المحتوى الرئيسى

حسام الخولي يكتب: رحلة الناقد المتحيز (3).. “لعبة إبليس”.. تغريبة بني أول فيصل

07/14 10:14

يثبت صناع هذا المسلسل مدي صحه الكليشيه القديم بان الاغراق في المحليه يؤدي للعالميه, حينما يحاولون الاغراق في العالميه، فيفشلون في ادراك لا هذه ولا تلك.

لم اكن انتوي – وحشه دي قوي, بس خليها مش مشكله- ان اكتب عن هذا المسلسل رغم انني تحمست لوجود ماده جذابه من مشاهده اعلاناته المتكرره قبل ان تبدا المطحنه الدراميه في رمضان, ربما من وقفه ديفيد كوبرفيلد المصطنعه لبطل المسلسل علي المسرح حيث يقوم بدور ساحر (او صانع خدع  illusionist بالمصطلحات المعاصره).. المصحوبه بابتسامه جوني ديب من فيلم “قراصنه الكاريبيان” والتي تفيض ثقه وسخريه في وجه المخاطر، لكن بمشاهده الحلقه الاولي فتر حماسي قليلا بعد ان بدات اوقن بان الامر لا يتعدي هذين.. الوقفه والابتسامه, ديفيد كوبرفيلد وجوني ديب.. الغريب ان هذا الحماس عاد من جديد وللغرابه بسبب نفس الطابع الغالب علي العمل, فالامر لم يتوقف عند جوني ديب وديفيد كوبرفيلد.

وجدت نفسي امام كوكتيل رائع يجمع في الاداء والاحداث والخط القصصي الرئيسي وبعض الخطوط الفرعيه ما بين افلام الـ Heist  امثال سلسلهOcean   لـ”ستيفن سودربرج” وحتي Now you see me الذي يلعب فيه السحر والخدع دورا مهما ايضا.. اضف الي ذلك بعض من افلام الجريمه ذات ” التويست” مثل Wild Things  مع بعض الـFemme Fatale  في تصميم وتفاصيل شخصيتي “شيرين عادل” و”هبه مجدي”.. اضافه بالطبع لاداء “يوسف الشريف” البلاستيكي الذي يعطي كل هذا اللمسه الاخيره فقط، ليتبقي شعار mbc 2 في ركن الشاشه الاعلي لكي يكتمل الهدف الذي صنع المسلسل من اجله وهو مخاطبه جمهور هذه القناه في العالم العربى من خلال قنوات عربيه اخري مع طموح مستقبلي للوصول الي المشاهد في مانهاتن وستاتن ايلاند واورانج كاونتي كاليفورنيا.

اذن ليس هذا بالامر الجديد في الواقع, فالتغريب واستلهام التيمات والحبكات من السينما والدراما الغربيه موجود لدينا منذ قامت “ليلي بنت الاغنياء” بالهروب بالسياره من منزل عائلتها لتقع في غرام الصحفي الوسيم “انور وجدي” سنه 1946 بالاقتباس عن فيلم it happened one night  من سنه 1934 وحتي شاهدنا فيلم “كابتن مصر” مؤخرا بقائمه اقتباسات ملات الكادر بكامله في التترات, والامر ليس بهذا السوء بالذات لو تم نسب الفضل لاهله بشكل صريح، وكان العمل متوازنا يهدف لاستخدام الاقتباس في خلق عمل جيد ووسمه بطابع يقترب من المشاهد في السوق التي يتم طرحه فيها, لكن المختلف او الملفت هنا هو اننا امام حاله فريده من التغريب الذي لا يتوقف عند اهمال هذه المبادئ الاوليه, ويذهب الي العناصر الاخري الاكثر انسانيه، والتي لا يمكن تصنيفها تحت مظله ثقافه بعينها، والتي ايضا كان من الممكن ان تستخدم لخلق دراما جيده مثل التنافس الاخوي علي خلفيه ظلم احد الاخوين (لم يساعد ايضا ان يكون مؤدي الشخصيتين هو نفس بطل المسلسل)، وتجاهل الوالد له، او التمرد علي سلطه الاب الذي تمارسه احدي الشخصيات بتسريب معلومات عمل ابيها الذي تكرهه الي منافسه.. كل هذه التفاصيل لم تسلم من الاداء الباهت والحوار المتذاكي المعبا بالكليشيهات, وربما لم يسلم من هذه المذبحه سوي العائد من دراما التسعينيات “محمد رياض”، الذي قدم دورا جيدا في ادائه لدور المحامي الانتهازي عديم المبادئ.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل