المحتوى الرئيسى

«في ظروف غامضة»: قماشة الدراما السوريّة الأصليّة

07/08 00:51

في زحمه الاعمال الرمضانيّه، وفي وقت استسلم بعض صنّاع الدراما السوريّه الي لعبه الابهار الفارغ علي حساب المضمون، يقدّم مسلسل «في ظروف غامضه» تجربه متفرّده، من خلال قصّه بسيطه تغوص في اعماق الحياه الانسانيه والعلاقات المتشابكه في زمن الحرب.

العمل من تاليف فادي قوشقجي، واخراج المثني صبح، وبطوله سلوم حداد، ونسرين طافش، ونادين خوري، وميلاد يوسف، وندين تحسين بيك، ووفاء موصللي، وسحر فوزي، وجلال شموط.

يعيدنا العمل الي ما يمكن وصفه بزمن الدراما السوريّه الجميل، علي وقع هادئ ومتزن، وضمن قالب تشويقي افتقدته الدراما السوريه بعد اندلاع الحرب، ولجوء الكثير من صنّاعها الي مواكبه الحدث والاثار الناجمه عنه.

كان من المقرر تاجيل المسلسل الي ما بعد السباق الرمضاني، قبل ان تقرِّر شركه «سما الفن» الخوض به في السباق، ويحكي قصه دارين (نسرين طافش) التي فقدت عائلتها اثر جريمه بشعه، مع قيام شقيقها بقتل اهله قبل الانتحار. تبحث دارين عن اسباب الجريمه ودوافعها، ما يكشف لها الكثير من خبايا عائلتها وعلاقاتها. تعيد البطله تركيب المشاهد تدريجيّاً، وفق نسق درامي متشابك ومترابط.

النضج الفنّي الذي يقدّم فيه العمل من جهه، وخروجه عن مالوف رمضان هذا العام من جهه ثانيه، عاملان مهمان ساهما بتفرد العمل، خصوصاً ان نجمته نسرين طافش اتقنت دورها بشكل كبير، وابتعدت بادائها عن الاسفاف، واقتربت بشكل كبير من تقديم صوره متكامله لفتاه يفتتح العمل بها مصابه بمرض نفسي، تبدا بالشفاء منه تدريجياً مع استمرار الحلقات وتكشّف الحقائق.

العمل ممتلئ بالابعاد الانسانيه، ومنكّه بنقاشات وحوارات عميقه يتولي زمامها الفنان القدير سلوم حداد (عمّ دارين في المسلسل)، وذلك ما يتقنه كاتب العمل فادي قوشقجي صاحب و «تعب المشوار» (2011؛ سيف الدين السبيعي)، و«عن الخوف والعزله» (2009؛ سيف الدين السبيعي)، و«علي طول الايّام» (2006؛ حاتم علي).

مخرج العمل المثني صبح، الذي كان له تعاون سابق مع قوشقجي في مسلسل «ليس سرابا» في العام 2008، يخوض في هذا العمل تحديّاً جديداً، لناحيه انه يقيم عملا كلاسيكيا بنجم منفرد، الا انه تمكن من اعاده تشريح العمل وابعاد شبح «الستار» الوحيد، عن طريق خلق مزيج توزعت خلاله ادوار البطوله بين مختلف نجوم العمل.

لم يحظَ «في ظروف غامضه» بعمليه تسويق ضخمه، ولم يعتمد علي شاره لمغن مشهور، كذلك انشغلت الشركه المنتجه بشكل كبير في تسويق عملها الاخر «العرّاب»، ما ابعد المسلسل بالرغم من جودته، عن خريطه التسويق. وبالرغم من ذلك، نجح العمل في حجز مساحه كبيره له بين المشاهدين، ما يؤكد ان قماشه الدراما السوريه الاصليّه التي شيّدت منذ اواخر التسعينيات وحتي ما قبل الازمه، ما زالت تحظي باعجاب المتلقي، خصوصا ان اقترنت هذه الاعمال باداء ناضج، وتضمنت حوارات تحاكي العقل، بعيده عن الخطابه، علي وقع اخراج يحفظ ايقاع العمل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل