المحتوى الرئيسى

تونس - شعور بالقلق وشواطئ خالية بانتظار السياح

07/20 14:20

عاده تكون المقاهي بعد الافطار في شهر رمضان غاصه بالسياح الاجانب وبالمواطنين التونسيين ايضا، وخلال ايام عيد الفطر تزداد الحركه فيها بشكل اكبر. حاليا يختلف الامر، فبعد الهجوم الارهابي في شاطئ سوسه، غادر اغلب السياح البلاد خوفا علي حياتهم. المواطنون التونسيون ايضا باتوا يضعون كل الاحتمالات في حسابهم قبل ان يجلسوا في مقهي او يرتادوا مطعما. السيده بيا مثلا تفكر جليا قبل مغادره منزلها. فالهجوم الارهابي الذي اوقع عشرات القتلي من السياح رفع من مستوي شعورها بالخوف. "انا ام لطفل. ولم اعد املك مزاجا للذهاب للشاطئ او لاي مكان اخر مزدحم، فمن الممكن حدوث هجوم ارهابي جديد. قد يفعل مجنون فعلته، وبعد نصف ساعه من الحادث ياتي رد فعل السلطات".

السيده بيا غاضبه علي اداء الشرطه. "لو كان رد فعل الشرطه سريعا بعد استهداف السياح في الشاطئ" في 26 حزيران/ يونيو، لكان عدد الاصابات والضحايا اقل مما هو عليه الان. وهي مقتنعه ان اداء الشرطه سيئ وتضيف "انا غير مرتاحه تماما. فمن يدري ما قد يحدث المره القادمه؟. اظن ان مثل ذلك سيحدث مره اخري في المستقبل ".

يقدر عدد المتعاطفين او المنضمين للحركات الجهاديه في تونس باكثر من 15 الف شخص

الحكومه البريطانيه حذرت رسميا من هجوم محتمل. كما رفعت من مستوي تحذيرها من السفر لتونس.ورغم الاجراءات الامنيه التي اتخذتها الحكومة التونسية، فان الوضع الامني لايدعو للاطمئنان. "هناك احتمال قوي بحدوث هجوم ارهابي مستقبلا" كما قال وزير الخارجيه البريطاني فيليب هاموند. لكن دولا اخري مثل المانيا وفرنسا لم ترفعان من مستوي تحذير الرعايا من التوجه الي تونس.

منذ الهجوم الارهابي علي سوسه، انتشرت القوات الامنيه في محيط الفنادق وفي سواحل سوسه. في الاسبوع الماضي قتلت قوات الامن قيادات في كتيبه عقبه بن نافع. وهي اول تنظيم مسلح في تونس، تابع لتنظيم القاعده في بلاد المغرب الاسلامي. وتحمل الحكومه التونسيه هذه الجماعه مسؤوليه القيام بالهجوم علي متحف بوردو في العاصمة التونسية قبل اشهر. وفي نفس الوقت اعلن تنظيم "الدوله الاسلاميه" مسؤوليته عن الهجمات هذه. منذ بدايه العام كان 15 الف شخص ينتمون او يتعاطفون مع تنظيمات جهاديه في تونس موضع بحث دقيق من طرف السلطات، حسب جهات رسميه.

رغم الاجراءات الامنيه التي اتخذتها الحكومه التونسيه فان سواحل البلاد خاليه من الناس. عدد الحجوزات انخفض بنسبه 60 بالمائه ، والبواخر السياحيه لم تعد تقف عند الموانئ التونسيه منذ حادث الهجوم علي متحف بوردو. لكن "الالمان يزورون تونس اكثر من غيرهم"، كما يقول فاخر سالم، مساعد مدير فندق في منطقه الحمامات. "الالمان مازالوا اوفياء لنا. وهناك بعض الحجوزات من المانيا. اما بالنسبه للجنسيات الاخري؟ فلا نعلم ما الذي سيحدث". سالم لا يستبعد اغلاق الفندق بعد موسم هذا الصيف. "نامل في حجوزات من المواطنين التونسيين او من الجزائر. فهم مهمون بالنسبه لفرص عملنا ايضا. لكن ما سيحدث بعد الصيف ؟ لا نعرف بتاتا، كيف سيكون الوضع بعد الموسم. وماذا يجب علينا فعله من دون ضيوف؟". اسئله محيره كثيره يطرحها مساعد مدير الفندق.

ارتفع عدد رجال الامن في الشواطئ بشكل ملحوظ.

السياحه مورد مهم للاقتصاد التونسي. فالقطاع يشكل نسبه 7 بالمائه من الدخل العام للدوله. حوالي 500 الف تونسي من مجموع عدد سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليونا يشتغلون في مجال السياحه. من بينهم موظفو فندق بالاس بايرام في العاصمه. الذي فتح ابوابه في شهر شباط/ فبراير الماضي فقط، بعد سبعه اعوام من اعمال الاصلاح. "بعد الهجوم علي متحف بوردو ساء وضعنا تماما" كما تشتكي كريمه سويد مديره الفندق. "كنا نخشي انتشار العنف بين الاطراف او دخوله للمدن. لكن هجوم سوسه الاخير قضي علينا تماما".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل