المحتوى الرئيسى

بالصور| "أبو النجاة".. فنان تلقائي من "فوة" بكفر الشيخ حول منزله لمتحف

07/09 03:15

بشرته السمراء.. تعلوها زبيبه دليل تدينه.. بيده ادوات حديديه بسيطه، مبرد صغير او "اجنه" يقف علي صنعها بنفسه عند الحداد، ينحت بها الصخر ليخرج لنا اشكالا رائعه جميله، ومقتنيات تمتزج بالماضي والحاضر، من رمسيس الثاني للشيخ الشعراوي لاليات حربيه، من طائرات ودبابات وجرار حديث بمحراث واخر بلدي يجره الثيران.

من صنع يد "محمد ابو النجاه سيد احمد سلام"، ذلك الرجل السبيعيني من العمر فهو من مواليد عام 1935، ابن مدينه فوه بكفر الشيخ علي ضفاف النيل، التي لم تقتصر انها ثالث مدن الاثار الاسلاميه، كما لم تقتصر المحافظه علي اثارها المكدسه بالمخازن، او الملقاه في العراء، ولكن بها هذا الرجل، الذي حول منزله الريفي البسيط رغم ضيقه لمتحف لما تنحته يداه، يقتطع جزء كبير من وقته، ليمارس هوايته، ليجلس في خلوته، ينحت في الصخر، وفي الاوقات الاخري يعمل في فك بقايا الصوف لبيعه مره اخري لمصانع السجاد في فوه، يقتات منه لعدم قدرته علي العمل اجيرًا باليوميه بالاراضي الزراعيه، لانه لم يعد يقدر علي الفلاحه، لاعتلال صحته فلا ارضًا تاويه ولا وظيفه يعيش منها.

علي ضفاف نيل رشيد، بقريه "فؤاد رجب"، تربي الفنان التلقائي محمد ابو النجاه، وتعلم من الطبيعه، حيث النيل وتاريخ الفراعنه، فكان يراقب اجداده، ينتظر اليوم الذي تعرض فيه اعماله، رافضا تكريمه بعد مماته مثل الموسيقار سيد درويش.

يسكن فنانا في قريه نائيه، طرقها غير ممهده الا القليل منها، مهنتهم التي لا يعرفون غيرها هي الزراعه وتربيه المواشي، والقليل منهم يعمل بمصانع السجاد والكليم في فوه التي اوشكت علي الاندثار.

في منزله الريفي البسيط جدا، يقبع "ابو النجاه"، الذي تعلم القراءه والكتابه من تلقاء نفسه، معتمدا علي سماع وقراءه القران الكريم بين ما نحتته يداه من تماثيل قديمه وحديثه، واليات عسكريه لم يرها الا في السماء او التلفزيون، او يحاكي الالات الزراعيه في بيئته، مؤكدا انه منذ صغره وكانت هوايته هي تجسيد الطبيعه من اشخاص وحيوانات والات زراعيه وغيرها، معتمدا علي خامات الطين ثم تطور الامر لاستخدام الاحجار البيضاء والرخام والجرانيت والفحم والرصاص.

قابلنا بابتسامه عريضه، رغم ما يحمله من هموم، امسك بـ"ناي"، صنعه من البوص، لينشد الحانًا حزينه، وكانه يحكي قصته، ويبكي حاله، والاهمال الذي لحق بفنه، الذي يعتبر نفسه متفردا به، فلا الدوله سمعت عنه، كما انه تعرض لحالات "نصب" متعدده، فسرقت بعض محتوياته بحجه عرضها علي المحافظ او غيره.

وعن اعماله قال "ابو النجاه"، اول اعمالي كان تمثالا للرئيس جمال عبدالناصر، اثناء افتتاحه للسد العالي ثم نحت تماثيل لشخصيات مشهوره منها، الزعماء سعد زغلول، وجمال عبدالناصر، وانو السادات، والجندي المجهول، والسيده ام كلثوم، وجسد سياسه الرئيس السابق حسني مبارك من خلال عمل "الحرب والسلام"، مضيفا "التقيت السيده ام كلثوم عام 1967 في احدي حفلاتها بمدينه دمنهور بمحافظه البحيره، واهديتها تمثالا صنعته لها، فاهدتني هديه، وامر المحافظ وجيه اباظه وقتها بمقابلتي في اليوم التالي ولكنني فشلت لانني ارتدي جلبابا"، مضيفا "توجهت للتلفزيون المصري باعمالي ولكنهم كانوا يقابلونني بالاستهزاء والاستهجان، وكثير من اعمالي ضاعت او كسرت".

واشار "ابو النجاه"،: "التقيت الفنان فاروق حسني وزير الثقافه الاسبق، في احدي زياراته للمحافظه، فاثني علي فني، هو والمستشار محمود ابو الليل، عليه رحمه الله، ولكن الوزير لم يهتم، وجمله ما حصلت عليه من مكافات هي 190 جنيها، انفقت ضعفهم حتي حصلت عليها".

واضاف "ابو النجاه": "توجهت باعمالي للشؤون المعنويه لاعرض اعمالي في احدي حفلات انتصار سيناء، فتم تكريمي معنويا، اما مجلس مدينه فوه استولي علي محتوياتي ولم احصل عليها حتي الان، واطالب الدكتور اسامه حمدي المحافظ الحالي بالتحقيق في الامر"، مؤكدا انه تعرض لعمليه نصب من احدي السيدات بمدينه فوه بحجه منح تمثالين لـ"رمسيس الثاني"، و"توت عنخ امون" من البازلت هديه لاحد المحافظين، وتوجهت له فاخبرني شخصيا انه لم ير هذه التماثيل فحررت محضرا بالشرطه، ومذكره للمجلس القومي لحقوق الانسان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل