الإيرانيون يرقصون في الشوارع ويشكرون روحاني على الاتفاق النووي

رقص شبان وشابات من ايران في بعض شوارع طهران واطلقوا ابواق السيارات ورفعوا علامات النصر احتفالا يوم الثلاثاء بعد الاعلان عن ابرام اتفاق نووي تاريخي مع قوي عالميه ياملون ان ينهي سنوات من العقوبات الاقتصاديه وعقودا من العزله الدوليه.

وتابع ملايين الايرانيين المحادثات عن كثب لشهور بتوقعات بان ابرام اتفاق سيتيح للاقتصاد الذي تضرر بسبب سنوات من العقوبات ان يستعيد استقراره وسيجعل حياتهم اليوميه اكثر سهوله.

وفي الشمال الغني بالعاصمه دوت موسيقي صاخبه من السيارات واستخدم شبان صغار ابواق فوفوزيلا المشهوره في جنوب أفريقيا في مشاهد لا تعرفها ايران الا حين يتاهل منتخبها الوطني لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.

واغمض السكان والشرطه الاعين عن الاحتفالات بل ان البعض انضم اليها. وقالت امراه في ميدان فاناك في شمال طهران لرويترز عبر الهاتف ان الناس يشترون حلوي ويهدونها لاخرين في الشوارع.

والتحف بعض الشبان العلم الوطني ورفعوا صورا للرئيس حسن روحاني وشعارات النصر وهتفوا بالشكر للرئيس.

ورفع اخرون لافتات كتب عليها "لا للياس" وهو شعار ارتبط بمير حسين موسوي وهو احد سياسيين وضعا قيد الاقامه الجبريه في 2011 بعد سحق الدوله لاحتجاجات انصارهما.

وبث التلفزيون الرسمي مؤتمرا صحفيا للاعلان عن الاتفاق الذي ابرم خلال محادثات مكثفه في فيينا علي الهواء مباشره.

وكذلك بث كلمه القاها الرئيس الامريكي باراك اوباما وهو امر لم يكن من الممكن تصوره حتي الشهور الاخيره. واجتمع الايرانيون حول اجهزه التلفاز في المنازل والمتاجر لمتابعه كلمه اوباما.

وقالت باهار غورباني (36 عاما) وهي ربه منزل تعيش في اصفهان "هذه اول خطوه علي طريق ان نصبح اصدقاء للعالم."

وقالت عندما جري الاتصال بها عبر فيسبوك "اعتقد ان الانجاز الاكبر للاتفاق النووي هو انتصار المنطق والحوار علي التحريض علي الحرب والعنف."

وسيعني الاتفاق نهايه للعقوبات التي سببت مصاعب اقتصاديه ولا سيما علي مدي الاعوام الثلاثه المنصرمه عندما حرمت ايران من التعامل مع النظام المالي العالمي الامر الذي جعل من الصعب عليها ان تبيع النفط او تدفع مقابل الواردات.

والاتفاق هو انتصار لروحاني الذي انتخب قبل عامين بنسبه كبيره علي وعد بان يقلص عزله بلاده التي يسكنها قرابه 80 مليون نسمه.

وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون "اليوم هو نهايه الظلم بحق شعبنا وبدايه التعاون مع العالم.. اذا التزموا بذلك فسنلتزم. الشعب الايراني دائما ما يفي بوعوده ومعاهداته."

ويقول الناخبون الذين ايدوه انهم يشعرون بان الاتفاق براهم.

وقال بهروز جانفده وهو مدير اداره تكنولوجيا المعلومات بمعهد تعليمي لرويترز من طهران"الان يمكن للناس ان يروا ثمار اصواتهم... وعد روحاني بحل الازمه النوويه في حملته الانتخابيه. انتخبه الناس واستطاع ان ينقذ ايران من العقوبات وتهديد الحرب. هذا يجلب الامل والاحساس بانك لعبت دورا."

كانت كراهيه الولايات المتحده هي السمه الواضحه للنظام الحاكم في ايران. وتجلت مظاهر هذه الكراهيه الاسبوع الماضي خلال صلاه اخر جمعه في شهر رمضان عندما هتفت الحشود "الموت لامريكا" "الموت لاسرائيل".

وعبر متعصبون عن شكوكهم بشان الاتفاق النووي وابدوا تحفظات علي احتفالات الاصلاحيين.

وقال حجه الاسلام حسين سبحاني نيا وهو رجل دين بارز خلال مقابله مع وكاله فارس للانباء "مساله ان يسيطر فصيل واحد فقط علي الاحتفال (بالاتفاق) النووي ستثير انقساما في المجتمع."

وقال متحدث باسم الشرطه في طهران ان السلطات لن تتدخل في اي احتفالات ما دامت لم تنتهك القانون او الوازع الديني.

وايد الزعيم الاعلي الايراني ايه الله علي خامنئي المفاوضات لكنه لم يتحدث عن الاتفاق بنفسه.

وابلغ عباس عبدي احد اهم الساسه الاصلاحيين في ايران رويترز عبر الهاتف انه لا يمانع في تعليق معظم انشطه ايران النوويه مقابل ان تمد ايران يدها للعالم.

وقال عبدي "الجزء المهم بالنسبه لي هو ان ايران توصلت لتفاهم متبادل مع العالم ولم تتعرض للاهانه."