المحتوى الرئيسى

«بريك» أحمد أمين... كوميديا خضراء

07/15 10:48

«البنطلونولوجي»، «العصر الحِجْرِي»... مصطلحاتٌ فكاهيه ابتكرها احمد أمين وسرد قصصها بروح ملؤها العفويه والخفه في حلقات «البريك»، برنامجه الكوميدي الساخر الذي يعرض علي «يوتيوب» خلال رمضان، محققاً نسبه مشاهده عاليه. ذلك في وقتٍ باتت فيه صناعه الضحكه تجارهً رخيصهً لدي بعض المحطات التلفزيونيه، تصرف خلالها الملايين مقابلَ ضحكٍ مدفوع الاجر وهزلٍ مجاني قائم علي الزيف.

«البريك» فكره، اخراج وتقديم احمد امين الذي يكتبه مستعيناً بفريق كتابه، وينجزه بالتعاون مع فريق One day filming الذي اسسه منذ عامين. واختار عنوانه «البريك» (الاستراحه) لانّه الوقت الذي نتحرَّر فيه من عبء العمل ونكون اكثر خفه.

يمزج «البريك» بين المونولوج الكوميدي والاسكتش، وياخذنا الي كواليس تصوير، حيث يلعب امين دور ممثّل، يطلب منه في كلّ حلقه اداء دور معيّن. تبدا كلّ حلقه بمشهد تمثيليّ يؤديه امين حول موضوع معين. ثم في وقت الاستراحه من العمل، تاخذ الحلقه شكل البرنامج، اذ يجلس امام الكاميرا ويتحدث عن الموضوع ذاته بشكل ساخر. يتناول «البريك» افكاراً تتعلّق بتفاصيل الحياه اليوميه، من عناوينها «ستايلات الخناقات الزوجيه»، و«قصه تطور البنطلون»، و«يعني ايه تنميه بشريه؟»، و «الريجيم». تنتهي كلّ حلقه بـ«فزّوره»، وتعرض حلقه جديده كلّ يومين علي قناه «اتصالات مصر» علي «يوتيوب».

يعود احمد امين الي عالم التمثيل بعد غيابٍ فاق العشر سنوات، هو المولع بفن التمثيل منذ صغره. اخرج مسرحيته الاولي حين كان في الخامسه عشره، وفور تخرجه من كليه الفنون الجميله التحق بفريق «اتيليه المسرح»، وشارك معه في عروض عده، كما شارك في عروض المخرج خالد جلال. وكان مسرح الهواه في ذاك الوقت (تسعينيات) اكثر قوّه وانتشاراً حسب قوله، مشيراً الي انّ الفتره اللاحقه شهدت تراجعاً، ما دفعه الي مغادره التمثيل العام 2004 والاتجاه للصحافه بحثاً عما كان يظنه استقراراً. عمل في صحافه الاطفال، فعُيّن مسؤول تحرير مجله «باسم»، ثم رئيس تحريرها، كما كتب سيناريوهات مسلسلات كرتون مثل «بسنت ودياسطي»، و «القبطان عزوز».

يقول امين للسفير: «طوالَ فتره عملي في الصحافه والكتابه كنتُ اشعر ان مكاني الحقيقي امام الكاميرا وليس خلفها فقررت العوده للتمثيل». وفي العام 2013 اسس ورشه «وان داي فيلمنغ» لانتاج الافلام القصيره. ثمَّ جسّد امين بطوله فيلم سينمائي قصير حمل عنوان «حاضر مع المتهم» (2013) تاليف واخراج علاء اسماعيل، يدور حول دخول رجال الدين في مجال السياسه، وتاثير ذلك في موقف الناس من مفهوم الدين، وحقق نسبه مشاهده عاليه علي «يوتيوب»، الي جانب عرضه علي العديد من الفضائيات.

«مصر ارض الدعابه والمرح» كما وصفها المؤرّخ اليوناني هيرودوت، وبلد التناقضات العجيبه التي تجعل النكته تولد من رحم الفوضي احياناً. فاحمد امين يعلمك كيف تسرق 30 ثانيه فقط من زخم الحرّ والازدحام والضغوط، وتفعل بها الكثير من الاشياء، «تتعلم الشعر»، «تخسر كرشك»، «تذهب المريخ». فيديوهات انفرد بها امين منذ اشهر مضت، ضمن سلسله بعنوان «ازاي تعمل حاجه في 30 ثانيه» كتب فكرتها وقدَّمها من مكتب بيته الصغير.

حقّقت السلسله نجاحا كبيراً جعل اغلب القنوات المصريه تعرض عليه تقديم برنامج كوميدي عبر شاشاتها، لكنه لم يجد الشكل المناسب ورفض التسرع، وفضل تقديم برنامجه لرمضان هذا العام عبر «يوتيوب»، حسب قوله، مؤكدا انّه لا يقتحم الفضائيات الا مع كيان قوي يساعده علي تقديم محتوي منافس.

يعتمد احمد امين ما يسمي الكوميديا الخضراء evergreen comedy، كوميديا الانسان غير المرتبطه باي حدث او سياسه او شخص بعينه. «الكوميديا هي العمل علي تفكيك الاشياء واعاده تركيبها بطريقه مدهشه» يقول امين، مضيفاً ان اهتمامه يتركز علي تفاصيل الحياه اليوميه والعلاقه بين الرجل والمراه والاصدقاء والمقاهي وغيرها، في حين لا تشغله السياسه ابداً، ما يجعل دخوله في عالم الكوميديا السياسيه امرا مستبعداً.

فضل امين ان يقدم برنامج «البريك» علي «يوتيوب»، كي يكون اكثرَ حريهً وراحه، لانّ الموقع بات مساحه اعلاميه لا يستهان بها وله جمهوره الواسع. ويضيف: «في ظلّ تزايد عددها تحاول اغلب القنوات المصريّه الخاصّه فرض سطوتها وقنص المواهب من «يوتيوب»، بينما في دول اخري كالسعوديه يعتبر الموقع اعلاماً بديلاً قائماً ومستقلاً، وثمه مواقع يتجاوز عدد متابعيها الملايين وتفوق قوّتها وفاعليتها اهمّ الفضائيّات الخاصّه».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل