المحتوى الرئيسى

غرائب رمضان ..هلال منتصف النهار وعذر شرعى للسلطان!

07/12 00:12

في العصر المملوكي كان بدايه كل شهر بالنسبه اليهم حدثا يستحق الاحتفال و التهنئه ، و لابد ان يصعد القاده و المشايخ و الاعيان الي القلعه لتهنئه السلطان ، و لكنهم احبوا شهر رمضان علي وجه الخصوص ، احبوا ايامه و لياليه و دوره هلاله .

و في بدايه كل رمضان و قبل ظهور الهلال يجلس السلطان علي كرسيه بالقلعه و ياتي الوزير و المحتسب و خلفهما صفوف طويله من الحمالين يحملون مختلف انواع الخيرات من الاطعمه لمخازن السلطان ، الذي ينسحب الي غرفته بعد ان اطمان علي استعداده لصومه العظيم ، و يترك رؤيه الهلال للمشايخ ، ليبدا هو رمضان بطريقته الخاصه !

مع ” لحظه تاريخ .. حكايات من الزمن العربي ” للروائي محمد المنسي قنديل ، سنشهد كيف احتفل سلاطين المماليك بشهر رمضان ، و مواقفهم الغريبه في الشهر الكريم ، مع الهلال الذي ظهر في منتصف النهار ، و رمضان الذي باتت فيه القاهره مقسومه بين مفطر و صائم ، و السلطان الذي طالب المشايخ بفتوي تبيح له إفطار رمضان ، و هلال العيد الذي انهي حكم السلطان ” ابي السعادات ” !

في عصر السلطان ” برقوق ” اضطربت القاهره اضطرابا كبيرا عندما ثبت ظهور الهلال في منتصف النهار تقريبا ! و نادي قاضي الشافعيه بالامساك بعد ان كان الغذاء وضع علي الموائد ،و اسرع السلطان فطرد مدعويه ، و امر برفع الصحاف ، و تجشا و اعلن الصيام ، و لم يكن باقيا علي المغرب سوي عده ساعات .

اما في عصر السلطان ” الغوري” فحدثت صراعات محتدمه بين الجراكسه و شيوخ الازهر حول استطلاع الهلال ، فاعلن الوالي و الجراكسه انهم راوا الهلال و كبر الناس و اوقدوا المشاعل ، فصاح المشايخ غاضبين : ” اطفئوا المصابيح يا حرافيش ، اتصدقون الجراكسه و تكذبون العمائم ؟ فاطفا الناس المشاعل ، فعاد الجراكسه و معهم مزيد من الجند و اصروا علي رؤيه الهلال ، فاوقد الناس المشاعل ، فصاح المشايخ ” ايعلمنا الجراكسه امور ديننا ؟ ” فاطفا الناس المشاعل .

فتصاعد الموقف و امسك احد الجراكسه بذقن احد المشايخ ، فما كان منه سوي رفع ” المركوب – الحذاء ” و ضربه ، و اشتبكت الايدي حتي انتقل الصراع لقلعة السلطان ، الجراكسه غاضبين و المشايخ بعباءاتهم الممزقه ، فوضع السلطان في موقف حرج فليس هناك اي اثر للهلال في السماء ،و لكنه ان خذل الجراكسه خذلوه ، اما المشايخ فبالنسبه له ” مقدور عليهم ” ، لذا وافق علي راي الجراكسه ، و باتت القاهره مقسومه ” صائمه و مفطره ” .

الهلال الذي انهي حكم السلطان

في عهد السلطان ” الناصر ابي السعادات ” اشاع في المدينه ” ان يكون العيد في الغد سواء راوا الهلال ام لا ” ، حتي انه اراد عزل القاضي ، لخوفه من الاعتقاد السائد في هذا الوقت ، عندما يحل العيد يوم جمعه ، و يدعي للخليفه من فوق المنابر مرتين ، مره في خطبه صلاه العيد ، ومره في خطبه صلاه الجمعه ، فالدعاء للخليفه مرتين ” علامه ” علي نهايه السلطان !

ور غم اصرار السلطان ، و لكن لم يظهر الهلال و صام الناس الخميس ، و عيدوا الجمعه و دعوا للخليفه مرتين ، و علي السلطان مرتين ، و استجاب الله للدعاء .

عندما كان يرفع له الناس شكواهم للسلطان الغوري ، كان يرد علي المشايخ قائلا : ” الخزائن فارغه يا مشايخ ، و الجند طلباتهم كثير “، فيتوسل المشايخ للسلطان الغوري :” و الناس مساكين و عيالهم كثير “، فيهمهم السلطان ” العيال لا يملكون الا البكاء ، و لكن الجند يلعبون بالسيوف و المكاحل يا مشايخ ” .

اما السلطان ” برقوق ” فاعلن في اول ليله من ليالي رمضان ان يحضر بين يديه كل من لديه شكوي ” و كان اول من فعل ذلك بين سلاطين المماليك ، ففتحت ابواب القصر و امتلئ باصحاب الشكايا .

عندما نذكر اعجب مواقف السلاطيين مع رمضان ، علينا ان نذكر السلطان ” اشرف ابو المعالي ” الذي طلب من المشايخ ” فتوي لافطار رمضان ” .

فسرد عليه القاضي المالكي احكام الصوم و مبيحات الفسرد عليه القاضي المالكي احكام الصوم و مبيحات الفطار ، و لكن ليس منها ما يبيح للسلطان الافطار ، فزمجر السلطان بقوه :” انا مريض يا مشايخ ، ضعيف ” .

و لكن لم يقتنع المشايخ بجدوي حجه السلطان ، و لكنه كان مصرا علي ان يحصل عن عذر شرعي للافطار ، و لم يجيبه المشايخ برغم من توعدات السلطان و اغراء الوزير لهم ، حتي اهتدي احد المشايخ الي حل ، و اقترح ان يسافر السلطان ، ففي السفر عذر شرعي للافطار ، و في اليوم التالي اعلن السلطان سفره لتفقد قلاع الاسكندريه و دمياط ثم يرحل بعد ذلك الي الشام .

كان السلطان ” قلاوون ” اول منزاد في اعطيه شهر رمضان ، حيث امر بان يفرق علي العلماء و الفقهاء مبلغا اضافيا لعيالهم ، و استمر ذلك طوال فتره حكمه .

و عندما فكر السلطان ” الاشرف شعبان ” بالقيام بالمثل ، اكتشف سرقه الخزينه السلطانيه ، و اختفاء 20 الف من الدنانير الذهبيه ، و اهتز القصر لتلك الفعله ، فالخزانه في غرفه السلطان نفسه ، و لم يكن منه سوي الشك في خدمه و عبيده ، و كانت المفاجاه عندما اعترف الجميع علي محظيته الاثيره ” خوند سوار باي ” ! و تم سجنها و ضربه بالسياط و خرجت من السجن و هي كهله فاقده السمع و لا احد يدري ان كانت سرقت النقود حقا ام لا ! .

عقاب المفطر للغلبان لا للاعيان

في عهد السلطان ” الغوري ” قبض علي رجل و هو سكران في عز نهار رمضان ، فضرب بالمقارع و ” جرس ” في شوارع القاهره ، كما قبض علي رجلين و امراه يشربون الخمر في حديقه الازبكيه ، ففرت المراه ، و طيف بالرجلين في المدينه و هما يبكيان ، بينما عندما قبض علي مجموعه من الاورام و الجراكسه بنفس الفعل ، وقع السلطان في حرج لان بينهم ابناء الاعيان !

في عهد ” قايتباي ” ثارت عاصفه شديده ، و احترقت مناره المسجد الشريف و السقوف و الحيطان و الاعمده و الابواب من صاعقه رعديه ، و لم ينج سوي القبه الشريفه ، و ذهل مؤذن المسجد من هول ما راي و اصيب بالخرس ، و لم يلبث ساعه حتي مات .

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل