المحتوى الرئيسى

ليه كده يا أم أيمن؟!

07/11 09:51

ايها القارئ العزيز، "اوعي تفهمني صح"، وتظنّ ان هذا المقال عن السيده الاخوانيه الفاضله "أم أيمن"، التي دوّخت العقول بتصريحاتها ايام البرلمان الاخواني التعس، وحتي اليوم، والي ما شاء الله. فهناك سيده فاضله اخري من تراثنا الاسلامي تحمل الاسم نفسه: "ام ايمن". الا انني لن اخيّب ظنّك وسوف اتحدث عن "ام ايمنّا" الاخوانيه العزيزه، ولكن بعدما اقدّم لك "ام ايمن" التراثيه التي دوّنت سيرتَها كتبُ التراث العربي. هي الصحابيه التي عاصرت النبيّ عليه الصلاه والسلام، بل كانت حاضنتَه منذ طفولته ومُربيّته التي ورثها عن امّه كجاريه، ثم اعتقها حين تزوّج السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. فلازمته امّ ايمن طيله حياته حتي توفاه الله. وكان يقول عنها: "ام ايمن امي، بعد امي”. اسمها الكامل: بركه بنت ثعلبه الحبشيه. اسلمتْ مبكّرًا، فور اسلام السيده خديجه، فزوّجها النبيُّ في مكّه من عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له "ايمن" الذي قُتل يوم حُنين. ولما مات زوجها الاول، زوّجها النبيُّ من الصحابيّ زيد بن حارثه. ثم هاجرت مع المهاجرين الي المدينه. وفي غزوه اُحُد كانت تسقي المسلمين الماءَ وتداوي جرحاهم، وتذرُّ الترابَ في عيون الفارّين الخائفين، وتقول لواحدهم ساخرهً: "هاكَ المغزل، وهاتِ سيفَك".

ثم تمسك السيف وتدافع عن الرسول حينما راح بعض رجاله يفرّون من حوله. وحين مات الرسول عليه الصلاه والسلام رثته امُّ ايمن بما يشبه النظم الشعري ضعيف البناء، حيث قالت، كما ورد في كتاب "الطبقات الكبري" لابن سعد الزهري:

"عين جودي فان بذلك الدمع شفاء فاكثري من البكاء/ حين قالوا الرسول امسي فقيدًا ميتًا كان ذاك كل البلاء/ وابكيا خير من رزئناه في الدنيا ومن خصه بوحي السماء/ بدموع غزيره منك حتي يقضي الله فيك خير القضاء/ فلقد كان ما علمت وصولا ولقد جاء رحمه بالضياء/ ولقد كان بعد ذلك نورًا وسراجًا يضيء في الظلماء/ طيب العود والضريبه والمعدن والخيم خاتم الانبياء".

اما "ام ايمنّا" القياديه الاخوانيه البارزه التي نعرفها جميعًا، فتلك حدوته اخري.

ما الذي ذكّرني بها اليوم؟ وهل نسيتها لاتذكرها؟!

انما ارسل لي احد قرّائي تصريحاتها التي اطلقتها علي صفحتها بـ"تويتر" الاسبوع الماضي وابدت فيها فرحتها باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، ثم تشفيّها، شان بقيه اضرابها من الاخوان، في شهدائنا الابطال من جنود مصر الذين قضوا في حادث شمال سيناء الارهابي الخسيس. معقول؟! سبعه عشر جنديًّا شريفًا من ابناء قواتنا المسلحه النبلاء، مزقوا قلوب المصريين حزنًا، في حين ابهجوا قلب ام ايمن؟ لا اصدق!

وكعادتي في تقصّي الحقائق من مصادرها، وعدم اتّباع ثقافه "قالوا له"، دخلتُ من فوري علي حساب ام ايمن في تويتر لاقرا بنفسي، واعرف كيف يمكن لانسان ان يسعد بموت جنود من جيش بلاده! "ايخونُ انسانٌ بلادَه؟! ان خانَ معني ان يكونْ، فكيف يمكنُ ان يكونْ؟!" شكرًا بدر شاكر السيّاب.

اعودُ للعزيزه ام ايمن. وجدت حسابها في تويتر تعلوه صوره لبرلمان مصر الاخواني، فهذا مجدُها الافل. لكنني اكتشفتُ سرًّا خطيرًا وهو اخر ما كنتُ انتظره من ام ايمن! ام ايمن "عامله عليّ بلوك"!! "حظرتني” يعني باللغه الفصحي! بحيث لا اقدر ان اسعد بقراءه تغريداتها الغِرّيده المُغرّده. طَيب ليه كده يا ام ايمن؟! الم يكن بيننا عيش و"طوني خليفه"؟!

اتذكّر الان الحلقه التي جمعتني بالسيده ام ايمن، وكانت من اكثر حلقات برنامج "اجرا كلام" كوميديه ومرحًا. سالها طوني خليفه هل تتقبل ان يتزوج ابو ايمن عليها بامراه ثانيه؟ فقالت بحسم: "لا يستطيع. فلن يجد امراه مثلي”. تعجبني الثقه بالنفس من ام ايمن. وحين اخبرتها براي عرّابها وعرّاب الاخوان "حسن البنا" في تعدد الزوجات، فوجئتُ بانها لا تعرف شيئًا عن اراء هذا الرجل الذي يتبعونه حذوَ الحافر.

كتب حسن البنا في مجله "الاخوان المسلمون" العدد 13 سنه 1944: "ان خيرًا للمراه واقرب الي العداله الاجتماعيه والانصاف في المجتمع ان تستمتع كلُّ زوجه بربع رجل او ثلثه او نصفه من ان تستمتع زوجهٌ واحده برجل كامل والي جانبها واحده او اثنتان او ثلاث لا يجدن شيئًا"! بُهتَت ام ايمن حين قراتُ عليها ما سبق، ثم قالت من فورها: "ربنا محلل ده، هاتعترضي علي كلام ربنا؟" ونسيتْ هي انها من اعترض علي كلام ربنا قبل دقيقه، بحجه ان ابا ايمن لن يجد مثلها!!

واكتشفتُ ايضًا انها لا تعرف راي حسن البنا ليس في دخول المراه البرلمان، والعياذ بالله، بل في مجرد خروجها من بيتها للانتخاب! مجرد ان تُدلي بصوتها في صندوق انتخابات! اخبرتُها ان حسن البنا كتب في مجله "الاخوان المسلمون" عدد يوليو 1947: "منحُ المراه حقَّ الانتخاب، انما هو ثوره علي الاسلام وثوره علي الانسانيه"!!!

تُري ماذا كان سيقول حسن البنا ان علم ان ام ايمن دخلت البرلمان، بل ولها صفحه علي تويتر، بل وتعلق صوره البرلمان علي صفحتها ايضًا!

بُهتت ام ايمن من جديد، لكنها بررت تويترها وبرلمانيتها بانها: "نموذج المراه المصريه، ونموذج المراه العربيه، ونموذج المراه المسلمه".

لن اقول: حنانيكِ يا ام ايمن، فتواضعي قليلا لان مَن تواضعَ لله رفعَه. ولن اسالها كيف لنموذج المراه المصريه العربيه المسلمه ان تتشفي في مقتل جنودنا، ونائبنا العام محامي الشعب؟ ولن اسالها كيف تكون اخوانيه وتجهل كل اراء حسن البنا عرّابها وسيدها؟! انما ساسالها سؤالا واحدًا لا غير:

ليه؟ ليه كده يا ام ايمن؟!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل