المحتوى الرئيسى

الأمازيغ في شمال إفريقيا.. الجذور والواقع والرهانات - ساسة بوست

07/17 20:28

منذ 23 دقيقه، 17 يوليو,2015

تتشابه قضيه الاكراد في المشرق في ابعادها الي حد كبير مع مساله الامازيغ بشمال إفريقيا، وان كانت الاولي اكثر شهره وحيازه للاهتمام الدولي.

عرفت الجزائر منذ ايام فقط احداث عنف بولايه غردايه بين الامازيغ الاباضيين والعرب المالكيين، خلفت ما لا يقل عن 22 قتيلًا. كان العامل العرقي المحرك الاساسي لهذه المواجهات الاهليه، مما يذكرنا باهميه الملف الامازيغي في الدول المغاربيه من اجل استقرار المنطقه ككل.

وقد اضحت الحركات الثقافيه الامازيغيه التي تدافع عن الهويه الامازيغيه في السنوات الاخيره اكثر بروزًا في الساحه الثقافيه والسياسيه خصوصًا مع احتجاجات “الربيع المغاربي”، مما قاد كل من المغرب والجزائر الي تقديم اجراءات ثقافيه ودستوريه من شانها رفع مستوي الاعتراف بالهويه الامازيغيه كمكون من مكونات المجتمع، غير ان هذا الامر لا يبدو مجديًّا لارضاء النخبه الامازيغيه.

لنتعرف اكثر علي ملامح القضيه الامازيغيه في شمال افريقيا.

جذور الامازيغ في شمال افريقيا

في سنه 647م خلال عهد عثمان بن عفان، قامت الامبراطوريه الاسلاميه الوليده والقادمه من شبه الجزيره العربيه باول حمله “فتح” في شمال افريقيا، حيث شعوب البربر كانت تسكن هناك، ومنذ ذاك الحين بدا الوجود العربي عرقيًّا وثقافيًّا بالمنطقه.

عمر الامازيغ ارض المغرب الكبير منذ قرون قبل مجيء الفتح الاسلامي مع عقبه بن نافع، حيث يسجل التاريخ ان مماليك امازيغيه قد سكنت المنطقه، حيث نجد مملكه موريطانيا مع الملك بوكوس ويوبا في سنه 101 قبل الميلاد، وايضًا مملكه نوميديا مع الملك ماسينيسا التي بسطت سيطرتها علي الجزائر وتونس انذاك قبل 202 سنه من الميلاد، بالاضافه الي مملكه “الغرمنت” الامازيغيه التي استوطنت ليبيا.

وبعد قدوم الفتح الاسلامي عاش العرب والامازيغ في كنف الاسلام، حيث شيدت دول كانت مدعومه بالاساس من قبل قبائل أمازيغية مثل الدوله المرابطيه والدوله الموحديه.

يتوزع الامازيغ جغرافيًّا بكثافه في كل من المغرب والجزائر، كما انهم ايضًا يتواجدون بليبيا وتونس وموريتانيا ومصر ايضًا، بالاضافه الي النيجر ومالي.

لا يعرف بالتحديد عدد السكان ذوي الاصول الامازيغيه اليوم في شمال افريقيا بسبب تخالط العيش والانساب بين المكونات العرقيه المغاربيه، غير ان هناك تقديرات تقول بان ثلث سكان المنطقه هم امازيغيون اذا استثنينا مصر التي لا توجد بها سوي نسبه ضئيله جدًّا من الامازيغ تنتشر بالحدود مع ليبيا.

تتعدد طوائف الامازيغ بشمال افريقيا، حيث لكل واحده منها لغه محليه، فنجد الريفيين والسوسيين والطوارق والقبايليين وغيرهم من المجتمعات الامازيغيه.

وقد تم استحداث لغه “معياريه” في بدايه القرن الجاري لتوحيد مختلف لهجات الامازيغ، تكتب بحرف “تيفيناغ”.

لم يظهر خطاب “الهويه الامازيغيه” الا في منتصف القرن الماضي، لكنه ازداد قوه وانتشارًا في العقد الاخير، بعد ظهور حركات ثقافية ومنظمات ونشطاء يعنون ببعث الهويه الامازيغيه التي يقولون عنها ان “الغزو العربي الاسلامي قام بمحوها”.

وقد ساهم “الربيع العربي” في بروز المساله الامازيغيه بقوه، حيث نهض الامازيغ بدور رئيس في التغييرات التي اجتاحت منطقه شمال افريقيا، ما قاد الي اعتراف واسع النطاق بثقافتهم ولغاتهم. ففي ليبيا بعد ان كانوا تحت حكم القذافي مضطهدين ومهمشين، اصبحوا مكونًا بارزًا في الساحه السياسيه والاجتماعيه والاعلاميه بليبيا، كما اضحت الهويه الامازيغيه واللغة الأمازيغية معترف بها دستوريًّا في كل من المغرب والجزائر، اما تونس وموريتانيا فقد انتعشت مطالب الاقليه الامازيغيه هناك.

ظهرت المشكله الامازيغيه اول مره بالجزائر في 18 ابريل 2001، عندما توفي الطالب الثانوي محمد ماسينيسا بمركز الدرك الوطني الجزائري بولايه تيزي وزو، لتسبب وفاته انذاك شراره لاندلاع احداث داميه خلفت عشرات القتلي بمنطقه القبايل، التي لا زالت حتي الان تشهد بين الفينه والاخري اضطرابات ساخنه لاعتبارات عرقيه.

لكن في المغرب لم يكن الامر بتلك الحده، فقد قامت الدولة المغربية بخطوات مبكره تجاه القضيه الامازيغيه مثل انشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والاعتراف رسميًّا بالهويه الامازيغيه كجزء مكون من هويات المجتمع وترسيم لغتها وادراج الثقافه الامازيغيه في النظام التعليمي والاعلام، مما مكن من احتوائها، وان كان نشطاء القضيه الامازيغيه ايضًا في المغرب لا يزالون غير راضين عن الوضع الحالي الذي لا يزال ناقصًا في اعينهم.

ويحاول الامازيغ اليوم التشبث بتقاليدهم وعاداتهم المميزه عن الهويه العربيه، الا ان مكوناتهم الشعبيه تختلف طموحاتهم السياسيه، مثلما تختلف ولاءاتهم في الداخل والخارج.

بخلاف المشرق لطالما عرفت البلدان المغاربيه بتعايش مكوناتها العرقيه المختلفه، غير انه في السنوات الاخيره بات هذا التعايش مهددًا بعدما اصبحت تتكرر بعض الاضطرابات ذات الطابع العرقي خصوصًا في الجزائر كما يحدث بمنطقه القبايل.

يعتقد انصار الهويه الامازيغيه ان الدول الوطنيه التي نشات بعد الاستقلال قامت بتهميش ثقافتهم وهويتهم نتيجه حركات التعريب والقوميه، وبالتالي كما يقولون فانهم يسعون لاسترجاع هويتهم وحقوقهم باعتبارهم السكان الاصليين لمنطقه شمال افريقيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل