المحتوى الرئيسى

مقتل قيادي بالقاعدة في مالي.. مجرد "رأس صغيرة"

07/10 11:54

مقتل محمد علي اغ وادوسان، احد قاده تنظيم "القاعده في المغرب الاسلامي" الناشطين شمالي مالي، الاحد الماضي، علي يد القوات الفرنسيه المنتشره في المنطقه، والذي تداولته باسهاب وسائل الاعلام، ونال رضا باماكو، لا ينبغي ان يمنح قناعه بتحقيق النصر، لان ما حصل ليس سوي "وقوع حصي صغير من كثيب هائل" وسقوط لقيادات منفذه وليست مخططه، وفقا للخبير في الشؤون الامنيه في مالي عبد القادر درامي.

وادوسان، عضو تنظيم "القاعده في المغرب الاسلامي"، قتل خلال عمليه تفتيش قادتها قوات البعثه الفرنسيه في سلسلة جبال تيغارغار شمالي مالي، وخططت لها منذ فتره، بما ان هذا العنصر الارهابي كان معروفا لديها، ولم يكن امر القضاء عليه سوي مساله وقت لا اكثر.

ووادوسان هو من اختطف، مع شريكه هيبه اغ الشريف، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، الفرنسيين سيرج لازاريفيتش وفيليب فيردون، وقد تمكّنت قوات العمليه الفرنسيه "سرفال" من القبض عليه، بعد ذلك باسابيع، غير انّه تمكّن من الفرار من السجن المركزي في باماكو، في يونيو/ حزيران 2014، اثر قتله لحارس السجن كولا سوفارا.

 شهر اثر ذلك، القت القوات الخاصة للامن في مالي القبض علي وادوسان، لتتم مقايضته مع 3 من رفاقه، باخر الرهائن الفرنسيه في الساحل الافريقي، وهو سيرج لازاريفيتش، في التاسع من ديسمبر/ كانون الاول 2014.

تسلسل درامي للاحداث، اخرج الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا عن صمته، ليصرح غاضبا انّ "هذا الذي تجرّا علي اختطاف مواطن فرنسي في بلدنا، وقتل حارس سجن اثناء هروبه في يونيو/ حزيران 2014، لن ينجو ابدا بفعلته، ولو كنت مكانه، لفضلت البقاء في السجن".

مقتل عضو تنظيم "القاعده في المغرب الاسلامي"، لقي ترحابا كبيرا من الراي العام في مالي، حتي انّ الكثيرون قالوا بان "العداله انصفت اخيرا ارمله كولا سوفارا وابنائها الايتام". غير انّ مشاعر الفرح بالقضاء علي احد عناصر هذا التنظيم لا ينبغي، بحسب الخبير عبد القادر درامي، ان تمنح قناعه راسخه بنصر قريب، فصحيح انّ وادوسان كان من العناصر المطلوبه من قبل القوات الفرنسيه، الا انّه يظلّ مع ذلك مجرّد منفّذ لعمليات تنظيمه، وراسا صغيره ضمن قياداتها لا غير.

 درامي، المستشار المستقل في الشؤون الامنيه بالساحل الافريقي والصحراء، قال موضحا الجزئيه الاخيره: "وادوسان وشركاؤه هم مجرّد رؤوس ضغيره، ومرتزقه مكلّفون بالمهام الوضيعه، مثل اختطاف الغربيين، والقاعده في المغرب الاسلامي لم يشترط الافراج عنهم الا من منطلق خوفه من خيانتهم للتنظيم"، مشيرا الي انّ وادوسان "لا يمتلك مواصفات قاده الكتائب، او وزن إياد أغ غالي (قائد من الطوارق، ومؤسس جماعه انصار الدين المسلّحه والناشطه شمالي مالي)، ولهذا السبب، فانّ موته لا يعتبر فارقا في الحرب ضدّ الشبكات الارهابيه في مالي".

وفي تصريح هاتفي للاناضول، قال احد ضباط المخابرات في مالي، مفضلا عدم الكشف عن هويته، انه "كان من الحكمه اكثر القبض علي هذا الارهابي، والابقاء عليه قيد الحياه بغرض سحب معلومات هامه منه، تمكّن من تصفيه الرؤوس الكبيره للارهاب"، لافتا الي انّ "شهاده وادوسان كانت، بلا شكّ، ستمكّن من فهم افضل للتنظيم الذي ينتمي اليه، من حيث رجاله ووسائله اللوجستيه، وربما حتي عملياته المستقبليه التي يخطط لتنفيذها".

اما درامي، فعاد ليقول انّ "مقتل وادوسان لا يعتبر انجازا، طالما ان الشبكات الارهابيه لازالت تعزّز صفوفها انطلاقا من معسكرات التدريب في ليبيا، ما يعني انه طالما بقي البلد الاخير في حاله الفوضي التي يشهدها، فسيكون من غير الواقعي الحديث او التطلّع الي القضاء علي الشبكات الاجراميه شمالي مالي، ان لم نقل في منطقه الساحل والصحراء باكملها".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل