الشعر يتألق في مهرجان سوق عكاظ

ووعيا من اللجنه المنظمه للدور الطليعي الذي كان يضطلع به الشعر، فقد برمجت ضمن فعاليات هذه الدوره -التي تختتم في 24 يناير/كانون الثاني الجاري- نشاطات ثقافيه وفعاليات تتمحور حول الشعر، سواء من خلال الامسيات الشعريه التي يلقي فيها الشعراء جديد قصائدهم او من خلال الجوائز القيمه التي خصصت للشعر مقارنه بباقي فروع الجائزه، حيث نال الشعر قصب السبق وحصه الاسد.

وتتضمن فعاليات مهرجان سوق عكاظ ندوتين تتدارسان تجربتين شعريتين كبيرتين: الاولي تتعلق باشعار غازى القصيبى الذي يمثل قامه شعريه متوهجه، حيث سلط الضوء كل من النقاد صالح زياد وحاتم التهامي ومحمد الصفراني واحمد اللهيب علي خصوصيات الكتابه الشعريه لدي القصيبي، سواء علي مستوي الموضوعات التي يتناولها شعره، او علي مستوي الادوات الشعريه التي استعان بها في بناء شعريته الخاصه والمتميزه.

اما الندوه الثانيه فدارت حول احد الشعراء الرواد الذين مروا من عكاظ واسسوا مجده، ويتعلق الامر بالشاعر العربي الجاهلي عمرو بن كلثوم، حيث تدارس مجموعه من الباحثين والنقاد اشعاره ودققوا النظر فيها، خاصه في ما يتعلق بتحقيق اشعاره وتكرار بعض مقاطعها، وتشابهها مع اشعار اميه بن ابي الصلت، كما تحققوا من بعض اخباره وسعوا الي التثبت منها من خلال العوده الي مظانها.

وتعتبر الامسيتان الشعريتان اللتان احتضنتهما القاعه الكبري اهم اللحظات في الدوره الثامنه، حيث صدح شعراء وشاعرات ملء اصواتهم في ساحات السوق الفسيحه، اذ تمتد الصحراء وشجر السدر والنخيل في تناغم مع ليل الطائف البارد والمضيء.

ولعل اهم سمه ميزت الامسيتين انهما انفتحتا علي تجارب شعريه ذات حساسيات مختلفه ومشارب متنوعه، حيث وجدت القصيده العموديه الي جانب قصيده التفعيله وقصيده النثر، وياتي هذا التنوع ليستوعب كل اتجاهات القصيده العربيه الحديثه لجعل السوق فضاء لربط الماضي بالحاضر في سيروره تطوريه متناغمه.

ومن الشعراء الذين دونوا اسماءهم في عكاظ نذكر المنصف الوهيبي (الفائز بجائزه شاعر عكاظ)، وعبد الله الزيد، ونبيله الخطيب، واحمد نبوي، وعلي الدندن (الفائزه بجائزه شاعر شباب عكاظ)، ومحمد تركي حجازي، وهند المطيري، والطيب برير، وسنيه الفرجاني ومحمد العمري.