتقد كثيرون عدم وجود مبرّر لاختلاف اللهجات بينها وبين شقيقتها، لكنّها تشرح ذلك بالقول: «امان عاشت في لبنان مع والدها، في حين عاشت اختها في سوريا مع والدتها، كما يظهر في العمل». وفي هذا السياق، تؤكّد انّها لن ترفض اداء ادوار باللهجات الشاميّه او المصريّه ان عرضت عليها. «اعتبر ذلك تحدياً جميلاً، الاعمال العربيه المشتركه تقرّبنا من بعضنا البعض كعرب، وفي النهايه جميعنا نتحدّث اللغه العربيه، وانا مع كسر الحواجز ومع الانتاجات العربيه المشتركه المتقنه». وحول تجربه العمل مع المخرج سيف الدين سبيعي تقول: «تعلّمت الدقّه في العمل معه، وقد نفّذ هذا العمل بحرفيّه عاليه».

اتت الممثله الي عالم التلفزيون من مجال العلوم المخبريه، اذ انّها درست الطب لثلاث سنوات، كما درست الصيدله. لكنّها كانت شغوفه بالتمثيل وقد قرّرت ان تتابع عدداً من الدورات في مجال التمثيل، لانّ ذلك امر اساسي بحسب تعبيرها، لكلّ ممثّل يرغب بتطوير نفسه. لذلك، ترفض وصف نفسها «بالموهوبه»، وتفضّل ترك ذلك للنقّاد المختصّين. «اعتبر انني احصل علي دوره مكثّفه في التمثيل مع كل دور اقدّمه، وكل تدريب اجريه قبل اداء دور ما، استفيد منه قدر الامكان، خصوصاً انّ ادواري مختلفه بشكل جذري عن بعضها البعض، وخلال العامين الماضيين قدّمت خمسه ادوار مختلفه تماماً، الامر الذي افادني كثيراً».

تري ابي كنعان انّ تقديم الانتاجات الدراميّه العربيّه كلّها دفعه واحده خلال شهر من الزمن، له ايجابيّات عدّه. «هذه المنافسه محفّزه علي اكثر من صعيد، يمكن للمشاهد ان يختار ما يريد متابعته بين هذا الكمّ الكبير من الاعمال، ويمكن للمنتج تقديم كلّ طاقاته الانتاجيّه لتقديم عمل متقن، وكذلك الحال بالنسبه للممثّلين الذين عليهم تقديم افضل ما عندهم».

استعداداً لما بعد رمضان، انتهت الممثله من تصوير دورها في مسلسل «قصة حب» كتابه نادين جابر، واخراج فيليب اسمر، ومن انتاج شركه «اونلاين بروداكشن». تقول: «هو مسلسل رائع باختصار، وكلّي ثقه انّه سيثير ضجّه جميله لدي عرضه، هناك سخاء في الانتاج والقصه جاذبه وقد تخطّي عدد حلقاته الاربعين». وتضيف: «يعدّ دوري في العمل من اكبر الادوار التي قدّمتها علي صعيد مساحته، وهو الاصعب في مسيرتي حتي اليوم، اذ اؤدّي دور صديقه نادين الراسي المقرّبه، واعيش معها في بيت واحد، واعمل كمساعده لها في التصوير، ولي مسار شخصيتي الواضح في هذا العمل».

لن تكون تجربه «قصّه حبّ» اوّل تعاون بين ابي كنعان والمخرج فيليب اسمر. «بداتُ خطوتي الاولي في التمثيل معه، في مسلسل «خطوه حب» وكنت حينها في السابعه عشره من عمري وكبرنا سوياً، تعلّمت منه الكثير. هو مخرج خلَّاق يعمل علي اضافه جمل معيَّنه للنصّ، بشكل يدعو الي الخوف لشدَّه جراته، واعترف انّه استطاع ان يخرجني من نفسي بشكل رائع، وفي «عشق النساء» دفع بي الي الجراه بقوَّه جعلتني اذهل بمواصفات الشخصيَّه عبر الشاشه».

تحصر ابي كنعان خططها في مجال التثميل بهدف واحد: التطوّر فقط لا غير. تقول: «لا مشروع معيّنا في الافق المنظور، وعملنا قائم علي العرض والطلب والظروف المحيطه بمهنه التمثيل، اعشق السينما والمسرح، ولكن افضّل ان اطوّر قدراتي قبل الخوض في هذين المجالين، انتظر عروضاً تناسبني وتمتعني، واختار بعنايه من بين ما يقدّم اليّ. يهمّني الرضا الذاتي الذي لا اعتقد انني ساصل اليه يوماً، عملاً بمقوله هناك ما هو افضل». وتضيف: «النقد الايجابي يرفع من معنوياتي لكنه ليس كافياً لتطوير ذاتي، بل المطلوب هو النقد البنّاء الذي يضيء علي مكامن الخلل والخطا في سبيل التحسين، وهذا ما اسعي اليه».