المحتوى الرئيسى

ليالى قريش.. الليلة 81

07/13 11:02

لما نتكلم عن الفتره اللي بين حادثه الفيل، وبين بداية الدعوة المحمدية، ونبص علي العالم، فـ نسال: مين من مصلحته انه يغير القيادات في مكه؟

بـ الظبط، الروم، ومش بس مكه، محاولات الروم لـ السيطره علي تجاره المنطقه مستمره، علي الاقل من سنه 25 ميلاديا، قبل الاسلام بـ اكتر من 600 سنه، والمحاولات مع الوقت بـ تزداد تكثيفا.

عثمان بن الحويرث كان مدرك لـ ده، والروم مسيحيون، وهو نصراني، جايز مش نفس المعتقد بـ الظبط، لكنه في النهايه من المله نفسها، بس هـ تروح فين يا صعلوك وسط الملوك؟ يعني ازاي واحد زي عثمان هـ يقدر يوصل لـ القيصر؟

مهما كان الامر مكه كانت حاجه صغيره لسه، مش اي حد يروح يقابل القيصر، اذا كان حكامها، وكباراتها، لما كانوا بـ يروحوا كانوا بـ يبقوا زي شيخ حاره رايح يقابل رئيس الجمهوريه، ودول ليهم صفات رسميه، وعندهم تجارات بـ الملايين؟

فكره محاكاه تجربه سيف بن ذي يزن مع كسري، ماكانتش ممكنه، لـ ان ابن ذي يزن كان مرتكز علي قاعده شعبيه، وفي النهايه اضطر يخوض معارك طاحنه، لكن واحد زي عثمان عنده ايه؟

من هنا كان لازم يبقي فيه وسيط، يقدر عثمان يشرح له فكرته، وهي: انا عايز القيصر يدعمني، ابقي ملك علي مكه، واحكم بـ اسمه، وتبقي المسيحيه هي الدين الرسمي لـ البلد، وهكذا نقدر ننشر التوحيد بـ سهوله بين الناس.

الوسيط ده بـ النسبه كان الغساسنه، ودول كانوا قبيله من اصول يمنيه، ومع اوائل انهيار سد مارب طلعوا علي الشام، واسسوا دوله ضخمه، بقت وكيله لـ الروم في المنطقه، وتولت عنهم الحروب ضد الفرس، كمان كانت بـ النسبه لـ الروم صداده ضد البدو، يعني تقدر تعتبرهم جدار عازل.

الغساسنه كمان كانوا مسيحيين، ومنهم ناس عرب توحيديين معروفين زي لبيد بن ربيعه، صاحب واحده من المعلقات المعروفه، فـ بـ النسبه لـ عثمان بن الحويرث كانوا مثاليين، عرب، مسيحيين، عندهم شرعيه من الروم، وليهم كلمه علي مكه، بـ اعتبارهم هم اللي ماسكين حنفيه التجاره، فـ لو ملكهم قال هـ اتعامل مع ده، خلاص، ده بقي الملك.

طلع صاحبنا علي الراجل ملك الغساسنه "الحارث بن الحارث بن جبله" وهـ تلاقيه مكتوب في المصادر الاسلاميه "ابن جبله" وخلاص كده، او ناس يقولوا عمرو بن جبله، وهم كل الغساسنه ولاد عمرو بن جبله، فـ لما مش بـ يبقوا متاكدين، ده كان انهي واحد فيهم، يقولوا ابن جبله، او عمرو بن جبله، بـ اعتبار ان ده النسب الاخير، وبـ تمشي، عموما مش فارقه.

عثمان عرض علي بن جبله فكرته، والغساسنه في الوقت ده، كانوا بداوا يركبوا الحلزونه لـ تحت، الحارث ده جه بعد واحد اسمه "النعمان بن المنذر" وبـ اقول "واحد"، لـ انه غير النعمان بن المنذر المشهور، اللي كان ملك الحيره في العراق، ده نعمان تايواني، ومع النعمان اللي ما حكمش اكتر من سنه، حصلت مشاكل في الدوله، وبدات صراعات علي الحكم، طبيعي، كان بقالهم اربع قرون بـ يحكموا، كفايه قوي.

ده مش معناه انهم كانوا ضعاف، بس في الطريق، وبداوا يتقسموا، فـ الحارث ربما لقاها فرصه طيبه لـ السيطره علي مكه، وربما يكون عثمان بن الحارث عرضها معاه في قدرته علي فرض السيطره، او لـ اي سبب اخر، لكن اللي حصل ايه؟

بن جبله كتب بـ الفعل تفويض لـ عثمان بن الحويرث يحكم مكه بـ مقتضاه، وانه هـ يتعامل معاه هو لما ييجي يتعامل مع مكه.

اللي ساعد علي ده، فراغ السلطه في مكه من زعامه موحده، او شخصيه قائده، بعد وفاه عبدالمطلب بن هاشم، لو كان عبدالمطلب عايش وقتها، مكنش ممكن بن جبله ده يفكر يعمل كده.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل