"الصوامة القوامة".. حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها

كانت حفصه زوجه صالحه للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي، الذي كان من اصحاب الهجرتين، هاجر الي الحبشه مع المهاجرين الاولين اليها فرارًا بدينه، ثم الي المدينة نصره لنبيه "صلي الله عليه وسلم"، وشهد بدرًا اولاً ثم شهد احدًا، وتوفي اثر جراحه، وترك من ورائه زوجته حفصه بنت عمر، فترملت ولها 20 سنه، ما جعل عمر بن الخطاب حزين لابنته الشابه، واوجعه ان يري ملامح الترمل تغتال شبابها، وهي التي كانت في حياه زوجها تنعم بالسعاده الزوجيه، فاخذ يفكر بعد انقضاء عدتها في امرها من سيكون زوجًا لابنته.

مرت الايام وما من خاطب تقدم لها، وهو لا يعلم ان النبي صلي الله عليه وسلم اخذت من اهتمامه، فاسر الي أبي بكر الصديق انه يريد خطبتها، وانتظر عمر ان يتقدم لها خاطب وتطاولت الايام عليه وابنته الشابه يؤلمها الترمل فعرضها علي ابي بكر الصديق فلم يجبه بشيء، ثم عرضها علي عثمان فقال: "بدا لي اليوم الا اتزوج".

وشكا حاله الي النبي، فقال "يتزوج حفصه من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصه"؟.

وعمر لا يدري قول النبي لما به من هموم لابنته، ثم خطبها النبي ونال عمر شرف مصاهره النبي بزواجه من حفصه، وزوج رسول الله عثمان بابنته ام كلثوم بعد وفاه اختها روقيه.

حظيت حفصه بنت عمر بن الخطاب، بالشرف الرفيع التي حظيت به عائشة بنت ابي بكر الصديق، وتبوات المنزله الكريمه من بين امهات المؤمنين.

كانت حفصه تتمتع بالعديد من الصفات الحميده فكانت، الصوامه، القوامه تلك شهاده صادقه من امين الوحي "جبريل عليه السلام.. وبشاره محققه: انها زوجتك يا رسول الله في الجنه".

ووعت حفصه، مواعظ الله حق الوعي، وتادبت باداب كتابه الكريم حق التاديب، وعكفت علي المصحف تلاوه وتدبرًا وتفهمًا وتاملاً ما اثار انتباه ابيها عمر بن الخظاب الي عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالي ما جعله يوصي بالمصحف الشريف المكتوب في عهد ابي بكر الصديق بعد وفاه النبي.

بعد وفاه النبي محمد، لزمت حفصه بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوي في حدثين هامين، الاول بعد حروب الرده، وما اصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظه القران، قرر ابو بكر جمع القران بمشوره من عمر بن الخطاب، فامر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند ابي بكر حتي وفاته، ثم صار عند عمر.

وبعد وفاه عمر، صار هذا المصحف في حوزه حفصه. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول ايها اصح، فارسل عثمان الي حفصه يطلب المصحف لينسخ منه عددًا من النسخ، والثاني لما ارادت عائشه الخروج الي البصره اثر الفتنه التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصه بالخروج معها، الا ان اخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج.