المحتوى الرئيسى

مترجم: داعش تهدد حماس في غزة .. هذا خبر مخيف - ساسة بوست

07/09 12:08

منذ 1 دقيقه، 9 يوليو,2015

كشف تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عن مخططاته بشان الأراضي الفلسطينية في قطاع غزه. “سيتم فرض حكم الشريعه علي غزه” هذا ما اعلنه احد مقاتلي داعش في شريط فيديو مؤخرًا.

يعني ذلك ملاحقه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التنظيم الاسلامي العنيف الذي يسيطر علي الاراضي الفلسطينيه. يقول ابو اين الانصاري، المتحدث باسم الفصائل الفلسطينيه التي تعهدت بالبيعه لداعش، لصحيفه نيويورك تايمز، “لكننا سنبقي مثل شوكه في حلق حماس، وشوكه في حلق اسرائيل”.

يبدو طموح داعش في نهاية المطاف هو الاطاحه بحكم حماس. تهديد تدعمه القوه: ما يصل الي 12 من الهجمات استهدفت حماس في غزه هذا العام، وفقًا للنيويورك تايمز، جاءت تلك الهجمات من قبل مسلحين اعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدوله.

ياتي ذلك في وقت خطير لقطاع غزه. تم ضرب حماس خلال حرب عام 2014 مع اسرائيل. بعد ان فشلت في الاساس باعتبارها هيئه اداريه، باتت الحركه، الي حد ما، عرضه للخطر. وباتت داعش، مع احدي التنظيمات التابعه لها في مصر، في وضع جيد لمناجزه حماس  للسيطره علي قطاع غزه.

ليس لدي داعش اي فرصه بالفعل لاسقاط حماس. وليس من الواضح ما اذا كانت ستحاول ذلك، ولكن حتي احتمال حدوث مثل هذا الصراع يخلف مزيدًا من التوتر وعدم الاستقرار في منطقه تعاني بالفعل اوضاعًا صعبه، ناهيك عما قد يسببه ذلك من الكثير من الالم لسكان غزه واستفزاز اسرائيل.

تبدو رغبه المقاتلين التابعين لتنظيم داعش في تحدي حماس في غزه امرًا منطقيًا. فكريًا، تعتبر داعش نفسها الحكومه الاسلاميه الوحيده الحقيقيه في العالم. حتي تنظيم القاعدة ليس متشددًا بما فيه الكفايه بالنسبه لهم. يجب علي جميع التنظيمات الاخري مبايعه داعش، او يتم تدميرها. حماس، باعتبارها جماعه مسلحه بديله، هي تهديد ايديولوجي.

لا تمتلك داعش العضلات للذهاب بعيدًا في العالم الإسلامي. ولكنها في موقف اقوي مما تظن في غزه: سواء كان ذلك بسبب مشاكل حماس اوارتفاع قوه داعش المتصاعده.

يري سكان غزه علي نحو متزايد حماس بانها فاشله. واظهر استطلاع اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسيه والمسحيه في شهر يونيو الماضي ان نصف سكان غزه يفكرون في الهجره. لم تجلب حروب حماس الثلاثه الماضيه مع اسرائيل شيئًا سوي المعاناه لغزه، وفشلت في كسر القيود شبه الكامله التي تفرضها اسرائيل علي حركه البضائع والاشخاص الي اراضيها.

لكن حركه فتح، حزب السلطه الفلسطينيه الفاسد والمستبد نوعًا ما، التي تسيطر علي الضفه الغربيه، لا تحظي بالشعبيه الكافيه ايضًا. الفلسطينيون ليس لديهم حقًا الخيارات السياسيه الجيده. يخلق ذلك فرصه لداعش؛ المجموعه القاتله والملعونه علي نطاق واسع لن تكون موضع ترحيب في غزه باذرع مفتوحه، بطبيعه الحال، ولكن كل ما تحتاجه هو ما يكفي من الشبان الغاضبين الساخطين الذين يمكن تجنيدهم من قبل التنظيم.

علي حد سواء، “القوميه العلمانيه” لفتح و”القوميه الاسلاميه لحماس جنحا ارضًا” هكذا يقول حسين ايبش، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي.

يمنح ذلك فرصه لداعش: ضاق الفلسطينيون، وخاصه جيل الشباب، ذرعًا بقادتهم الحاليين ويبحثون عن شيء جديد.  وبحسب ما ذكره دافيد روس، وهو زميل بارز في مؤسسه الدفاع عن الديمقراطيات، فانه “اذا نجحت داعش في تعبئه شباب غزه، فان تنظيم الدوله كحركه شبابيه يمكن ان يكون له تاثير”.

وحده، لن يجعل عدم الرضا هذا من داعش تهديدًا كبيرً؛ ليس من المرجح ان تنضم اعداد كافيه من الفلسطينيين لتنظيم الدوله. غير ان هناك عامل اخر: وجود داعش في شبه جزيره سيناء، فقط الي الغرب من قطاع غزه.

سيناء هي ارض مصريه، ولكن بالكاد تخضع للسيطره المصريه في بعض الاماكن، وتعد ملاذًا لكثير من الجماعات المسلحه، بما في ذلك احدي التنظيمات التابعه لداعش، والتي تسمي ولايه سيناء. مؤخرًا، هاجمت ولايه سيناء المواقع العسكريه المصريه في المنطقه، مما اسفر عن مقتل العشرات في محاوله للسيطره علي قطع صغيره من الاراضي.

ينقسم الخطر علي قطاع غزه الي شقين. فداعش يمكنها ان ترسل بعض عناصرها الخاصه من الحدود المصريه، وتنشئ خليه ارهابيه وتكثف من عمليات التجنيد. او يمكنها ان تقنع واحده من المجموعه المتطرفه الصغيره في قطاع غزه بعبور الحدود ومبايعه داعش – ومن ثم تتحول في نهايه المطاف ضد حماس.

لن تكون داعش اول مجموعه جهاديه متطرفه في غزه تتحدي حماس، وجميعها باءت بالفشل. وكما يقول دافيد روس، فان “المشكله لـ(الجهاديين) هي ان حماس لديها اجهزه امنيه قويه.” علي الرغم من المشاكل السياسيه التي تعاني منها الحركه، لا تزال حماس تؤدي بنجاح علي صعيد حفظ الامن.

ولهذا السبب، يعتقد دافيد، ان داعش ليس لديها اي فرصه لاسقاط حماس في الواقع، وتحويل غزه الي اقليم غربي لتنظيم الدوله. ولكن هذا لا يعني انها لا يمكن ان تقدم الكثير من المتاعب. فداعش يمكنها خلق حاله من الفوضي في غزه، كما يمكنها ان تلحق ضررًا بالفلسطينيين ومعاداه اسرائيل.

يمكن لداعش ايضًا دفع حماس الي سياسه اكثر تشددًا. في الوقت الراهن، القياده السياسيه لحركه حماس ليست مهتمه حقًا بمواجهه مفتوحه مع اسرائيل. لكن جناحها العسكري، بشكل عام، اكثر عدوانيه، ورسالته العامه والايديولوجيه تركز علي “المقاومه” ضد اسرائيل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل