المسجد العمري منارة علم الغزيين

من وسط المباني السكنيه المكتظه وخلف المحال التجاريه المرتصه في مدينة غزة تبزغ مئذنه الجامع العمري الكبير شامخه شموخ المسجد الاثري الذي يحرص الكثير من اهالي مدينه غزه علي قيام ليالي العشر الأواخر من رمضان في باحته لما يتمتع به من مكانه في نفوس الغزيين.

ويعد الجامع العمري الكبير من اقدم مساجد مدينه غزه علي الاطلاق، اذ يمتد تاريخه الي حوالي 900 عام، ويقع علي مساحه 4100 متر في حي الدرج وسط مدينه غزه، وتحول من معبد وثني الي كنيسه مسيحيه ثم مسجد يحمل اسم العمري نسبه الي الخليفة عمر بن الخطاب.

ومع دخول الفتح الإسلامي في بدايه القرن الخامس الميلادي بدا المسلمون يقيمون جميع صلواتهم في المسجد، وبعد الحرب الصليبية اعيد الي كنيسه، وعندما فتح صلاح الدين الأيوبي غزه عام 1197 اعادها الي جامع وبقي الي اليوم تقام فيه الصلوات والمناسبات الدينيه والوطنيه، وفقا لما يؤكده المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض.

ويوضح المبيض للجزيره نت ان المسجد ارتبط بالعديد من المواقف التاريخيه الهامه عبر التاريخ، فكان منبع الاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت ضد الاحتلال البريطاني في تلك الفتره، وفي العام 1932 ميلاديه قامت القوات البريطانيه باقتحامه ما ادي الي استشهاد عدد من المحتجين واصابه عدد اخر.

وعلي الصعيد المعماري، يوضح محمود البلعاوي، مساعد مدير مركز ايوان للتراث المعماري بالجامعة الإسلامية بغزة، ان المسجد تميز بالشكل "الباذلكي" القديم الرائع الذي يعكس في جماله وروعته بداعه الفن المعماري القديم، اضافه الي مكتبته التي تحوي العديد من المخطوطات في مختلف العلوم والفنون.

وما ان تطا قدماك المسجد حتي تجد نفسك امام لوحه معماريه فنيه، تكاد تجمع كل تفاصيل العماره الاسلاميه من خلال القباب العاليه والاروقه المنتشره، والزخارف الرائعه التي تدل علي عظمه البناء وفخامته والعقود المدببه المحموله علي الدعامات المستطيله والاعمده الرخاميه، علاوه علي محراب رخامي مزخرف ومنبر رخامي.

ووفقا للبلعاوي شهد المسجد العديد من الترميمات والاضافات كان اولها في العصر المملوكي علي يد حسام الدين لاجين، بعد تحرير فلسطين من الصليبيين، حيث اضيفت المئذنه التي تعلو الباب الشرقي.

واوضح ايضا ان المسجد توسع في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون في القرن الخامس عشر من جهه قبلته وذلك باضافه رواق كبير وفتح باب يطل علي سوق القيساريه".

وتوالت الترميمات في عهد المجلس الاسلامي الاعلي حين اعيد بناء المئذنه وسطح الجامع بعد الدمار التي خلفته الحرب العالميه الاولي، واخر الترميمات الشامله للمسجد بدات في العام 2000 وتشارف في هذه الايام علي الانتهاء، ليظهر المسجد بحله بهيه تتناسب مع قيمته التاريخيه.