المحتوى الرئيسى

لأول مرة في التاريخ.. محكمة دولة تحاكم رئيسا سابقا لبلد آخر.. السنغال تقاضي «حسين حبري»

07/20 18:37

حسين حبري الرئيس التشادي السابق واستراتيجي الصحراء الذي قاد قمعا في بلاده علي مدي سنوات حكمه الثماني، يحاكم اليوم في السنغال بعد ٢٥ عاما من الاطاحه به بتهمه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم تعذيب، في سابقه تاريخيه هي الاولي من نوعها في العالم.

تقاضي محكمه بلد رئيسا سابقا لبلد اخر، محاكمه تطيح بالتعبير المصري الشهير "محاكمه القرن"، وتستبدله "بقرن المحاكمه" لكثره القاده والرؤساء الذين مثلوا في هذا القرن امام المحاكم والقضاء بتهم مختلفه اغلبها انتهاك حقوق الانسان.

حبري الموقوف منذ عامين في السنغال التي لجا اليها بعدما اطاح به الرئيس التشادي الحالي ادريس ديبي اتنو، يلاحق وعدد من معاونيه بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانيه وجرائم حرب وجرائم تعذيب اثناء فتره حكمه التي امتدت مابين 1982 و 1990، تتعلق بقتل وتعذيب نحو اربعين الف شخص بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الانسان، حيث يحاكم اليوم امام محكمه الغرف الافريقيه الاستثنائيه، وهي محكمه خاصه انشاها الاتحاد الافريقي بموجب اتفاق مع السنغال، بقضاه سنغاليين وافارقه بينهم البوركينابي جبيرداو جوستاف كام الذي سيراس الجلسات.

ادخلت السنغال تعديلات علي قوانينها لتبني الصلاحيه العالميه التي تجيز لها مقاضاه اجنبي علي اعمال ارتكبت خارج اراضيها، وفي الوقت نفسه اجازت تشاد لقضاه المحكمه التحقيق داخل ترابها ، ومنذ بدء التحقيق القضائي في هذه القضيه قبل عامين ، شكلت اربع لجان انابه قضائيه ، و اجازت الاستماع الي حوالي 2500 ضحيه وحوالي ستين شاهدا ، واتخذ اكثر من اربعه الاف ضحيه "مباشره او غير مباشره" صفه الادعاء الشخصي في المحاكمه التي تبلغ ميزانيها الخاصه نحو تسعه ملايين و150 الف يورو تمولها دول مانحه عده، منها فرنسا وبلجيكا وهولندا والولايات المتحده والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي وتشاد.

وفي حال ادانه حبري تبدا مرحله جديده ينظر فيها في مطالب جهات الادعاء الخاصه بالتعويضات ، وقد يحكم علي حبري بالسجن مع النفاذ حتي 30 عاما سجنا نافذا مع الاشغال الشاقه المؤبده، ويمكنه امضاء عقوبته في السنغال او اي بلد اخر عضو في الاتحاد الافريقي، لكن ليس هناك "اي اجراء لتخفيف العقوبه"، لا عفو ولا اسقاط عقوبه حسب المدعي العام للمحكمه مباكي فال ، في الوقت الذي لا يعترف الرئيس التشادي السابق حسين حبري (72 عاما) بقانونيه وشرعيه هذه السلطه القضائيه.

وينتظر التشاديون بشغف كبير انطلاق محاكمه رئيسهم السابق الذي حكم البلاد لسنوات بيد من حديد، سنوات خلفت في نفوسهم اثار قمع لم تندثر رغم مرور ربع قرن وهو ماعكسه روايات الذين خرجوا احياء من اقبيه "مديريه التوثيق والامن" المرعبه ، التي كانوا بعذبون فيها ، وقد دشن مغردون علي موقع "تويتر"، هاشتاج يحمل اسم رئيس تشاد السابق "حسين حبري "، مع بدء محاكمته ، ووصلت عدد التغريدات فيه حتي الان الي 125,594 تغريده .

رئيس تشاد الاسبق حسين حبري، كان خبيرا استراتيجيا بارعا في حرب الصحراء، استولي علي السلطه بقوه السلاح في عام 1982 ، وسرعان ما طبق نظاما قمعيا مروعا ساد سنوات حكمه الثماني ، وكان الرئيس الثالث لتشاد المستقله ، ولد حبري في 1942 في فايا لارجو (شمال) تشاد وعاش في الصحراء بين الرعاه البدو ، وفي نهايه عام 1990، غادر حسين حبري نجامينا بسرعه بعدما افرغ الخزائن مما فيها ، هربا من هجوم خاطف شنه متمردو ادريس ديبي (الرئيس التشادي الحالي) الذي كان احد جنرالات الجيش وانشق قبل 18 شهرا ، ولجا حبري الي دكار ، وفي مذكراته ، روي الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف انه واجه صعوبات هائله في اقناعه باعاده الطائره التي نقلته الي دكار، الي الدوله التشاديه.

وفي السنغال، خلع حبري لباسه العسكري ليرتدي عباءه ملونه حيث عاش بهدوء لاكثر من عشرين عاما ، وتمكن من بناء "شبكه حمايه" له في السنغال ، حيث لقي هذا المسلم الممارس للشعائر الدينيه تقدير جيرانه الذين يؤدي الصلاه معهم وكان سخيا بمشاركته في بناء مساجد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل