المحتوى الرئيسى

خالد مخشان يكتب: صراع الهوية فى المغرب، نحو مكاسب سياسية | ساسة بوست

07/18 13:43

منذ 2 دقيقتين، 18 يوليو,2015

مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابيه الجهويه والمحليه في المغرب بدايه شهر شتنبر/ سبتمبر المقبل، بدا الصراع السياسي يشتد اكثر فاكثر فكل طرف سياسي يستعد بطريقته الخاصه لهذه المحطه المهمه التي تعتبر تمهيدًا مهمًّا للمحطه الاهم وهي الانتخابات البرلمانيه التي ستكون بعد سنه من الان تقريبًا، فمع اقتراب هذه المحطات كما هو معلوم كل طرف يبدا باستخدام كل الوسائل المتاحه له للوصول الي المراد حتي لو تم استخدام وسائل غير مشروعه مثل المال… الخ.

وفي هذه الفتره التي تمر منها المنطقة العربية المثقله بالصراع والدم واقصاء الخصم الايديولوجي والسياسي (مصر، سوريا، اليمن… الخ) ظهر في المغرب اسلوب جديد قديم، وهو الصراع “الهوياتي” اي انه صراع يتم فيه ادراج اشكال الهويه والقيم والاخلاق والعرق واللغه والمعتقدات الخاصه بالمواطن المغربي… الخ، فعوض ان يظل الصراع السياسي سياسيًّا محضًا يلاحظ المتتبع للشان العام المغربي ان هناك بعض الاطراف تجرنا نحو الصراع المذكور بغيه خلط الاوراق واخراج المغرب من سكونه ودفع “دعاه الحفاظ علي الهويه” الي رد فعل “غير عقلاني” تستفيد منه الاطراف المحركه للصراع حتي تحصل علي دعم دولي اكثر فاكثر يساعدها في الحصول علي مكاسب انتخابيه.

ففي تصورنا الخاص عجزها عن مقارعه الحكومه ومن يدور في فلكها، ببرامج سياسيه واضحه وبخطاب سياسي عقلاني موضوعي، لجات الي الجانب “الهوياتي” بغيه المزايده علي خصمها وايقاعها في مازق داخلي وخارجي علي السواء، وبذلك كما تري ستكسب تعاطف الكثير من الاطراف بحكم انها كما تسوق نفسها خارجيًّا وداخليًّا هي القادره علي حمايه الحريات الفرديه والجماعيه، وانها هي النموذج السياسي المناسب القادر علي حفظ “المكتسبات” الشعبيه التي حصل عليها المواطن المغربي منذ عقود عديد، وانها بمحاربتها للتيار الهوياتي الاصولي تحارب الارهاب والتطرف علي شاكله ما يحدث في المنطقه العربيه.

ما حصل وما يحصل في المغرب منذ مده طويله ازداد بوتيره سريعه جدًّا منذ فتره قصيره خاصه بعد صدور الفيلم “الزين لي فيك” الذي وصف بالواقعي من بعض الاطراف وبالاباحي من اطراف اخري، كان البدايه الاهم لهذا الصراع الهوياتي ذي البعد الانتخابي، مرورًا بسهره “لوبيز” وفتيات “الصايا” ومثلي “فاس” وزواج او خطبه صحفي الجزيره احمد منصور… الخ، لخير دليل علي الامر.

لكن الذي لم يعمل له اي حساب من طرف “المرتزقين” علي صراع الهويه ان هذا الامر لن يجدي نفعًا في بلد كالمغرب، فالمواطن المغربي ينتظر برامج سياسيه واضحه وافكار واقعيه تساير طموحاته وواقعه، فعمق الاشكال في المغرب كما نعتقد ليس هوياتيًّا محضًا، لكنه بالتاكيد سياسي اقتصادي، فمن يريد ان يصل الي المواطن البسيط عليه ان يعمل علي محاربه الفساد والريع بكل انواعه والوقوف في وجه الاستبداد، وهذا الامر ان حصل سينعكس ايجابًا علي المواطن.

كما ان ما يجهله او يتجاهله من يحرك الصراع الهوياتي في البلد وهم كما نعلم بعض الاطراف “العلمانيه” انهم يلعبون داخل مجال ليس من اختصاصهم، بل من اختصاص خصمهم (وهو يجيد كثيرًا اللعب علي هذا الوتر الحساس) فمع بدايه بعض الاطراف في التيارات الاسلاميه الحركيه في الابتعاد عن اثاره امر الهويه شيئًا فشيئًا بحكم اصطدامهم بالواقع السياسي مباشره والاحتكاك بالواقع السياسي والاقتصادي المزري البعيد عن التنظير من خارج المشهد السياسي، والاعتكاف علي محاوله حل الاشكالات اليوميه للمواطن، تريد تلك الاطراف اعادتهم للدائره الاولي وحصرهم فيها حتي تتمكن منهم، وبعودتهم تلك ستكون هي الخاسره لان السنوات الطوال التي قضتها تيارات “الدفاع عن الهويه” في المغرب اثبتت انها في كل المعارك الكبري في هذا المجال تخرج منتصره او علي الاقل متعادله.

فصراع الهويه في المغرب اذًا وفي تصورنا الخاص لن يزيد الامر الا تازمًا وسيدخل البلد في دوامه لن تخرج منها في المدي القريب سالمه، كما انه سيكرس اكثر فاكثر لمنطق الاقصاء والتخندق الايديولوجي، وهذا الامر لن يكون لا في صالح المواطن ولا البلد ولا التيارات السياسيه الشريفه بل سيصب في صالح قوي التحكم والفساد والاستبداد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل