المحتوى الرئيسى

ما هي رزمة التعويضات التي ستقدمها أمريكا لإرضاء "إسرائيل" بعد توقيع الاتفاق النووي؟ - ساسة بوست

07/21 18:23

منذ 23 دقيقه، 21 يوليو,2015

رزمه تعويضات او دفتر شيكات او صفقه تعويض امنيه سخيه، مصطلحات متعدده استخدمت عقب توقيع الاتفاق النووي بين ايران مع القوي العالميه، لتدليل علي الثمن الباهظ الذي ستحظي به دوله الاحتلال الإسرائيلي مقابل سكوتها ولطمانه تخوفاتها المختلفه.

ستمنح تلك الدوله اسلحه نوعيه كطائرات الـ”اف-35″ كي تحافظ علي مستواها كدوله وحيده في الشرق الاوسط تمتلك مثل هذا السلاح، جوائز ترضيه اخري ستمنح حسب توقعات الخبراء منها استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، والعمل علي ضم الجولان الي حدودها، واطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي لدي الولايات المتحده بولارد، وهذا ما سيوضحه تقرير “ساسه بوست” التالي.

كيف سيتم تطوير الوسائل الهجوميه والدفاعيه للجيش الاحتلال بعد توقيع الاتفاق النووي؟

واحده من ابرز الجهود لارضاء دوله الاحتلال عقب التوقيع علي الاتفاق النووي هو زياده تسليح دوله الاحتلال، خاصه بعد اقتراح الرئيس الامريكي باراك اوباما علي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو البدء في محادثات ثنائيه لوضع خطه للتطوير من قدرات جيش الاحتلال.

فنائب الرئيس الامريكي، جو بايدن الذي تعهد بان يضمن اي اتفاق نووي مع ايران “امن اسرائيل”، قال: “سنسلم اسرائيل العام القادم المقاتله جوينت سترايك فايتر اف-35 اروع ما لدينا، وهو ما سيجعل اسرائيل الدوله الوحيده في الشرق الاوسط التي تمتلك هذه المقاتله المنتميه للجيل الخامس.”

اذ ستعمل الولايات المتحده الامريكيه علي تطوير الوسائل الهجوميه والدفاعيه للجيش الاحتلال، حسب صحيفه «هارتس» العبريه فان الدعم العسكري يشمل تزويد اسرائيل بمزيد من طائرات ‘اف 35′ لمساعدتها في الحفاظ علي تفوقها العسكري في الشرق الاوسط، ومنظومات دفاعيه لاعتراض الصواريخ، فيما ستدخل منظومه ‘العصا السحريه’ المخصصه لاعتراض الصواريخ متوسطه المدي، السنه المقبله، كما تشتمل علي مساعدات في الميزانيات بما يسمح بالاستثمار في البحث والتطوير في عده مشاريع، بينها منظومه “حيتس 3″، وطائرات “V-22″، ومساعده في انتاج دبابات “مركفاه” ومدرعات، والتي ينتج بعضها في الولايات المتحده، وصواريخ ذكيه، ورادارات، وطائرات تزود بالوقود، وغيرها.

ويتوقع ان تصل اول طائرتين لاسرائيل عام 2016، لكن اول سرب سيدخل للخدمه عام 2021. وحدد سعر الطائره في الصفقه بـ 110 مليون دولار، وقالت “هارتس” ان المنظومه الامنيه تعتقد بان عدد الطائرات غير كافٍ، وتسعي لزيادته لـ 50 طائره علي الاقل لكي يستطيع سلاح الجو تفعيل سربين كاملين من مقاتلات اف -35 المتطوره.

وتعتبر طائره “اف- 35″ الامريكيه ثاني طائرات الجيل الخامس الامريكيه، لديها مقعد واحد، اي ان الطيار يكون بمفرده، ويبلغ طول الطائره الامريكيه 15.7 متر، بينما تبلغ سرعتها القصوي 1,930 كم في الساعه، كما تتميز مقاتلات الـ”اف-35″ باستعمالها تقنيات كاشف المسح الالكتروني والتخفي، فيما تملك قدره كبيره علي المناوره كذلك، بخلاف الطائرات التي تعتمد نفس التكنولوجيا الا انها لا تملك نفس قدرات المناوره، كـ”اف- 17″.

لماذا ستلتزم الولايات المتحده الامريكيه بالحفاظ علي تفوق “اسرائيل” العسكري بعد الاتفاق؟

لا تطلب دوله الاحتلال كميات من الوسائل القتاليه فقط، وانما وسائل قتاليه نوعيه، وكما اسلفنا تطلب من الولايات المتحده مساعدات كبيره تشتمل علي طائرات قتاليه من طراز “اف- 35″، وبطاريات “قبه حديديه” ومنظومه “العصا السحريه” لاعتراض الصواريخ، ونُقلت عن مصادر مطلعه ان “اسرائيل” ستطالب الولايات المتحده بزياده المساعدات الامنيه من 3.1 مليار دولار الي 4 مليارات دولار سنويًّا، فضلًا عن الهبات الاستثنائيه التي تمنحها الولايات المتحده لتطوير منظومات امنيه.

قائمه الطلبات تلك تضع الاداره الامريكيه امام خيارات ليست بسيطه، فمن جهه، تهدف المساعدات العسكريه الي ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي الامر الذي لا تعارضه الولايات المتحده، ومن جهه اخري فان الولايات المتحده تريد ان تكون واثقه من ان الجيش الإسرائيلي لن يهاجم ايران في حال خرقت الاخيره الاتفاق، كما ان مساله توقيت الطلبات الاسرائيليه هي مساله حساسه، حيث ان تقديرات جهات في الاجهزه الامنيه تشير الي ان احتمالات زياده ميزانيه المساعدات في ظل اداره اوباما ضئيله، في حين ان انتظار الاداره الامريكيه الجديده، التي ستنتخب في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2016، من شانه ان يؤخر اجراءات عمليه تسلح “اسرائيل”.

وتذكر صحيفه “يديعوت احرونوت” ان المنظومه الامنيه تقدر بان الرئيس اوباما سيبدي سخاءً غير عادي لاسباب عديده من بينها ان “اسرائيل” اضطرت للتسليم بالاتفاق مع ايران، رغم انها لا تعلن ذلك. واعتبرت ان احد مؤشرات ليونه الاداره الامريكيه تجاه “اسرائيل” هو احباط القرار الداعي الي نزع السلاح النووي في الشرق الاوسط، وكتب امير بوحبوط في موقع “واللا” العبري الالكتروني يقول: “انه علي ما يبدو فان الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه، غير قواعد اللعبه. فالاتفاق الذي يتيح لايران مواصله مشروعها النووي، يغير الميزان الاستراتيجي في الشرق الاوسط. وبناءً علي ذلك، فان مسؤولين كبار في اجهزه الامن يشعرون بان الولايات المتحده ملتزمه بالحفاظ علي تفوق اسرائيل، وبالنتيجه تعزيز قوتها من الناحيه العسكريه”.

هل ستشمل تعويضات الاتفاق النووي مساعده الاحتلال بضمّ هضبه الجولان اليه؟

بين التقارير العديده التي تمركزت حول رزمه التعويضات الامريكيه لدوله الاحتلال في المجال العسكري، هناك من اكد انّ التعويض الامريكي للاحتلال يجب ان يكون علي المستوي الجغرافي الاستراتيجي ايضًا، ومن تلك التعويضات منح دوله الاحتلال الفرصه لسيطره علي هضبه الجولان، التي احتلّتها من سوريا عام 1967.

فـ”سوريا لم تعد دوله يمكنها المطالبه بمرتفعات الجولان ذات الاهميه الاستراتيجيه، الحدود تتغير كل يوم.. سوريا لم تعد موجوده كدوله. لهذا فقد ان اوان المبادره”. هذه الجمله التي قالها وزير الامن في دوله الاحتلال نفتالي بينيت امام مؤتمر هرتزيليا السنوي (يونيو الماضي)، تعكس حقيقه ما تريده دوله الاحتلال من المجتمع الدولي وهو الاعتراف بسيادتها علي مرتفعات الجولان الان، بينيت الذي طالب دولته بزياده عدد المستوطنات في الجولان الي اربعه اضعافها قال ايضًا: “لو كنا انصتنا للعالم وسلمنا الجولان لكان تنظيم داعش يسبح في بحر الجليل (بحيره طبريا)… لقد نلنا بالفعل كفايتنا من النفاق.”

هناك شخص اخر في دوله الاحتلال يقود ذات المبادره وهو سكرتير الحكومه سابقًا، تسفي هاوزر، فحسب هاوزر “الفرصه الحقيقيه الاولي منذ ما يقارب النصف قرن لاجراء حوار بنّاء مع المجتمع الدولي لتغيير الحدود في الشرق الاوسط والاعتراف بالسيطره الاسرائيليه علي هضبه الجولان، كجزء من المصلحه العالميه في استقرار المنطقه”. واضاف هاوزر في مقال في صحيفه “هارتس”: “في مثل هذا الواقع يجب علي اسرائيل ان تعيد صياغه مصالحها الجيو-استراتيجيه – وليس فقط في الجبهه السوريه- من خلال النظر بعيدًا الي الغد، وليس عميقًا الي الامس”. واكد هاوزر انّ الاتفاق النووي الذي تم تحقيقه مع ايران قد يساعد “اسرائيل” في هذا الحوار، فعلي “اسرائيل” السعي الي اتفاق دولي يقضي علي الطموح “الشيعي العلوي في السيطره مجدّدًا علي الجولان الاسرائيلي، والذي تبلغ مساحته اقلّ من 1% من مساحه ما كان يومًا ما سوريا”.

ما هي انعكاسات الاتّفاق النووي علي القضيّه الفلسطينيّه وخاصه المفاوضات؟

رغم عدم وضع اي طرف سواء ايران، او الدّول العظمي الملف الفلسطينيّ علي مائده مفاوضات الاتفاق النووي؛ الا ان المحللين يشيرون الي ان استئناف ملف المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه سياتي ضمن التعويضات التي ستقدمها امريكا لدوله الاحتلال عقب الاتفاق النووي، خاصه ان رئيس حكومه الوفاق الوطني الفلسطيني رامي الحمد الله، سبق وقال انه واثق بان واشنطن ستفي بهذا التعهد، حيث اكد ان الاداره الامريكيه تعهدت للسلطه الفلسطينيه بانها ستضطلع مجددًا بملف المفاوضات مع “اسرائيل”، بعد انجاز الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي.

ويري الكاتب عبد الرحمن صالحه ان اهتمام العالم بالقضيّه الفلسطينيّه بعد الاتّفاق مع ايران احتمال وارد، بدليل انّ وزير خارجيّه النّرويج (بورغ براندا)، حذّر رئيس الحكومه الاسرائيليّه (بنيامين نتنياهو)، من انّ اسرائيل، سوف تتعرّض لضغوط كبيره بعد الاتّفاق حول الملف النّووي مع ايران، الامر الّذي يتطلّب من الحكومه الاسرائيليّه الجديده، التّقدّم بمبادره سياسيّه؛ لتحريك العمليّه السّلميّه في المنطقه.

ويضيف صالحه في مقاله “بعد الاتّفاق النّووي؛ ستّه احتمالات للقضيّه الفلسطينيّه”: “ما يدعم هذا الاحتمال ما صرّح به عضو اللّجنه التّنفيذيّه لمنظمه التّحرير الفلسطينيّه (احمد مجدلاني)، الّذي قال في تصريحات اعلاميّه: انّه سيعاد الاعتبار للقضيّه الفلسطينيّه، كاولويّه بعد انتهاء بعض الاطراف الاقليميّه، التّذرع بالخطر الايراني.

ويوافقه الراي الباحث في شؤون الشرق الاوسط احمد سمير القدره الذي قال: “يمكن القول بان التوصل لاتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني, قد يسفر عن عوده المفاوضات الثنائيه الفلسطينيه الاسرائيليه وبرعايه دوليه, وقد يسفر عن اصدار قرار في مجلس الامن يدعو لتحديد جدول زمني لانهاء الاحتلال واقامه الدوله الفلسطينيه دون ان يلقي معارضه من قبل الولايات المتحده الامريكيه, بالاضافه الي حل للكثير من الازمات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط”.

هل سيتم اطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد ضمن جوائز الترضيه للاحتلال؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل