المحتوى الرئيسى

وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية: أزمة الخطاب الدينى ترجع لأفكار حسن البنا وانتشار الفكر الوهابى

07/15 11:51

خلايا متطرفه نائمه في ادارات بعض المؤسسات الدينيه ولابد من قرار سيادي لازالتها

جميع المساجد لابد ان تخضع لاداره الازهر وتفعيل مواد الدستور الخاصه بحمايه الفكر الاسلامي

الثوره الدينيه تغيير شامل للنفس وتهذيبها

قال الشيخ جابر قاسم؛ وكيل المشيخه الصوفيه بالاسكندريه، ان مفهوم ازمه الخطاب الديني ترجع لفكر جماعة الإخوان التي استهانت بها الدوله طيله 85 عاما.

ودعا خلال حوار لـ«الشروق»، الي ان يكون تجديد الخطاب الديني قائما علي تغيير النفس وتهذيبها.

•• ما هي رؤيتك لواقع الخطاب الديني؟

تغيرت الامور فصار ما يظهر من المسلمين يخالف ما يدعو اليه دينهم، ولم يكونوا في هذا الزمان علي صوره الاستقامه وقوه الايمان واستشعار العزه والفتوه، بل خنعوا وهانوا في انفسهم، ورضوا بالامور القائمه التي حلها الهوي وافسدتها الشهوه وظهر الالحاد ومن شككوا في الحقائق الاسلاميه.

والدوله استهانت بالذين افسدوا المجتمع الاسلامي المصري طوال اكثر من 85 سنه، ببث الافكار الخاطئه والمنحرفه والمتطرفه من اصحاب الفكر الوهابي، مدعين السلفيه علي انهم اصحاب الدعوه الوهابيه الاسلاميه، وهي حركه فكريه سلفيه تري راي الامام احمد بن حنبل، في ضروره ان تكون الخلافه في قبيله قريش وحدها.

والإخوان المسلمون هي الجماعه الام لكل الجماعات التكفيريه والجهاديه والدعوه السلفيه، وهي الحاضنه لفكر التكفير والجهاد، وكانت المنابر الدعويه بالمساجد والزوايا والجمعيات الاهليه، سواء بمساجد او مراكز ارض خصبه لهذه الافكار التي نهشت عقول شباب مصر، بعد انتشار كتب ابو الاعلي المودودي، وسيد قطب، وباعتبار المجتمع جاهليا، طالب «بالحاكميه» التي تسند الحاكميه للبشر في صوره اعطائهم حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين.

•• اسباب ازمه الخطاب الديني في مصر؟

ترجع لقيام حسن البنا؛ مؤسس جماعه الاخوان، بتبني الافكار الخاطئه، وقال في مؤتمره الخامس «ان الذين يظنون ان تعاليم الاسلام انما تتناول الناحيه العباديه والروحيه دون غيرها من النواحي مخطئون في هذا الظن، فالاسلام عباده وقياده، دين دوله، روحانيه وعمل وصلاه وجهاد وطاعه وحكم و«مصحف وسيف لا ينفك واحد من هذين عن الاخر».

حيث طرات في سبعينيات القرن العشرين افكار التكفير والجهاد من عبدالسلام فرج، قائد تنظيم الجهاد في كتابه «الفريضه الغائبه» وكانت احدي نتائجه اغتيال الرئيس الاسبق انور السادات، والذي اكد علي ان القتال في هذا العصر فرض علي كل مسلم ضد المجتمعات والحكام الذين يدَعون الاسلام دون ان يطبقوه تطبيقا كاملا، وهذه الافكار المتطرفه تطبق الان.

هذا الموروث الخطير في الفكر والعقيده تاصل في المجتمع والمؤسسات الدينيه وعلي راسها الازهر الشريف، والذي غٌلت ايديه وانفصلت عن سهام نشر الدعوه الاسلاميه الوسطيه وتوجيه المجتمع الي ما يحفظ عليه وحدته، حيث لازالت الخلايا النائمه من ارباب وعملاء هذا الموروث في ادارات المؤسسات الدينيه التي خلقت ازمه لابد من ايجاد حل سريع بقرارات سياديه.

•• كيف نبدا في تجديد الخطاب الديني، وما هي الثوابت التي لا يمكن اغفالها؟

نعود اولا لنص الماده الثانيه والسابعه من الدستور، اللتان تحدثتا عن دين الدولة وهو الاسلام ومبادئ الشريعه كمصدر رئيسي للتشريع، والاخري الخاصه بمؤسسه الازهر الشريف كمرجع اساسي في العلوم الدينيه.

اما بالنسبه للثوابت، فنطالب شيخ الأزهر الشريف ومؤسساته وعلمائه وشيوخه بوضع رؤيه لتجديد الدعوه الاسلاميه بثوابت ازهريه لوسطيه الاسلام، مع اضافه نموذج جديد للدعوه، هو تعميم المراكز الثقافيه الاسلاميه، بحيث تضم معهدا ومسجدا وناديا وعرضها علي رئيس الجمهوريه، لاعتمادها بقرار جمهوري.

•• ما هي اليات تجديد الخطاب الديني؟

لابد ان تكون اساليب الدعوه موائمه لحال العصر من اساليب الدعايه، وتكون هذه تحت مراقبه واشراف الازهر ومؤسساته، وتكون ماده الدعوه مكونه من العقيده الاسلاميه وهي عقيده الوحدانيه وبيانها من القران الكريم، والرساله المحمديه جزء من العقيده الاسلاميه، وتؤخذ معاني الرساله من القران، ففيه علم الدين والادله والموعظه الحسنه.

وثانيا السنه، تختار لهم احاديث تبث روح التقوي في القلوب وينبه الي مواضع العبره في سيره الرسول «عليه الصلاه والسلام»، وينبه علي النواحي التي تدل الصدق والامانه والخلق الكريم، مع بيان الاهداف الاسلاميه في الكرامه الانسانيه والعداله في الحكم بين الناس والعداله الاجتماعيه والدوليه.

•• دور المؤسسات الدينيه في القضاء علي الفكر المتطرف؟

لابد ان تكون جميع المساجد والزوايا والمراكز الدعويه والجمعيات الاهليه والمعاهد الازهريه والجامعات الاسلاميه تحت اداره الازهر مباشره، بحيث تتكون الجماعه من العلماء والدعاه المتخصصين في التفسير والفقه والحديث واللغه العربيه، وتكوين ادارات للمتابعه لها سلطات قضائيه للاشراف علي تجديد الخطاب الديني، مع تفعيل المواد الدستوريه، للحفاظ علي البلاد وحصن الدعوه من براثن الفكر المتطرف.

•• ما هي اسباب عدم التنسيق بين المؤسسات الدينيه؟

كثره وتعدد القوانين المنظمه للمؤسسات الدينيه، وتعدد الصلاحيات لكل مؤسسه دون مرجعيه كبري كالازهر الشريف، وكثره مراكز ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في حقل الثقافه الدينيه والدعويه، والتي تقوم بتخريج دعاه ينتمون الي الفكر المتطرف الوهابي وليس لها رقابه واداره خاضعه للمساله القانونيه، وظهور القنوات الفضائيه الدينيه، لذا نناشد رئاسه الجمهوريه باخضاع هذه المؤسسات للازهر الشريف.

•• ما هو مفهومك للثوره الدينيه؟

الاصلاح كتغيير شامل وجذري وعميق للنفس الانسانيه، والخطاب الديني قائم علي تغيير النفس لتربيتها وتهذيبها وتقويه اتصالها بالله تعالي، ويحتاج اليها كل داعٍ ومصلح ديني، وملازمه رجل ممتلئ بنور الحكمه وله قوه نفسيه وفيه خلق حكيم وقلب سليم مما يهذب الشباب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل