المحتوى الرئيسى

كيف سرقت الإعلانات روح رمضان

07/18 17:42

مازال حتي الان يتحاكي المصريون برمضان "زمان"، تنهيده يتبعها حكايات لا تنتهي عن الشهر الذي تتجمع فيه الاسره حول عمل فني او اثنين، خفه دم فطوطه، وشقاوه نيللي وشيريهان، تاريخ عاشوه مع ليالي الحلميه، والمثاليه التي استدعاها ابو العلا البشري، الحواديت في عالم الف ليلة وليلة، اختلفت الايام، فمع قدوم القنوات الفضائية وازديادها مع الوقت، اصبح الكل يتباري حول تقديم افضل ما عنده بالموسم الرمضاني، لكن ذلك خلّف اعمال رديئه، اعلانات تزداد مدتها مع الوقت، وبرامج لا يُشاهدها احد، ثم اختفت الفوازير، وبدا نجم البرامج الحواريه في الافول، وتصاعدت المزحات الثقيله في برامج المقالب.

مع قدوم شهر رمضان كل عام كان لاتحاد الاذاعه والتليفزيون خطته البرامجيه، تلك الخطه بدات اولًا بالراديو، كنجم تربع بقلوب المصريين لعقود، حتي السبعينيات من القرن الماضي، من ثم بدا التليفزيون في احتلال تلك المرتبه تدريجيًا، حتي وصل للعرش مع الثمانينيات، المسلسلات كانت في المركز من تلك الخطه، سواء بالاذاعه او التليفزيون، ثم الفوازير واتت من بعدها البرامج الحواريه والمسابقات.

في البدء كانت المسلسلات وحسب راي "علي قنديل"، باحد مقالاته، وهو فنان مسرحي، ان الاشتراك بالعمل الفني كان بتيمه تمثيل المسرح في البدايه، حيث انتقل بالتدريج فناني المسرح الي ادوار المسلسلات بالاذاعه، ثم تحوّلت تلك الطاقه مع الوقت الي التليفزيون، عملًا باوبرا الصابون، الفكره القادمه من الغرب، والتي تقوم علي ربط المُشاهدين وجذبهم للعمل الدرامي، وانتظاره للحلقه القادمه.

من المسلسل الاذاعي "سماره" وحلقات "الف ليله وليله" ثم مسلسلات اخري منها "اشجع رجل في العالم"، و"دنيا بنت دنيا"، في السبعينيات كان التليفزيون يُحاول ان يُشارك نجوميه الاذاعه، لكن الثمانينيات كانت هي باب الانتشار للموسم الرمضاني بالتليفزيون، مع مسلسلات حفرت بذاكره المصريين لاسامه انور عكاشه واعماله الملحميه، ومسلسلات اخري مثل "في المشمش"، و"جدو عبده".

لم تقدم الفوازير بالتليفزيون فقط، كانت للاذاعه نصيب منها، ببرامج قدمتها امثال المطربتين؛ شاديه وورده بمحطات مختلفه، ثم جاءت نيللي والمخرج فهمي عبد الحميد، فاشتهرت الفنانه بـ"الخاطبه"، ثم سمير غانم بـ"فطوطه"، وبعدهما قدمت شيريهان بـ"الف ليله وليله"، وفوازير "حول العالم"، كذلك قدّم فؤاد المهندس لثلاثه عشر عام فوازير "عمو فؤاد".

كانت البرامج الحواريه جزء من جذب المشاهد، واشتهر برنامج "حوار صريح جدًا" للاعلاميه "مني الحسيني"، حتي ان اغنيه التتر مازالت بالاذهان حتي الان، كانت تستضيف الحسيني احد النجوم ببرنامجها، اما "حكاوي القهاوي" التي قدمتها اعلاميه برداء فولكلوري، تجلس بالقهاوي لتسمع حديث البسطاء وتناقشهم، فكانت تقدمه ساميه الاتربي، كان برنامج "يا تليفزيون يا" الذي قدمه رمسيس زخاري، وهو فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير، مميز برسم ضيوفه باخر كل حلقه بشكل كاريكاتوري، كذلك كانت نغمه التتر مميزه.

قبل الفضائيات لم يوجد سوي التليفزيون الرسمي، لذا كانت المساحه التي يعرض فيها الفنانون اعمالهم قليله، ومع ازدياد القنوات تحوّل الممثلون بعيدًا عن الشاشه المصريه، كما يقول الناقد الفني "طارق الشناوي"، واصبح التهافت حول اذاعه العمل علي اكثر من قناه بالفضائيات.

اما الاعلانات تعددت لتشمل كل شئ، فمن الملابس الداخليه الي القري السياحيه، واصبح هناك اعلانات خاصه بالتبرع؛ وانشات العديد من المستشفيات القائمه علي التبرع، صارت الماده الاعلانيه كثيره لدرجه تاكل تترات الاعمال الفنيه، فالزحام الشديد ببرنامج كل قناه، حتّم عليها ان تحذف التتر بمقابل الماده الاعلانيه.

في ذلك يذكر "الشناوي"، ان قانون السوق قد فرض نفسه علي الحاله الدراميه، فلا يوجد احد يُقاوم ذلك التضخم في حجم الاعلانات، ويتذكر ان السيناريست "اسامه انور عكاشه" حاول الاعتراض علي مده الاعلانات، واشترط ان تكون مدته "خمس دقايق" لكن "منجحش".

يري "الشناوي" انه لا يوجد احد الان يعترض علي ذلك بسبب الاجور، فالاجور ترتفع بازدياد الاعلانات، وهو ما يراه اعتداء علي المصنف الادبي، اما البرامج الحواريه التي خبت، فلان ذوق المشاهد "جزء منها"، في راي الناقد الفني، حيث ان المتفرج الان اصبح ميّال الي برامج "الفضايح".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل