المحتوى الرئيسى

مقاومة الضفة.. أساليب جديدة تستمد وقودها من حرب غزة

07/11 15:53

علي الرغم من الانتقاد الواسع الذي تعرضت له الضفه الغربيه المحتله لحراكها دون المستوي المطلوب خلال الحرب الاخيره علي قطاع غزة، الا ان انقشاع غبار المعركه كان ايذانا ببدء مرحله جديده من المقاومه في الضفه، تاثرت بالحرب وتداعياتها وشكلت استجابه متدحرجه للاحداث.

وبنظره لعام بعد الحرب علي غزه لا يخفي للمراقبين والمتابعين حجم العمليات التي نفذت بالضفه والتي اخذت في غالبيتها شكل " العمليات الفرديه"، مع وجود عمليات جريئه لمجموعات منظمه كتلك التي اعلنت عنها مجموعات مروان القواسمه وعامر ابو عيشه في كتائب القسام واستهدفت مستوطنين قرب نابلس ورام الله.

وما يميز غالبيه العمليات في الضفه هو انها تمت بعيدا عن الفصائل والاطر التنظيميه، علما ان عددا لا يستهان به من منفذي العمليات الفرديه لهم ارتباطات تنظيميه شخصيه.

ويشير مراقبون الي ان حجم ونوعيه العمليات الفرديه خلال عام من الحرب علي غزه كشفت عن قضايا اساسيه، الاولي تتمثل في عمق روح المقاومه لدي الشعب الفلسطيني والتي عمل البعض علي اطفاء جذوتها ولكنها اخذت زخما جديدا بالحرب وتداعياتها.

والثاني مستوي الانهاك الذي وصلت له كافه التنظيمات في الضفه، والتي بدت عاجزه عن اخراج عمليات منظمه ونوعيه، فكان التعويض والنجاح للعمل الفردي، والفشل المريع للعمل التنظيمي.

والثالث يتمثل هشاشه المنظومه الامنيه الاسرائيليه والتي بدت عاجزه وباقرار رسمي عن التصدي لموجات العمليات الفرديه، واعتبرتها مشاكل بلا حل.

ولا يتسع تقرير لرصد عشرات العمليات الفدائيه الفرديه والمنظمه خلال عام من الحرب علي غزه، ولكن عمليات الدهس والطعن بالاسلحه البيضاء شكلت السمه الابرز لتلك الهجمات.

ومن ابرز تلك الهجمات: مهاجمه مركبه للمستوطنين قتل فيها مستوطنًا واصيب اخرين يوم الجمعه (19-6) في عمليه تبنتها كتائب القسام قرب مدخل مستوطنه دوليف علي الطريق الي رام الله.

وتشير روايه الاحتلال الي ان المنفذ لامس المركبه، وتحدث مع المستوطنين، سائلاً عن نبعه ماء في المنطقه، ثم اطلق النار علي اجسادهم، قبل ان يلوذ بالفرار في جراه كبيره اربكت الشاباك.

كما قتل مستوطن وجرح اربعه في (30-6-2015) حين هاجمت ذات الخليه مركبه مستوطنين قرب مستوطنه "شافوت راحيل" علي ذات الطريق التي تمت فيه عمليه مستوطنه "دوليف".

وكذلك تحتفظ الذاكره بعمليه اطلاق النار الشهيره علي الحاخام المتطرف "غليك" في البلده القديمه بالقدس من قبل الشهيد معتز حجازي في (29-10-2014) حين وقف الشهيد حجازي امام غليك وساله "هل انت غليك؟ فقال له: نعم، فقال له حجازي: "تصرفاتك لا تعجبني"، واطلق عليه النار، وتمكن من الانسحاب الي ان استشهد في اليوم التالي داخل منزله.

وعمليه الشهيد محمد جعابيص من حيّ جبل المكبّر، في اب الماضي، والذي اقدم علي قلب حافله اسرائيليه بجرافه كان يقودها، ما ادي الي اصابه سائق الحافله الاسرائيلي بجروح، اضافهً الي اربعه اخرين، قبل ان تُطلق الشرطه الاسرائيليه الرصاص عليه.

وبعد نحو 80 يومًا علي حادثه جعابيص، استشهد الشاب عبد الرحمن شلودي من بلده سلوان، بعدما اطلق حرّاس القطار الاسرائيلي النار عليه، اثر تنفيذه عمليه دهس بسيارته، ادت الي مقتل اسرائيليتين واصابه ثمانيه اخرين.

وكذلك عمليه الشهيد ابراهيم عكاري والتي قتل فيها مستوطنين وجرح عشره اخرون في  5-تموز -2014، وعمليه الكنيس الشهيره في 18-11-2014 والتي نفذها الشهيدان غسان وعدي  ابو جمل، وقتل فيها خمسه واصاله 11من كبار الحاخامات في "اسرائيل".

وكذلك طعن 16 مستوطنا في حافله دان  في جسر معاريف بتل ابيب نفذها الشاب حمزه متروك 22 سنه من  طولكرم، وكذلك في  6-3-2015 دهس شاب مقدسي هو  محمد محمود السلايمه (23 عامًا) من راس العامود في شرقي القدس 7 شرطيات من في  حي شمعون هتسك الاستيطاني.

وفي ذروه احتفالات الاسرائيليين بما يسمونه ذكري المحرقه اقدم شاب مقدسي علي قتل المستوطن شالوم شاركي واصاب المستوطنه شيلا كلاين في محطه الحافلات بالقدس بجراح خطره. 

وفي رمضان الجاري سجلت عده عمليات طعن منها عمليه الطعن التي نفذها الشاب ياسر طروه في باب العمود في القدس واصاب جنديين احدهما جراحه خطره.

ويري استاذ العلوم السياسيه في الجامعه العربيه الامريكيه الدكتور ايمن يوسف ان تصاعد العمليات الفرديه في الضفه له ارتباط وثيق بتداعيات الحرب الاخيره علي غزه، كما انها اثبتت انها متنفس للفلسطينيين في ظل الواقع الصعب.

واشار الي دلالات عده لتلك العمليات، الاولي انها ازعجت الاحتلال خاصه انها تمت باكثر من موقع، كما ان سلطات الاحتلال لم تتمكن من التصدي لها بالوقت المناسب واحدثت خسائر في صفوفه.

والدلاله الثانيه ان العمليات الفرديه اثبتت انها غير مرتبطه بشكل مباشر بالفصائل الفلسطينيه مما اعطاها مساحه اكبر للمناوره وساعد علي نجاحها وعدم احباطها من قبل الاحتلال.

والدلاله الثالثه استخدام السلاح الابيض في اكثر من عمليه، وهذا النوع من العمليات لا يتطلب الكثير من التخطيط وهو ما يقلل فرص كشفه من الاحتلال.

والدلاله الرابعه والاخيره ان العمليات الفرديه بالضفه اصبحت بديل العمل العسكري الجماعي في قطاع غزه، وتعتمد علي الاستنزاف بالضفه اكثر من انها مواجهه عاديه.

واشار الي ان العمليات في الضفه تشكل اختراقا ولكن ليس بالكبير ولا الجذري للمنظومه الامنيه الاسرائيليه، بحكم عدم القدره علي كشفها بالوقت الملائم؛ كما انها حققت حاله من الارباك والارتباك في صفوف المستوطنين بالضفه وهذا يسجل لصالح العمليات الفرديه.

ويؤكد استاذ العلوم السياسيه في جامعه النجاح الوطنيه الدكتور عبد الستار قاسم انه لا يوجد حاله ثوريه بالضفه، والعمليات الفرديه انما جاءت لسد فراغ احدثته الفصائل الفلسطينيه بسبب عدم ممارستها للمقاومه وتركت فراغ، والتاريخ يكره الفراغ، والافراد الان يقومون بواجب المقاومه لفشل التنظيمات.

وقدر قاسم ان العمل الفردي منفصل عن الاحداث السياسيه وتطوراتها بصوره عامه لكونه يعبر عن نزعه شخصيه لمواجهه الاحتلال ويتضح انه رده فعل افراد علي ممارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل