المحتوى الرئيسى

الجارديان: حكايات “الفتيات الرجال” في شوارع القاهرة

07/13 10:31

جارديان.. حكايات مرعبه عن “الفتيات الرجال” في  شوارع القاهره

الجارديان: باتريك كينجسلي – ترجمه محمد الصباغ و محمد علي الدين.

منال واحمد لا يشبهان بعضهما البعض. منال تحمل ابنها الصغير الذي يداعب حجابها. وخلفها  تبدو صوره احمد معلقه علي الحائط يرتدي فيها  قبعه بيسبول. هي ام صغيره خجوله، وهو شاب عصبي. يبدوان كشخصين مختلفين. لكن منال تقول مشيره الي الصوره علي الحائط ”هذا انا، وتلك ملابسي الرجاليه“ انهما – منال واحمد –  نفس الشخص.

نحن هنا في ماوي للنساء المشردات بالفسطاط بمصر القديمه جنوب القاهرة، اقدم منطقه في العاصمه المصريه. الكثير من النساء هنا امثله علي اكثر ظاهره مثيره للجدل.

فتيات الشوارع، نساء مشردات واطفالهن، في بعض الاحيان يرتدين ملابس كالرجال. منال 23 عاماً، ام لثلاثه اطفال جميعهم ولدوا في الشارع. منذ سن الثامنه وهي مشرده بلا ماوي ، لذا قامت بحلاقه راسها وارتدت ملابس الاولاد. وعملت في وظائف عاده ما يعمل بها الرجال المصريون. عملت في احد المقاهي، وقادت توكتوك. ومن لم يعرفها اطلق عليها اسم احمد، والتصق الاسم بها منذ ذلك الحين.

تقول منال ”يحصل الاولاد علي كامل حريتهم في الشارع، اما الفتيات فيختلف الامر بالنسبه اليهن، لهذا  اردت  ان اكون صبياً.“

لمعرفه لماذا حدث ذلك، او المحاوله علي الاقل، يجب ان تدرك انه يوجد اطفال يعيشون في الشوارع في مصر. هناك مشردون من الصغار في كل انحاء العالم، منهم 1,6 مليون بالولايات المتحده الامريكيه وحدها.  لكن المشكله في مصر واضحه بشكل كبير. الاف الاطفال والمراهقين يجدون مكاناً لهم بين الازقه والشوارع الرئيسيه في القاهره. والكثير منهم كمنال، يبقون في تلك الاماكن حتي في سن البلوغ.

الكثير من سكان القاهره يرونهم فقط في اشارات المرور وعلي مقاهي الشيشه. هم الوجوه بدون اسماء التي تبيع لك المناديل او تتوسل اليك من اجل النقود المعدنيه من نافذه سيارتك ثم  تختفي. هم يقعون خارج الواقع الحي للقاهريين، وكنتيجه لذلك فاي نقاش عنهم يدور في نطاق غير واقعي. والافكار  المطروحهعنهم  كانت ما بين  تلك البعيده المنال – كمدينه خاصه بالمشردين- الي المثيره للاشمئزاز. احد كتاب الاعمده في الجرائد الكبيره نادي بـ”حملات تطهير واسعه“ تكون فيها مصير اطفال الشوارع ان ”يعدموا كالكلاب الضاله.“

وسط هذا الصراخ، نادراً ما استمعنا الي اهتماماتهم كبشر. وفي محاوله لسماع قصصهم ذهبنا الي منال ورفيقاتها،  والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الذين تعاملوا معهن، والمدارس والاماكن التي يترددون عليها.

في الفسطاط، وسط الحواري والشوارع التي كانت اول عاصمه اسلاميه، يقع منزل حديث من اربعه طوابق. ويمكن تمييزه عن غيره من المباني حيث له اهميه خاصه للمن لا يجدن مكانا لنوم الجيد. هذا المكان هو احد المراكز التي تديرها مؤسسه ”بناتي“ لفتيات الشوارع. وتقدم مكاناً لفتره راحه بالنهار، واحياناً بالليل لمن هن مثل منال وصديقتها هديل.

مع سرعه البديهه وسهوله الابتسام، لا تعطي هديل انطباعا عن حياتها الصعبه. لكن حياتها  مزيج من التعقيد والقسوه في الشوارع. هربت من منزلها في الثامنه، وبعد عقدين من الزمان مازالت مشرده الي الان. تزوجت علي الاقل مرتين، كل مره تنتهي بعودتها الي الشارع، وفي احد المرات عادت بسبب مقتل زوجها. لديها سته اطفال، يعيش منهم اثنين معها، بينما الاخرون مع جداتهم حيث ماواهم الشارع ايضاً. لانهم ولدوا خارج النظام، لا يمتلك الاطفال شهادات ميلاد، ولا بطاقات شخصيه. بالنسبه للدوله هم غير موجودون. لذا سواء احبوا ذلك ام لا، فحياه امهم وجداتهم تقريباً هي حياتهم ايضاً.

تقول هند سامي، اخصائيه اجتماعيه بـ”بناتي” وتعرف هديل منذ سنوات ”الان نعمل علي الجيل الثالث من اطفال الشوارع، الان ليسوا بنات فقط او اولادا في الشوارع بل عائلات، يكوّنون عائلات شوارع.“

وحول عدد الاطفال الذين هم في مثل موقف ابناء هديل لا يمكن ان نتوصل لرقم معين. في يناير، اعلنت الحكومه عن نتائج لاحصائيه قالت ان في مصر اكثر من 16 الف طفل شوارع، وبالتحديد 16،019. لكن عام 2007، كانت اليونيسيف قد قدرت هؤلاء الاطفال ب 600 الف علي الاقل.

حسب ما تقول نيللي علي، المتطوعه للعمل في ازمه فتيات الشوارع، فانه ”لا يمكن تحديد الرقم الحقيقي لانه لا يمكن تتبع الاطفال. هم يتنقلون باستمرار. وليس لديهم شهادات ميلاد. ثم يموتون.“

لا يتفق احد علي ما هو “طفل الشارع”، حتي الاطفال انفسهم. هناك الصغار في عمر السادسه، ومن هم في عمر 16،  من دون التطرق الي من هم غير عاملين من اطفال الشارع كهديل ومنال. هناك اطفال يتحركون في شوارع القاهره نهاراً ويتوسلون من اجل نقود ”فكه“ ثم يعودوا الي ابائهم في المساء. كما ان هناك الاطفال الذين يهربون من منازلهم من وقت لاخر، قبل ان يعودوا الي بعد عده ليالي. وهناك من قرروا ترك منازلهم بشكل دائم.

اما بالنسبه لغاده والي الوزيره التي اصدرت بياناً بالرقم 16 الف، فهذا هو التعريف الاكثر قبولاً. اطفال الشوارع، تقول والقهوه علي مكتبها، هم الذين ”تركوا  عائلاتهم، وفقدوا الصلات  بها . هؤلاء يعيشون اسفل الكباري، في منازل مهجوره. هؤلاء هم الاطفال الذين يتعرضون لاكبر خطوره. هؤلاء هم من تشملهم دراستنا.“

لكن اسال من في الشوارع انفسهم، وقد تجد اجابه مختلفه في كل مره. فمنال تعتقد ان المفهوم اكثر مرونه مما تحاول اظهاره الحكومه. فالفتي الذي يقضي نعظم يومه في الشارع، هو جزء من تكوين الشارع المعقد، هو طفل شوارع ”حتي لو كان يذهب الي منزله يومياً“، وتضيف منال ”هو” جزء من مجموعه الشارع، “هي” في الشارع، لذا بالطبع يمكن ان تطلق عليهم اسم طفل شوارع.“

فيما تعتقد فتاه شارع اخري ان المصطلح فقط يطلق علي ”الاشخاص الجاهلين“ في المقام الاول. وتقول ناديه 15 عاماً، يعني ذلك ان اطفال الشوارع كلهم متشابهين. لكن، في الحقيقه، اطفال الشوارع يختلفون من حيث العمر والنوع والخلفيه الاجتماعيه، اختلافات تعني ان خبره كل طفل في الشارع هي فريده من نوعها.

وقالت ناديه لاميره الفقي الباحثه في (بنات شوارع)، ”ليس هناك ما هو مثل (اطفال الشوارع).. الشارع لا يلد ولا يربي الاطفال، لا يفعل شيئا.“

في المقطم تقع احدي المؤسسات الخيريه واسمها ”قريه الامل“، ويقال انها الاولي من نوعها التي تهتم باطفال الشوارع. يبدو المكان عالما بعيداً عن معركه القاهره، لكن بين جنباته، يتم معالجه بعض الذين اصيبوا من المدينه. في هذا المكان توجد عشرات المراهقات بعيداً عن الشارع وفي مكان امن يربين ابنائهن. ولو اتفق القليل بالتحديد علي متي يصبح شخص ما  “طفل شوارع”، فقصص هؤلاء النساء تعطي سببا واضحا حول: لماذا اردن الذهاب الي هناك بالمقام الاول؟.

سنوات قبل ان تصل الي قريه الامل، غادرت مايا منزلها في السابعه بعدما قامت زوجه والدها بتحديد دائره خياليه لا تخرج منها في حجره لمده ثلاثه سنوات، مساحه يجب ان تنام فيها وتاكل وتقضي حاجتها. واخيراً بعد ان خرجت، اجبرت علي ان تكون خادمه لاخواتها من والدها. وبعد خطا منها في المطبخ تعرضت لعقاب كبير، ضربتها زوجه ابيها بكساره الثوم علي جمجمتها، قبل ان يقوم والدها بجرها الي السطح وضربها. هنا قررت ان الامر وصل الي نهايته وغادرت.

اما فرح ،12 عاماً، فرفضت ان تعمل مع عمها في شبكه دعاره. وحسب قولها، فقد قام  بربطها واغتصابها يومياً لشهور. وفي احد الايام تظاهرت بانها ستفعل ما يريده. فقام بفكها، وسريعاً قامت بالقفز من شباك الطابق الرابع، وكسرت الكثير من عظامها. نجت باعجوبه، وتم اسعافها. وبعد مغادره المستشفي، اصبحت في الشارع.

ربما من المفاجئ ان الفقر ليس  في حد ذاته هو ما يقود الاطفال الي الشوارع. يقول محمود احمد، مدير المركز ”الفقر هو احد الاشياء التي تجعل من العائلات عنيفه.“ لكن ليس السبب الرئيسي في حد ذاته، علي العكس من الاعتداء الجنسي المتكرر، او تفكك  العائله. وتقول نيللي علي ”الكثير من الاطفال في شوارع القاهره لديهم اشقاء مازالوا في منازلهم.“ واضافت ”لو كان الامر فقط يتعلق بالفقر، سيكونون جميعهم في الشارع.“

التعامل المتساهل للمجتمع  مع العنف المنزلي يعتبر عاملاً مساعداً في قرار الطفل بالهرب. هناك قوانين للتعامل مع عنف الاباء، وخطوط ساخنه للابلاغ عنهم. لكن في ثقافه حيث يشعر الكثيرون ان الاباء لديهم الحق في التعامل مع ابنائهم كما يريدون، فلا يتم اتباع القوانين والتشريعات عاده. وتوضح شيماء ، احدي  الطبيبات النفسيات المقيمات في قريه الامل، ”يمكن لرجل ان يضرب ابنه حتي الموت امام ضابط شرطه. لكن لا يمكن لاحد ان يتدخل لانه ابنه.“

ونتيجه لذلك، ربما اصبح الشارع حرفياً هو السبيل الوحيد للاطفال. وهناك يصبحون لقمه سائغه للبالغين الاخرين اكثر من ابائهم.

الساعه 9:30 مساءاً. شيماء الطبيبه النفسيه، تسير في احد شوارع شمال القاهره في منطقه راقيه. القهوه الغاليه الثمن موضوعه للسكان الاثرياء علي موائد بجانبي الطريق، وطابور يقف لشراء الايس كريم من احد اكثر اماكن المدينه رقياً.

لكن شيماء هنا ليست لكي تقابلهم. هي تبحث عن مراهقه تائهه. اعتدي علي ساره من والديها، ثم اصبحت فتاه ليل، و انتهي بها الامر الي تسويقها بواسطه قوادها الي رجال خليجيين حيث ابقوها في شقه بالقاهره. هربت بعد ذلك بطريقه ما، وانتهي بها المطاف الي احد المراكز حيث قابلت شيماء للمره الاولي. لكن ساره اختفت مره اخري، وشيماء تريد ان تجدها. و قالت بعض فتيات الشوارع انها قد تكون في هذا المكان (الكوربه- مصر الجديده).

هو عمل خطير في العاده، ان تعمل ما تقوم به شيماء. تاسست قريه الامل عام 1988 علي يد  البريطاني ريتشارد هيمسلي. و يدير المكان الان عددا من المراكز للاقامه اليوميه والطويله والتي تهدف الي اعاده تاهيل اطفال الشوارع تدريجياً و دمجهم مره اخري بالمجتمع. بعض الفتيات لا يستطعن الالتزام بروتين المركز، ومثل ساره يختفون في بعض الاحيان. و احدي مهام شيماء هي ان تجدهم.

العثور عليهن صعب. اعاده فتاه مره اخري الي المركز قد يعطل عمل شبكه الدعاره. وفي اي منطقه، تحتاج شيماء الي دعم من كبير الشارع كي لا يتم مهاجمتها. وتقول شيماء ”لو كنت ذاهبه لاحضار فتاه يتم استخدامها لاعمال ما بواسطه مجموعه رجال، اذا فانا هدف. فانا اسلبهم احد مصادر رزقهم.“

في بعض الاحيان ياتي المهاجمون الي المركز بانفسهم. وفي احد المرات، دخل اربعه رجال باسلحه بيضاء وهددوا ان لم تعد فتاه بعينها اليهم، فسوف يقطعون ايادي كل الموجودات.“

و في بعض المناسبات ياتي التهديد من الفتيات انفسهن. في نوبه من كراهيه النفس، قامت احدي المقيمات بالمركز بالخروج من احد الاجتماعات واخرجت شفره وبدات بتقطيع جسدها وجرحت شيماء عندما حاولت الاقتراب منها. تُجري شيماء ورفاقها في قريه الامل فحوصات وتطعيمات نصف سنويه ضد الامراض المختلفه. فبعض الفتيات في المركز مصابات بالايدز او يعانين من فيروس سي.

في مثل هذه الوظيفه الصعبه، بعض العاملين في قريه الامل لديهم ذكريات معينه تجعلهم يمتلكون الدافع للاستمرار. بالنسبه لشيماء، كانت احدي مريضاتها الاوائل: فتاه في عمر 9 سنوات جاءت الي احد المراكز بعد اغتصابها من قبل عصابه في الشارع. وتحكي شيماء ”بعد كل هذه السنوات، هذه الفتاه هي ما تجعلني استمر. لا استطيع ان انساها ونهي  تجلس ببراءه علي ارجوحه وهي لاتزال تنزف من اثار الاغتصاب.“

الاغتصاب والاتصال الجنسي بالاكراه حقيقه متكرره في معظم حياه الاطفال. ستعمل الكثير من مراهقات الشوارع كفتيات ليل. وحتي خارج شبكات الدعاره الرسميه، يمكن للجنس ان يكون نوعاً من “العُمله”. من اجل تامين مكان للنوم علي ارضيه لليله واحده، او كمقابل لاستخدام حمام في محطه. الاطفال وهم صغار في السادسه عرفوا كيفيه عرض خدمات جنسيه للعمال الرجال في بعض المراكز التي ياوون اليها. خبراتهم في الشوارع، حيث يتم اضطهادهم بكل روتيني، قد جعلت هذا  التصرف امراً عادياً.

في الشارع، كل من الفتيات والاولاد في بعض الاحيان يتم اغتصابهم بواسطه مجموعه من الرجال الذين يعرفون انهم سيهربون من العقوبه لان الاطفال لا يمتلكون اوراقاً رسميه ولا عائلات، تقنياً ليس لهم وضع قانوني. وحسب العاملين في مؤسسه بناتي، فالفتيات غالباً ما ”تخزينهن“ بمعني وضعهن في مكان مغلق لعده ايام قبل اغتصابهن جماعيا.

لا تنتهي الوحشيه بالاغتصاب نفسه. بعد اغتصاب العذراء، عاده يقوم المغتصبون بصنع علامه هلي وجه الضحيه، ”لكسر العين“. وبعد عده هجومات يتم صنع ندبه علي خد الطفل.

وللهروب من مساوئ العنف، قد تحاول الفتاه تجنب النوم ليلاً او لا تنام ابداً. وقالت ياسمين ،16 عاماً، لاميره الفقي ”استطيع البقاء دون نوم لثلاثه ايام او خمسه.“

بعض الفتيات يفضلن طريقه اخري للدفاع عن النفس. يتظاهرون بانهم اولاد.

منذ عشر سنوات مضت، جاء ولد بلا ماوي الي احد مراكز الرعايه في القاهره، وقال انه كان ينزف حتي الموت. كان الولد معروفا لدي المركز وارسله العاملون بالمركز سريعا الي الطبيب كي يعرف سبب المشكله.

كشف فحص الطبيب عن عدد من المفاجات. اولا: الدم كان سببه الدوره الشهريه، وثانيا: الولد الذي ظل ياتي الي المركز لسنوات لم يكن الا بنتا قصت شعرها وربطت ثديها لتتجنب لفت الانتباه غير المرغوب في الشوارع، وكي تضمن ايضا السماح لها بدخول مركز الرعايه المخصص للذكور فقط.

خلال السنوات القليله الماضيه، كان نشطاء حقوق الاطفال والاخصائيون الاجتماعيون يعتقدون ان الصبيه وحدهم يتحولون الي أطفال شوارع. لكن اظهرت حاله الفتاه التي تعاني من النزيف وضعا مختلفا تماما.

تتحدث معنا هديل بينما يراقبنا ابنها من الغرفه المقابله، وتقول: “كانت تلك الطريقه الوحيده كي نحمي انفسنا”، واضافت: “اعتدنا علي قص شعورنا كي تبدو قصيره للغايه وارتداء البنطلونات والتي شيرتات، وبالتالي لا يستطيع اي رجل ان ياتي ويقول اريد هذه الفتاه او تلك”.

بالنسبه للبعض، لم يكن الهدف الوحيد هو تجنب الاعتداءات الجنسيه بل ايضا الشعور بالراحه في الاماكن العامه في مصر التي عاده ما يسيطر عليها الذكور. هذا الامر مكّن الفتيات من التدخين والصياح والجلوس ببساطه في الشارع، وكلها افعال يقوم بها الصبيه دون اي يتعرضوا لاي انتقاد، لكن لا تستطيع الفتيات فعلها. وتشرح اميره الفقي، اكاديميه سابقه اجرت بحثا علي هذا الموضوع: “كل المميزات التي يتمتع بها الرجال يمكنهن التمتع بها الان. هن يسخرن من فكره الجنس.. ويقلن: اذا كنت تعتقد ان النساء ضعيفات فاننا لن نكون نساء بعد  ذلك”.

وكي تجعل الفتاه نفسها اقل عرضه للاذي، تنضم فتاه الشارع الي ما يسميه الباحثون “اسره الشارع”، وهي عباره عن اسره مكونه من 10 اطفال شوارع من الجنسين، ويتقاسمون ما يكسبونه وينامون سويا بغرض الحمايه. وتقول نيلي  ان العمل يتم تقسيمه فيما بينهم وفقا للنوع، فالاولاد يقومون باعمال السرقه بينما تعمل البنات في الدعاره. ويتم جمع مكاسب كل يوم عمل واعطائها لقائد المجموعه الذي عاده ما يكون ولدا اثبت انه الاعنف والاقوي بينهم جميعا.

ويقول محمود احمد، الذي يعمل بقريه الامل واجري بحثا علي بنيه اسر الشوارع خلال عده سنوات: “المفاجاه ان اصغرهم سناً عاده هو من يكون قائد المجموعه”، ويضيف ان القائد “يكون الشخص الذي يثبت للاخرين قدرته علي القيام باشياء لا يستطيعون فعلها”. هذه القدرات تكون عاده عمليّه مثل القدره علي السرقه افضل من الاخرين، او تكون بدنيه مثل ” من يمكنه القفز من اعلي احد الكباري دون ان تتكسر عظامه، وبالتالي ينال احترام اقرانه.

لكن قائد المجموعه يتلقي ما هو اكثر من الاحترام: كلمته لا ترد، وفي المقابل يمنح اعضاء الاسره هويه مشتركه، ويوفر لهم الحمايه من الغرباء. لكن داخل المجموعه يعد القائد نفسه تهديدا. يقول محمود احمد: “يمتلك القائد حقوق جنسيه  تجاه افراد الاسره من الاولاد والبنات.. ويترك علامات جنسيه علي اجسادهم بصوره مستمره” لكن بالنسبه للفتيات فان الندبات ليست اخر شيء سيتركه علي اجسادهن.

لا تعتبر مستشفي عين شمس، الواقعه في شمال شرق القاهره، الاختيار الافضل للسيدات اللاتي قاربن علي الانجاب، فهي مستشفي تعليمي تجري فيها العمليات امام حشد من الطلاب، ولا تتوافر بها الامكانيات اللازمه لذا يدفع الاطباء بانفسهم تكلفه المعدات وعمليات نقل الدم. لكن مستشفي عين شمس تصبح الخيار الوحيد امام فتيات الشوارع الحوامل، وتعتبر الارخص سعرا مقارنه بالمستشفيات الاخري. وتبلغ تكلفه ادخال المريض فيها 120 جنيها اي حوالي 10 جنيهات استرليني.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل