المحتوى الرئيسى

الإنترنت.. "الثورة الناجحة"

07/19 10:32

عالم موازٍ يختلف عن عالمنا الذي نعيش فيه، ينافسه، يتغلب عليه يوماً بعد يوم، يخصم منه مساحات جديده لصالحه، مساحات تتزايد يومياً لتضاف الي جمهوريه افتراضيه تاسست قبل عقدين ونصف عقد، لكنها لم تبدا في الانتشار والتوغل والسيطره الا في الاعوام العشره الاخيره، ليزداد تاثيرها ويتضاعف تعداد شعبها حتي تجاوز 3 مليارات مواطن افتراضي حول العالم، اي ما يقارب نصف سكان الكرة الارضية، حسب تقرير اصدره الإتحاد الدولي للإتصالات التابع للأمم المتحدة، منهم ما يزيد علي مليار مواطن اعضاء بدوله الـ«فيس بوك». اولي القواعد هنا انه لا قواعد. في جمهوريه الانترنت الافتراضيه ومواقع التواصل الاجتماعي التابعه لها تستطيع ان تهاجم، تؤيد، ترفض، تقبل، تسب، تمدح، تدعو الي الله بالحكمه والموعظه الحسنه، او غير الحسنه، او لا تدعو اساساً لتتبني افكاراً اخري تدور حول السياسه او الفلسفه او الفن او الرياضه او الجنس او المخدرات، هنا في «محلات واكشاك» التواصل الفضائي تجد كل ما تبحث عنه، حُسناً كان او سوءاً، وكل ما يسرك او يقبض قلبك، وكل ما يعنيك او لا يعنيك علي الاطلاق. البدايه كانت وسيله للترفيه، تحولت الي وسيله للتواصل، تحولت الي جرعات مخدره تجري في الدماء، وتجري باصحابها في فلك اخر غير الذي وُلدوا فيه ووجدوا عليه اباءهم.. تغييرات كبيره تحدث تدريجياً، واعراض تبدا في الظهور بعد فتره من الوقت، ليصبح الشخص غير الشخص، ويتغير الاداء، ويختلف السلوك، وتتبدل التعاليم والمفاهيم والعادات والتقاليد كلها في العالم المُقنّع الجديد تحت شعار «مزق دفاترك القديمه كلها».

في الخمسينات والستينات ظهرت بدايات الانترنت في استخدامات عسكريه لوزاره الدفاع الامريكيه، ثم بدا استخدامه مدنياً بعد اعوام قصيره، وتطور سريعاً وصولاً الي 1991، العام الذي شهد ظهور مفهوم «world wide web» اي «الشبكة العنكبوتية العالمية» لاول مره، وسارت عمليات التطوير والانتشار علي قدم وساق، حتي جاءت الطفره الكبري مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، علي راسها «فيس بوك» 2004، ثم «تويتر» 2006. وكشف تقرير دولي عن اتجاهات وعادات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، اعدته شركه «ميديا ديجيتال ساينس» المتخصصه في بحوث الاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي بمنطقه الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان مستخدمي الانترنت بمصر وصل عددهم الي 40 مليون مستخدم بنهايه عام 2014، يقضون ما يتراوح ما بين 3 و7 ساعات يومياً علي الشبكه، منهم 22 مليون مستخدم لـ«فيس بوك»، مقارنه بـ16 مليون فقط لعام 2013، فيما تتراوح اعمار 45% منهم بين 18 و25 عاماً.

علي مقهي شعبي في احد الاحياء الشعبيه، يجلس الثلاثه، لا يتحدث احد، ولا ينظر احدهم الي الاخر، يطالع كل منه هاتفه الشخصي، يمرر اصبعه علي الشاشه الذكيه، تمر الثواني وتتوالي الدقائق، والحال لا يختلف، حتي انقطعت «جلسه الصمت» بسؤال حول اثر التكنولوجيا الحديثه في حياتهم. «ايمن علي»، الرجل الاربعيني، قال بعد ابتسامه وبرهه من التفكير: «انا بقعد علي القهوه من 15 سنه، كنا بنضيع الوقت في الشطرنج والطاوله، دلوقتي فيس بوك وتويتر هما البديل اللي بقينا نقضي عليهم وقت فراغنا. عندنا ساعات طويله بعد انتهاء العمل، ومفيش نشاط معين اضافي بنقوم بيه، هنودي الساعات دي كلها فين»، «ايمن» الذي يعمل في الاستيراد اعتبر ان «ادمان» التواصل الاجتماعي سببه تردي الاوضاع الاقتصاديه والسياسيه: «اوضاع سيئه علي كل المستويات، ومفيش متنفس حقيقي، اعتقد ان لو هناك استقرار سياسي سليم وتنميه اقتصاديه وثقافيه شامله، ستقل هذه الساعات، لاننا هنلاقي مجالات اخري وحياه تانيه نمارسها ونهتم بيها»، «ايهاب فرج»، الذي يجلس عن يمين «ايمن»، التقط طرف الحديث، قائلاً: «اكتملت اركان دوله (وكان).. وكان عندنا سياسه، وكان عندنا فن، وكان عندنا تواصل اجتماعي حقيقي»، موضحاً ان التكنولوجيا اثّرت سلبياً علي العلاقات الاجتماعيه، بين افراد الاسره الواحده، او الاصدقاء، او حتي في علاقات الحب «العلاقات بقت سطحيه وسريعه وفقدت معناها وجوهرها. كله بقي عباره عن شكليات بتجري بسرعه، في ظل غياب للقيمه الحقيقيه»، راي «ايمن» و«ايهاب» اختلف مع ثالثهم «احمد عبدالتواب»، الذي يعمل محاسباً باحد البنوك، الاصغر سناً من صديقيه بنحو 15 عاماً، قال: «تكنولوجيا التواصل الحديثه مفيده طبعاً، قرّبت المسافات، وسهّلت التواصل، وخلت العالم كله بقي قريه صغيره، بنقدر نشوف اي حاجه بتحصل في العالم من خلال شاشه صغيره، ده غير فوائدها في مجالات العمل المختلفه»، الشاب العشريني اكد انه من الصعب الاستغناء عن هذه الاداه «ماينفعش نستنغي عنها، انا ماشي بالشاحن علشان لو الموبيل فصل في اي مكان اشحنه وانا بره البيت، يبقي ازاي نستغني عنها. بالعكس انتشارها هيزيد، وتاثيرها هيبقي اكبر بمرور الوقت».

تباين اراء الاصدقاء الثلاثه الذين عاودا النظر الي شاشاتهم الصغيره فور انتهاء الحديث، اعتبره الدكتور محمد احمد سيد، استاذ علم الاجتماع، تبايناً يعكس الوجوه المختلفه لـ«العالم الافتراضي الجديد»: «التكنولوجيا ليست كلها شر، لكن لها وجوهاً عديده بعضها ايجابي وبعضها سلبي»، موضحاً ان ابرز مظاهر الجانب السلبي: «انتشار الاباحيه، استبدال القيم، التاثير علي الهويه الثقافيه سلبياً، انتشار دعوات التطرف سواء الدينيه او الالحاديه، تجميد العلاقات الاسريه والعاطفيه والاجتماعيه بين الاصدقاء»، مستدركاً: «الاجتماع علي وجبه غداء مشتركه، او الجلوس في مناقشه متعدده الاطراف، اللي بنسميها قعده دردشه، كانت سمه اساسيه من سمات المجتمع المصري، لكنها بدات تتواري وتختفي، وحل بدلاً منها التواصل الاجتماعي الثانوي غير المباشر»، اما عن الجانب الايجابي، فقال: «وسيله لزياده المعرفه سواء العلميه او الانسانيه، والتعرف علي افراد جدد، وافكار جديده، ونشر مبادرات ايجابيه، والتواصل عن بعد، وتعظيم الادوار الجماعيه، والاحتكاك بثقافات مختلفه بعيداً عن مشقه السفر الطويل التي كان يحتاجها الفرد لاكتساب هذا الامر». استاذ علم الاجتماع اكد انه كلما كانت المجتمعات اقل نمواً كانت نسبه الوعي اقل، وبالتالي استخدام التكنولوجيا بشكل خاطئ ومعدلات خاطئه، والتاثر بمظاهرها السلبيه دون الفوائد والايجابيات، مضيفاً ان الغرب كان في حاجه لتلك المواقع اكثر من المجتمع الشرقي: «المجتمع الغربي يفتقد الجوانب الاجتماعيه والروحيه علي حساب الجانب العملي، وبالتالي فكره انشاء مواقع للتواصل الاجتماعي كانت مفيده له لاحداث شيء من التوازن او ايجاد البديل لعلاقات غائبه، اما في مجتمعاتنا الشرقيه فنحن في حاجه لمواقع للتواصل العملي اكثر من التواصل الاجتماعي، لم نكن بحاجه الي تواصل اجتماعي فضائي في مجتمع الجزء الاكبر من ثقافته روحي واجتماعي».

يجلس اسلام عبدالله، وحيداً في احد كافيهات منطقه وسط البلد، يطالع حسابه الشخصي علي «فيس بوك» عبر هاتفه المحمول، الشاب العشريني الذي تخرّج في كليه العلوم بجامعه القاهره اكد اهميه الانترنت عموماً في حياته، والتواصل الاجتماعي علي وجه الخصوص، موضحاً انه لا يتصور العوده 20 عاماً للوراء، والعيش في «مجتمع مغلق» حسب وصفه، بلا اتصال تكنولوجي حديث: «الحياه هتكون صعبه جداً في هذه الحاله، التواصل سواء من خلال البريد الالكتروني فيما يتعلق بالعمل، او فيس بوك وواتس اب فيما يتعلق بالاصدقاء، اصبح شيئاً مهماً جداً وجزءاً اساسياً في طبيعه الحياه اليوميه، خاصه ان هذا العالم اصبح الوسيله الاساسيه في الاطلاع علي الاخبار ومتابعه الاحداث التي تدور في مصر او العالم»، مستدركاً: «مش هموت من غير فيس بوك اكيد، لكن حركه الحياه هتقف بصوره كبيره». «اسلام» الذي يعمل باحدي شركات الادويه، بالرغم من تاكيده علي ضروره وسائل التواصل الالكتروني، اشار لوجود سلبيات عديده خلّفتها تلك الوسائل، لاحظها هو في دائره الافراد الذين يتواصل معهم بشكل يومي: «لاحظت ان هناك حاله انفصام بين الشخصيات علي البروفايل الخاص بهم ونفس الشخصيات في الحقيقه، اختلاف كبير كان الشخص اللي بشوفه وبتكلم معاه في الحقيقه في شارع او علي مقهي او جهه عمل بيتحول 180 درجه خلال وجوده علي فيس بوك»، «اسلام» يحاول ان يفسر ملاحظته، قائلاً: «قد تكون رغبه من الشخص في اصطناع حاله مختلفه او الظهور بشكل مثالي يتمناه لكنه لا يستطيع الوصول اليه، واحياناً يلجا كثيرون لاختيار عبارات وصور وفيديوهات معينه، محل اثاره او اعجاب، للحصول علي لايك كتير.. عدد اشارات اللايك بقي اهم حاجه عند كتير من اللي اعرفهم علي فيس بوك»، الحاله التي وصفها «اسلام» بانها تدعو لـ«الشفقه»، ويتسم بها جيل هو احد ابنائه جعلت مواقع التواصل الاجتماعي، حسب وصفه، تتحول تدريجياً الي «عالم موازٍ» يهرب اليه الافراد، ويتحوّلون فيه الي شخصيات اخري مغايره علي خلاف حقيقتهم. سلبيات عديده يرصدها خلال حديثه، تؤثر سلوكياً ونفسياً علي الدائره المحيطه به، لكنها لا تمنعه من معاوده التاكيد علي اهميه «فيس بوك» واخوته من وسائل الاتصال الحديثه في حياته الشخصيه: «رغم كل ده، مانقدرش نستغني علي التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي، حتي دعوات المقاطعه للانترنت فشلت في معظمها، لان فكره المقاطعه مش سهله ابداً بالنسبه لوسيله دخلت في طبيعه ونمط الحياه والاتصال بين البشر وبقت جزء رئيسي في الحياه».

«الانفصام» بين الواقع والعالم الفضائي الذي ذكره الشاب العشريني، مرض نفسي اسمه «تناقض وجداني» ازداد انتشاره في الاعوام الاخيره، بحسب الدكتور احمد فخري، استشاري علم النفس، قائلاً: «عباره عن رغبه في الهروب من الواقع وما يحيط به من اعراف وتقاليد وقوانين منظمه تفرض ضروباً من القيود علي الافعال والكلام مما يدفع الشخص الي الانفصال عن نفسه، والدخول في شخصيه اخري من صنع خياله، ما يمنع نضج الفرد ويعوق نموه النفسي»، لكن «التناقض الوجداني» ليس التاثير السلبي الوحيد الذي يخلّفه «العالم الافتراضي»، فهناك تاثيرات اخري عديده اشد واكثر خطوره، بحسب استاذ الطب النفسي، ابرزها عدم القدره علي التعامل مع الضغوط الحياتيه اليوميه ومواجهه المشكلات، وعدم القدره علي شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعه او اقامه علاقات اجتماعيه جيده بسبب الخجل او الانطواء، والشعور بالخواء النفسي والوحده، والهروب من الواقع بضرب من الخيال في علاقات تُفتقد فيها الحميميه مع الاخر. مؤكداً ان غالبيه الافراد الذين يقعون في «مصيده الانترنت» لاوقات طويله يعانون من بعض الاضطرابات النفسيه المتمثله في الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، التلعثم، الانطواء الاجتماعي، وغيرها من المخاطر، اخطرها ما سماه «الاغتراب النفسي»: «بعد ان يصبح الشخص غريباً عن الدائره الواقعيه المحيطه به، يتحول بعد فتره من الزمن الي ان يصبح غريباً عن نفسه، ويفتقد اي شعور بالذات او الانتماء للنفس، وتدريجياً يفتقد الشعور باي قيمه للحياه، ويصبح اكثر عرضه لتبني افكار سلبيه وربما اللجوء للانتحار».

المكوث لساعات طويله امام شاشه الحاسوب، او الهاتف الذكي المرافق في الشارع والمقهي والمواصلات واثناء ساعات العمل وحتي فراش النوم، شكل من اشكال الادمان «غير الدوائي»، بحسب «د. فخري»، مثل ادمان المقامره او التسوق او الاستهلاك: «مفهوم الادمان يعني فقد السيطره علي السلوك، بما يعجز معه المرء عن ايقاف هذا السلوك غير المرغوب، بالرغم من عواقب هذا السلوك علي الفرد من حيث القلق والتوتر وتغير المزاج للاسوا وغيرها من اعراض الانسحاب سواء علي المستوي النفسي او البدني او الاجتماعي، الامر الذي ينطبق علي ملايين المترددين علي مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويله»، الخبير النفسي لعلاج الادمان اوضح ان الشخص الذي يستعمل الانترنت في بدايه الامر قد يكتفي بساعه او يزيد قليلاً، ويصاحب ذلك الشعور المتعه في بادئ الامر، ومع تكرار محاولات الاستعمال واكتشاف المواقع المختلفه والمتنوعه وتكوين شبكه اصدقاء ومعارف ودائره اهتمام والانفتاح علي العالم الخارجي باسره يبدا التحول من حب الاستطلاع والفضول الي تولد شعور ملح بالحاجه الي المزيد والمزيد ومن ثم فقد القدره علي السيطره النفس وعدم التحكم في التوقف علي حب الاستطلاع والفضول، املاً في الوصول الي نفس المتعه السابقه والشعور بالراحه والحاله المزاجيه التي كان يحققها في بدايه تعامله مع الانترنت، ويجد المستعمل نفسه يعاني من القلق والتوتر وحده المزاج والعصبيه الزائده واحياناً اخري من الخمول وقله النشاط ناهيك عن الانسحاب الاجتماعي وتقطع التواصل الاجتماعي الواقعي»، مؤكداً ان ادمان «العالم الموازي» يمر بنفس مراحل الادمان الشائع وهو ادمان المخدرات، بل ايضاً يمر الشخص بالاعراض نفسها التي يمر بها المدمن الحقيقي، وان اختلفت من حيث شده الاعراض البدنيه، فالاعراض النفسيه والحنين للادمان تتشابه الي حد كبير.

لا يقتصر تاثير وسائل التواصل الاجتماعي علي ذلك فحسب، بل هي تلعب دوراً سلبياً في مستوي الشعور بالرضا، سواء تجاه الحاله العامه للدوله والمجتمع، او الحياه الشخصيه للفرد. البروفسير ايتان كروس، عالم النفس الاجتماعي، في دراسه اصدرها عن جامعه ميتشيجان الامريكيه، قال ان «فيس بوك»، وغيره من المواقع المشابهه يبدو للوهله الاولي مصدراً لتحقيق حاجه انسانيه في التواصل الاجتماعي، لكن النتائج بمرور الوقت تؤدي الي عكس ذلك، خاصه مع الشباب. «كروس» توصّل في نهايه دراسته الي انه «كلما كثر استخدام فيس بوك قل مستوي الرضا لدي الافراد. وكلما قل استخدامه في مقابل زياده للتواصل المباشر بين الافراد ارتفع مستوي الرضا»، الامر نفسه اكدته دراسه صادره عن جامعتي «هامبولد» و«دارمستاد» الالمانيتين، اشارت الي ان واحداً من بين كل ثلاثه اشخاص علي «فيس بوك» يشعر بـ«سوء المزاج» عقب كل زياره الي الموقع، ويتولد لديه احساس بعدم الرضا عن حياته، فضلاً عن مجموعه من المشاعر السلبيه الاخري، مثل الوحده والحسد والاحباط والغضب. فيما ذكرت دراسه اخري لجامعه «بايلور» الامريكيه ان مواقع التواصل الاجتماعي، خاصه «فيس بوك»، ساهمت في نشر الكراهيه، حيث زادت معدلات نشر المواد التي تتضمن سخريه وعنصريه واستغلالاً لحريه التعبير المتوفره فيها وعدم وجود رقابه كما هو الحال في وسائل الاعلام المرئيه والمكتوبه والمسموعه.

«الجميع تحت السيطره»، عباره لخّص بها عادل عبدالصادق، مدير المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني، حاله التداخل الشديده بين تكنولوجيا التواصل الحديثه وحياه الافراد، قائلاً ان الفرد المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في بيئه يغيب عنها الوعي والثقافه، مثل اغلب دول العالم النامي، يتحول تدريجياً الي «اداه» متناسخه من ملايين الادوات الاخري التي تقوم بنفس الدور، ونفس العمل في ساعات استهلاك طويله، ما يصب في النهايه لخدمه دائره ضيقه من شركات الانترنت والاتصالات الكبري صاحبه الاستفاده الوحيده التي تتعامل مع الاعضاء علي اعتبارهم مجرد ارقام حسابيه تتنافس عليها: «يجب نشر ثقافه استخدام التكنولوجيا حتي لا نصبح جميعاً مجرد ارقام لدي شركات وجهات اخري مستفيده، ويجب ايضاً الموازنه بين الحق في حريه التواصل والمعرفه والتعبير والراي، وما بين ما يمثل تهديداً لحياه الافراد الاجتماعيه وسلامه المجتمع وامن الدوله بشكل عام، فحريه الراي والتعبير تحتاج الي تنظيم استخدامها لعدم الحاق الضرر النفسي والمادي بالافراد او مؤسسات الدوله، وهو ما لجات اليه اعتي الديمقراطيات في العالم، حيث اقدمت بريطانيا والولايات المتحده علي فرض قيود علي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بعد دورها في دعم الاحتجاجات والشغب بهما ونشر دعوات الكراهيه او التحريض».

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل