المحتوى الرئيسى

"العميد" الجنتلمان رحل وترك السعودية والمنطقة في وقت عصيب

07/10 21:12

تترقب الرياض مساء غد السبت، 11 يوليو تموز، جنازه مهيبه لتشييع جثمان الامير سعود الفيصل، زعماء ورؤساء حكومات دول في انحاء عديده من العالم اعلنوا انهم سيشاركون في الجنازه التي يتوقع ان تكون علي غرار جنازه زعيم او رئيس دولة كبير.

ردود الفعل الواسعه حول وفاه الامير سعود الفيصل، مؤشر علي الحزن الذي خلفه فقدانه، وابعد من ذلك، عرفانا بالادوار التي لعبها الرجل في قياده ديبلوماسيه بلاده طيله اربعين عاما في منطقه شهدت اضطرابات وتحولات دراماتيكيه. فقد توفي الفيصل عن عمر ناهز 75 عاما، امضي اربعين منها علي راس الديبلوماسيه السعوديه، ليكون بذلك اكثر وزير خارجية في العالم تولي هذا المنصب. وقد وصفته صحيفه"الشرق الاوسط" السعوديه بـ"امير الديبلوماسيه السعوديه" في عهد اربعه ملوك، كما اطلقت عليه كبريات الصحف الاوروبيه والاميركيه والعربيه صفه "العميد".

وزير الخارجية الاميركي جون كيري في حديث مع الامير سعود الفيصل علي هامش مؤتمر القمه الخليجيه في 5 مارس اذار الماضي بالرياض

"حالتي الصحيه اشبه بحاله الامه العربيه"

"حالتي الصحيه اشبه بحاله الامه العربيه" واحده من اشهر التصريحات التي ادلي بها الامير سعود الفيصل وهو يلقي خطابا في نهايه شهر مارس اذار الماضي امام اعضاء مجلس الشورى السعودي، متحدثا عن متطلبات السياسه الخارجيه السعوديه في ظل حرب في اليمن والازمتين السوريه والعراقيه. وكان ذلك اياما قليله قبل اعفائه من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز.

رحل الامير سعود الفيصل وترك اوضاع العالم العربى في اسوء الاحوال، فبلاده تخوض حربا مفتوحه في اليمن ضد الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح. كما ان سوريا والعراق، تمزقهما حرب اهليه طاحنه، وليست ليبيا بافضل حال. وفي مصر "الشقيق العربي الاكبر" والحليف التقليدي للسعوديه تمر بفتره عصيبه.

قبل وفاته، كان الامير سعود الفيصل شاهدا علي المتغيرات الدراماتيكيه التي تشهدها المنطقه والتي لعبت فيها ديبلوماسيه بلاده بقيادته ادوارا حاسمه، فسوريا التي طالما ربطتها علاقات تحالف مع السعوديه تجتاز اسوا ازمه في تاريخها الحديث، ولم يعد ينفع معها صلاته الوثيقه مع زميله عميد الديبلوماسيه السوري وزير الخارجيه السابق فاروق الشرع، الذي يتولي منصب نائب الرئيس بشار الاسد. لا بل ان البلدين تحولا في خضم الازمه الحاليه الي عدوين متحاربين ولو بالوكاله، فقد كان الامير سعود من اشد مؤيدي تسليح المعارضه السوريه ضد نظام بشار الاسد. وكان الخلاف بين البلدين قد بلغ مداه قبل عشر سنوات عندما اغتيل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني المقرب من السعوديه، واتهمت الرياض المخابرات السوريه بالوقوف وراء عمليه الاغتيال.

وتشكل حرب اليمن اكثر مثال دال علي تدهور الاوضاع بالمنطقه وصعوبه المهمه التي تواجه خلف الامير سعود الفيصل، وجه الديبلوماسيه السعوديه الشاب عادل الجبير. ففي عهد الفصيل تقلبت الاحوال بين البلدين، وكان يتغلب في كل مره علي مصاعبها بالاعتماد علي تحالفاته مع شيوخ القبائل ومراكز النفوذ التقليديه في اليمن. لكن عِقد هذه السياسه انفرط، وكان الامير سعود الفيصل نفسه شاهدا عليه عند اعلان السعوديه قيام "عاصفه الحزم" لدعم الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي في مواجهه المتمردين الحوثيين والموالين للرئيس السابق صالح، ومن ورائهما ايران المنافس التقليدي للسعوديه في المنطقه.

لقاء بين وزير الخارجيه الالماني فرانك فالتر شتاينماير مع الامير سعود الفيصل في شهر اكتوبر 2014 بجده

صحيفه" هاراتس" الاسرائيليه، نعت وزير الخارجيه السعودي الراحل بعباره "رحل رجل ديبلوماسيه الكواليس". فقد كان لسعود الفيصل الذي تولي الوزاره سنه 1975 بعد اشهر قليله من اغتيال والده الملك فيصل، المعروف باسلوب دبلوماسيه الكواليس، دور اساسي في التاثير في مجريات الاحداث والنزاعات التي شهدتها المنطقه علي امتداد عقود من الزمن. حيث كان دوره اساسيا في التوصل الي اتفاق الطائف، وُقِع في مسقط راسه (الطائف)، بين الاطراف اللبنانيه لانهاء الحرب الاهليه في لبنان (1975-1990)، كما لعب دورا محوريا في حشد التاييد المالي والدبلوماسي للعراق بقياده الرئيس الراحل صدام حسين في حربه ضد ايران ما بين 1980 و1988. لكن سرعان ما تحولت العلاقه مع بغداد الي عداء، عندما غزا الجيش العراقي الكويت سنه 1991، وهبت السعوديه لاستضافه تحالف دولي بقياده اميركيه من اجل تحرير الكويت.

وبقدر ما لعبت بلاده دورا في دعم الدول العربية خلال حروبها مع اسرائيل سنوات 1967 و1973، كان للدبلوماسيه السعوديه مع حليفتها المصريه دور حاسم في توفير غطاء دبلوماسي عربي للمفاوضات التي خاضها الفلسطينيون مع اسرائيل وافضت لاتفاق اوسلو سنه 1993. كما لعبت الدبلوماسيه السعوديه بقيادته دورا قويا في التوسط بين المغرب والجزائر واقناع الراحلين ملك المغرب الحسن الثاني ورئيس الجزائر الشاذلي بن جديد بعقد قمه في منطقه زوج بغال الحدوديه برعايه الملك السعودي الراحل فهد بن العزيز، نتج عنها تطبيع في العلاقات الديبلوماسية بعد عقدين من التوتر الذي وصل الي حد المواجهات العسكريه في الصحراء الغربيه سنه 1976. ثم اثمر التقارب الجزائري المغربي نشاه اتحاد المغرب العربي في قمه زرالده بالجزائر سنه 1988.

Condolences on the passing away of HRH Prince #SaudAlFaisal, long-serving Foreign Minister & respected statesman #KSA pic.twitter.com/ox3gFxiT4y

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل