ليالى قريش 89

اكيد حضرتك استنتجت ان من الوجوه دي مسلم بن حبيب الحنفي، (او مسلمه) اللي هـ نعرفه في التاريخ الإسلامي بـ اسم مسيلمه الكذاب

في الليله 25 من ليالي قريش فتحنا الكلام عن اليمامه، اللي هي جزء من اقليم نجد، الاقليم الموازي والمنافس لـ اقليم الحجاز وتهامه (اللي تعتبر مكه مركزه وسيدته والمسئوله عن التجاره فيه).

وعلشان نتصور الوضع نقول ان التجاره كانت بـ تطلع من نجران في الجنوب، اللي هي كانت تبع اليمن، وتمشي في الصحرا من خلال طريقين، واحد عبر الحجاز، وواحد عبر نجد.

العلاقه بين الحجاز ونجد كانت علاقه توازي في الجغرافيا والتاريخ، في الجغرافيا لـ انهم مش بـ يتقاطعوا، مفيش خط منهم مؤثر علي التاني، وفي التاريخ، لـ ان المرحله اللي بـ يمر بيها الحجاز، بـ يمر بيها نجد، من غير الاحداث ما تتداخل.

يعني، في الوقت اللي كانت تجاره مكه بـ تتطور، والحجاز كله شكله بـ يتغير، كانت تجاره اليمامه بـ تتطور، ونجد كلها شكلها بـ يتغير (دي تقريبا فتره قصي).

ايام عبد مناف ثم ابنه هاشم وحفيده عبد المطلب، كانت مكه بـ تتوسع اقليميا، وتجذب اهتمام الفرس والروم، وشفنا محاولات الروم المستمره لـ السيطره عليها، ولو عسكريا، وشفنا الدعوه الصريحه من الفرس ان مكه تنضم تحت الامبراطوريه الفارسيه ايام عبد مناف.

في نفس الفتره كانت اليمامه بـ تتوسع اقليميا، وتجذب انتباه القوتين الاعظم عسكريا في العالم، بس هنا بقي مصير اليمامه كان مختلف شويه، لـ ان الحاكم قِبل التبعيه لـ الفرس، الحاكم ده كان اسمه هوذه بن علي الحنفي.

وزي ما كان واجب علي مكه التعامل مع المدن المحيطه بيها، وعملوا ده بـ الايلاف، كان علي اليمامه انها تعمل كده، وعملته بـ الحرب، والصراع بين اليمامه وبين بني تميم اتكتبت فيه ملاحم، يمكن الرجوع اليها مثلا في كتاب عبد الله ابراهيم العسكر (دكتوراه من جامعه كليفورنيا) عن تاريخ اليمامه قبل الاسلام.

فـ هوذه بن علي كان كبير اليمامه، وسيد نجد، وحامي تجارتها، ومسلم امره لـ الفرس، ومستعين بـ قوات فارسيه لـ حفظ الامن والاستقرار في بلده، وده كان الفرق الاول بينه وبين مكه، والفرق التاني هو وجود كعبه مكه، وعلو شانها بعد حادثه الفيل.

لكن زي ما ظهر تيار توحيدي في مكه، رافض الاديان العربيه التقليديه، وداعيًا العرب الي "التوحيد" الديني، بـ ما يعني ضروره التوحيد السياسي، ظهر كمان في اليمامه ونجد تيار توحيدي، وزي ما كان فيه في مكه زيد بن عمرو وورقه بن نوفل وعثمان بن الحويرث، وفي الطائف اميه بن ابي الصلت، كان فيه في اليمامه ونجد، وبني تميم كمان والمناطق المجاوره وجوه بـ تظهر كل شويه، تدعو نفس الدعوه، وتقول نفس الكلام.

فـ مسلم الحنفي هو ثائر توحيدي اخر، دعا قومه الي نبذ عباده الاصنام، وعباده الرحمن (مش الله)، لـ ان الرحمن كان حاجه والله كان حاجه تانيه عند العرب، ودعوته كانت سلميه الي ابعد حد، زي دعوه زيد بن عمرو، ومقاومه حكومه هوذه بن علي ليها ما كانتش شرسه زي مقاومه سادات قريش لـ دعوه زيد وعثمان بن الحويرث، لـ ان اليمامه كانت بـ تزرع وتقلع، مش بس تجاره.

المقاومه ما كانتش شرسه، لكن ما كانش فيه ترحيب، ولـ ان المقاومه ما كانتش شرسه، فـ الهجوم علي الحكومه هو كمان ما كانش شرس، دعوه دينيه وخلاص.

الفارق بين مسلم بن حبيب وواحد زي زيد بن عمرو او عثمان او اميه، انه من اللحظه الاولي طرح نفسه "نبي" ياتيه الوحي من السماء، وبـ يقول كلام مش شعر ولا نثر، وبـ يعمل معجزات.

في البدايه كنت فاكره بـ يقلد النبي محمد بن عبد الله في مكه، لـ حد ما عرفت ان دعوه مسلم كانت قبل دعوه النبي.