المحتوى الرئيسى

دموع ريم الفلسطينية تغير مصير آلاف اللاجئين في ألمانيا

07/20 17:59

يبدو ان دموع ريم، الفتاه الفلسطينيه، ذات 14 ربيعاً، التي اجشهت بالبكاء عندما تحدثت عن مخاوفها من الترحيل في لقاء تلفزي مع المستشاره الالمانيه، لم تضع هباء. فقد كان لقصه ريم، التي تعيش مع اسرتها لاجئه في المانيا منذ اربع سنوات، وقع كبير علي الرأى العام في المانيا الي درجه ان النخبه السياسيه وجدت نفسها مجبره علي التحرك سريعا وتغيير القوانين الخاصه باللاجئين في المانيا.

دموع وخوف وامل في غد افضل!

البدايه كانت قبل ايام قليله، عندما تحدثت ريم، الفلسطينيه التي كانت تعيش في احد مخيمات اللاجئين في لبنان، بلغه المانيه ممتازه عن طموحاتها واحلامها وعن مخاوفها من الترحيل قسرا الي بلاد الارز. كان ذلك في لقاء بث عبر شاشات التلفزيون مع المستشاره الالمانيه انغيلا ميركل. حينها قالت ريم للمستشاره انها تريد مواصله دراستها والالتحاق بالجامعه ولكنها لا تعرف كيف سيكون مستقبلها في اشاره الي خطر الترحيل القسري التي يتهددها وعائلتها بالنظر الي وضع اقامتها في المانيا. ولكن وعندما ردت عليها ميركل بانه لا يمكن لكل من قدم الي المانيا ان يبقي فيها، اجهشت ريم بالبكاء.

وردت المستشاره عليها في البرنامج نفسه بالقول "السياسه تكون قاسيه احيانا، انت الان امامي وتبدين لطيفه للغايه، الا انك تعلمين ايضا ان هناك الاف والاف الاشخاص في مخيمات الفلسطينيين في لبنان". وتابعت المستشاره قبل ان تضطر الي التوقف امام دموع الفتاه "واذا قلنا اليوم بامكانكم جميعا القدوم، لن نتمكن من القيام بذلك. لذلك نحن بالفعل امام معضله صعبه".

المستشاره الالمانيه في حوار مع عدد من الفتيات والفتيان، زملاء ريم في المدرسه، حول مستقبلهم

ورغم ان المستشاره الالمانيه لم تنجح في مواساه الفتاه وحصدت من ورائها انتقادات لاذعه بانها لم تتعاطف مع مصير ريم وعائلتها المهدده بالترحيل القسري الي لبنان، الا ان دموع ريم لم تمر مرور الكرام لتثير جدلا واسعا علي الصعيد السياسي وتفتح العيون علي ظروف اقامه اللاجئين واجراءات الموافقه علي طلب اللجوء والاقامه ومنح رخص العمل.

جدل واسع حول وضعيه اللاجئين في المانيا

وفي سياق متصل، صرح نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي رالف شتيغنر في حديث لصحيفه بيلد الالمانيه الواسعه الانتشار، بان الكل يعلم بانه لا يمكننا استيعاب جميع الراغبين في القدوم الي المانيا، مشددا علي ضروره ايجاد حل اوروبي. وقال: "يتعين علينا توسيع الطابع الانساني في اجراءات الهجره والقدوم الي بلادنا. وهذا امر صعب جدا علي صعيد الاتحاد الاوروبي، ولكن يجب ان يكون هذا هو هدفنا. هناك الكثير من الناس المهددين بالترحيل القسري والذين هم مندمجون في مجتمعنا بشكل جيد. ومن غير المقبول ترحيل هؤلاء".

فيما جدد رئيس الجناح البرلماني للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس اوبرمان مطالبه بسن قانون هجره خاص، وقال في حديث لصحيفه بيلد ام زونتاغ الالمانيه: "الامور تجري في المانيا بشكل خاطئ، فمن جهه نحن بحاجه الي جيل ناشئ، ومن جهه اخري لدينا لاجئون شبان مندمجون بشكل جيد ومهددون بالترحيل." واكد بالقول: "لهذا السبب اريد قانون لجوء جديد يخول جميع المهاجرين في غضون وقت وجيز معرفه ما اذا كان بامكانهم البقاء من عدمه".

يشكو الكثير من اللاجئين في المانيا من طول فتره الاجراءات قبل البت في طلب لجوئهم ومن عدم السماح لهم بالعمل والدراسه خلال الانتظار

بدورها اكدت وزيره الاسره الالمانيه مانويلا شفيزيغ علي تعاطفها مع ريم وكل من يتقاسمها المخاوف نفسها، وقالت: "لقد حز في قلبي مصير الفتاه الذي اظهر في الوقت نفسه الوضع الماساوي الذي يعاني منه اطفال اللاجئين في بلادنا عندما تنعدم الافاق بالنسبه لهم". واضافت: "لذلك من الجيد ان نغير قانون الاقامه المؤقته وان نتيح الفرصه للشباب الذي يزاول دراسته بنجاح وتعلم الالمانيه ووجد اصدقاء هنا للعيش بيننا ونقدم له الفرصه في مستقبل افضل".

من جهتها، طالبت وكاله الشغل الاتحاديه بمنح اللاجئين ذوي الكفاءات العليا علي غرار الاطباء والمهندسين القادمين من خارج الاتحاد الاوروبي "البطاقه الزرقاء" التي تسمح لهم بالاقامه والعمل في المانيا.

ريم تغير مصيرها ومصير الالاف امثالها

اما بالنسبه لريم وعائلتها، فيبدو انها لم تعد مهدده بالترحيل القسري، ففي سياق متصل، قالت مفوضه الاندماج لدي الحكومه الالمانيه ايدان اوزوغوز في تصريح للموقع الالكتروني لمجله دير شبيغل الالمانيه "لا اعرف الوضع الشخصي لهذه الشابه، الا انها تتكلم الالمانيه بطلاقه ويبدو انها تعيش هنا منذ فتره طويله". واضافت "حقيقه نحن عدلنا القانون من اجل حالات من هذا النوع، ولكي يكون لشبان مندمجين بشكل جيد مستقبل عندنا"، اي سيكون بامكان الشابه الاستفاده من رخصه اقامه جديده تدخل حيز التطبيق في اب/اغسطس المقبل بموجب قانون الهجره الجديد. وبالفعل، فقد يبدو ان ريم واسرتها قد حصلت علي امكانيه الاقامه بطريقه قانونيه في المانيا، علي ما افاد رولاند ميلينغ عمده مدينه روستوك الالمانيه، التي تعيش فيها ريم، لصحيفه تاغس شبيغل الالمانيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل