المحتوى الرئيسى

مكتبة الإسكندرية تُصدر كتاب «العائلة المناوية» في إطار سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة

07/08 06:23

صدر عن مكتبه الاسكندريه كتاب "العائله المناويه"، وهو الاصدار السادس عشر في سلسله "ذاكره مصر المعاصره".

الكتاب من تاليف الدكتور محمود فوزي المناوي، ويقدم من خلاله الموروث الذي حصده من ذكريات العائله المناويه التي يعد من ابرز مشاهيرها العلاَّمه الامام الشيخ عبد الرؤوف المناوي.

ويتضمن الكتاب التذكاري للاسره المناويه مجموعه من التراجم لعلماء الاسره المناويه الذين وردت تراجمهم في كتابات الشيخ عبد الرؤوف المناوي، ومنهم: قطب الدين مخلوف المناوي، واحمد بن قطب الدين مخلوف، وشرف الدين يحيي بن محمد المناوي، وزين العابدين ابن عبد الرؤوف المناوي.

ويلي ذلك ما كتب عن الشيخ عبد الرؤوف نفسه، ثم يتبع ذلك نبذ مختاره من بعض كتبه.

ويقول الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبه الاسكندريه، في مقدمه الكتاب، ان المكتبه بدات مشروع ذاكره مصر المعاصره كمشروع طموح لتوثيق وارشفه تاريخ مصر علي عده مستويات ابرزها موقع ذاكره مصر المعاصره علي شبكه الانترنت، موضحًا ان المكتبه تبنت عددًا من البرامج البحثيه، منها مشروع العائلات المصريه الذي انجزت منه توثيق عائله بطرس غالي، والعائله السليميه، وعائله النقراشي.

واوضح ان فلسفه مكتبه الاسكندريه تقوم علي خدمه تاريخ مصر والمصريين، ولذلك رات المكتبه في العائله المناويه عائله واسعه حفلت عبر تاريخها الممتد بتفاعلات الوطن علي الاصعده السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه والعلميه والثقافيه.

ويجسد المؤلف هذه كله، فهو طبيب حاذق يُدرِّس الطب في كليه طب القصر العيني، ويؤرخ لطب القصر العيني حتي عده الكثيرون مؤرخه المعاصر، وهو مثقف له العديد من الاهتمامات، وبذل جهودًا عظيمه في الحفاظ علي تراث مصر.

ويقول الدكتور محمود فوزي المناوي انه عندما يجري الحديث عن اعلام عائله المناوي، فان المقصود هنا العائله التي يعد العلاَّمه الامام الشيخ عبد الرؤوف المناوي ابرز مشاهيرها، ولا يعـني ذلك انها خـلت مـن الافـذاذ النابهين، بل انها حظـيت - علي مدي عـده قـرون - بعدد من المرموقين في مجالات التصوف والفقه والقضاء، وفي مقدمتهم: الفقيه والقاضي: شـرف الدين يحيي المناوي، الذي ولد في اواخر القرن الثامن الهجري، وقضي نحبه في اوائل العقد الثامن من القرن التاسع، حيث عاش في الفتره ما بين سنه 798هـ وسنه 871 هـ، وترقي في مدارج المناصب، وفي طبقات الفقهاء، حتي صار كبير القضاه (قاضي القضاه)، وكبير فقهاء الشافعيه في عصره.

ويلاحظ ان الشيخ عبد الرؤوف المناوي؛ قد عني بالترجمه لاعلام اسرته المناويه، في كتابيه عن طبقات الصوفيه: الكتاب الأول بعنوان: «الكواكب الدريه في تراجم الساده الصوفيه»، والمسمي بـ «الطبقات الكبري». والكتاب الثاني بعنوان: «ارغام اولياء الشيطان بذكر مناقب اولياء الرحمن»، والمسمي بـ «الطبقات الصغري». وقد حقق هذين الكتابين: الاستاذ محمد اديب الجادر، ومنهما نقلت الماده الخاصه ببعض اعلام العائله المناويه.

ويؤكد المؤلف ان المكانه العلميه الرفيعه، والشهره المستفيضه للشيخ عبد الرؤوف المناوي، كانت من اسباب الحظوه التي نالها من الباحثين قديمًا وحديثًا، فصار هو العلم الفرد علي سلاله بعينها، من اسره معينه، ممن تنسب اصولهم الي بلده «المنيا» «او منيه بن خصيب»، كما كانت تعرف ابّان القرون الماضيه.

وقد استند المؤلف في كتابه علي بعض الاثار العلميه التي تعرّف ببعض علماء هذه السلسله الطيبه، وبعض مخطوطات تنسب الي اعلامها، وكذلك علي بيانات عن مؤلفاتهم، وعلي الاخص قوائم مؤلفات الشيخ عبد الرؤوف، ومنها ثبت مؤلفاته المسجله بدار الكتب المصريه، وثبت اخر مسجل في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الاسلاميه.

يقع الكتاب في 161 صفحه، وهو يضم ثلاثه فصول؛ وهي: اعلام عائله المناوي في كتابات الشيخ عبد الرؤوف المناوي، والعلامه الشيخ عبد الرؤوف المناوي باقلام عارفيه من القدماء والمحدثين، ونبذ مستخلصه من مؤلفاته.

وفي الفصل الاول الذي يتناول اعلام عائله المناوي في كتابات الشيخ عبد الرؤوف المناوي، يقول المناوي عن قطب الدين مخلوف المناوي: ابن شيخ الباطن والظاهر عبد السلام الحدادي ثم المناوي الشافعي، جد جدنا قاضي القضاه وشيخ الإسلام يحيي المناوي.

كان من كبار العارفين والاولياء المتقين. اخذ الطريق عن ابائه، وغيرهم، وجد واجتهد حتي عكف الناس عليه، وقُصِد من الافاق، وشهد له الخاصه والعامه بكمال الاستحقاق. ولد بالمغرب، ونشا به بقريه تسمي «حداده» من اعمال تونس، ثم تحول في اخر عمره الي «منيه بني خصيم» بصعيد مصر، بصحبه والده فقطنها، وتصدي للتسليك، وانتفع الناس به، وهرعوا اليه من كل جانب حتي صارت جماعته نحو سبعه عشر الفًا. مات في اواخر القرن الثامن، ودفن بناحيه «هُوّ» بالصعيد الاقصي.

اما عن احمد بن قطب الدين مخلوف، فيقول المناوي: "جد جدنا قاضي القضاه شيخ الاسلام يحيي المناوي، من الصوفيه الاخيار، العارفين الكبار. ولد بحدّاده، قريه من اعمال تونس، ونشا بها، فتصدي للتسليك، وقُصد لذلك من الاقطار الشاسعه والبلاد النائيه، ثم تحول منها الي «مُنيَه بني خصيم» بصعيد مصر. وسبب خروجه منها انه لما كثرت اتباعه، وبلغت نحو اربعين الفًا تخوف سلطـان تونس منه، فاحتال علي اخراجه من بلاده، ثم لما قدم المُنْيَه استوطنها، وحصل لاهلها به ارتفاق ونفع، واقام عند جامعها القبلي في زاويه انشاها، فضاقت عنه، فتحول الي الجامع".

ويتحدث المناوي عن شرف الدين يحيي بن محمد المناوي، شَيــخُ مشايخ الاسلام، قُطبُ فَلَك الائمَّه الاعلام، الناسك، الخاشع، الورع، الزاهد، الصوفي، العارف، فقيه المذهب علي الاطلاق، حبر المحققين بلا شقاق، قاضي القضاه، شرف الدين ابو زكريا ابن القاضي سعد الدين بن الشيخ العارف. كان من قضاه العدل، وائمه الهدي، وحكام الحق الذين تساوي عندهم في القضاء الاحبه والعدا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل