المحتوى الرئيسى

مذكرات مؤسس الجماعة الإسلامية «1-3».. فضح ميلاد الجماعات الإرهابية

07/07 13:29

القرضاوي مع اعضاء الجماعه الاسلاميه

اوشك المهندس محيي عيسي، احد القيادات التاريخيه بالجماعه الاسلاميه في السبعينيات علي الانتهاء من كتابه مذكراته التي يروي فيها تفاصيل حياته من الجماعه الاسلاميه الي الاخوان الي الانشقاق عنهم.

محيي عيسي، هو احد مؤسسي الجماعه الاسلاميه الطلابيه في جامعة إلمنيا، وثالث ثلاثه في الجماعه بعد محمود الراوي، وحلمي الجزار، وعصام العريان، واحد من استقطبتهم جماعه الإخوان الارهابيه في بديات السبعينيات.

ظهرت الجماعه الاسلاميه في بدايه السبعينات في مناخ من الصراع السياسي بين الزعيم الراحل محمد أنور السادات، وبين مختلف فصائل اليسار المصري "الماركسي، والناصري علي السواء".

ويروي المهندس صلاح هاشم، احد مؤسسي الجماعه الاسلاميه في الصعيد وتحديدًا في سوهاج انه دخل جامعه اسيوط عام 1972، وكان قبل دخوله يعمل في حقل الدعوه من خلال الجمعيه الشرعيه، وجماعة أنصار السنة المحمدية وجماعه التبليغ.

وفي الجامعه كانت توجد جماعه دينيه لم تكن شكلًا تنظيميًا باي معني، بل كانت جماعه ترعاها اداره الجامعه، وكان اهم انشطه الجماعه ندوه اسبوعيه واظب هؤلاء الشباب علي الحضور فيها، وتعرفوا علي بعض الشباب الذين كان لهم دور مؤثر فيما بعد في نشاط الجماعه.

وخلال العامين الاولين بدات مظاهر الالتزام السلوكي تغزو الحرم الجامعي بفعل تاثير "الجماعه الدينيه”.. وهناك من يذهب الي وجود بدايات متماثله بدات في التوقيت نفسه في اماكن متفرقه دون تنسيق فكان هناك عبدالمنعم ابوالفتوح في جامعه القاهره، وابراهيم الزعفراني في جامعه الاسكندريه، والسيد عبدالستار المليجي في جامعه عين شمس، واسامه عبدالعظيم، في جامعه الازهر، وانور شحاته في جامعه طنطا، ومحيي الدين عيسي، في جامعه المنيا.

كان اكثر الممارسات تاثيرًا في نمو الجماعه وبلوره صورتها، معسكرات كانت تُنظَّم في الصيف تحت اشراف الجامعه، وفي معسكر عام 1975 بدا يتبلور كيان الجماعه، ويقول البعض ان مؤسسيها اختاروا لها اسم "الجماعه الاسلاميه” اعجابًا بالجماعة الإسلامية في الهند، وباكستان، وهو امر كان له اثر كبير في تشكيل صورتها في الاعلام، رغم ان مؤسسها صلاح هاشم نفسه يؤكد ان اختيار الاسم تم دون وجود اتفاق فكري بل كان املا في وحده المسلمين.

وفي العام الدراسي 75/1976، انضم للجماعه معظم قادتها الحاليين: كرم زهدي، وحمدي عبدالرحمن، واسامه حافظ، واحمد عبده سليم، ومحمد شوقي الاسلامبولي.. ومع حلول عام 1977 كان للجماعه الاسلاميه كلمه قويه مسموعه داخل الجامعه.

وبتخرج المؤسس صلاح هاشم كان من الضروري اختيار شخص يخلفه في المسؤوليه عن الجماعه. حيث تم وضع شروط انطبقت جميعها علي طالب بكليه الطب غير مشهور ويدعي محمود حب الله، الا ان اعضاء الجماعه عزلوه بعد قليل، وولوا مكانه الدكتور ناجح ابراهيم الذي انضم للجماعه في العام نفسه، لكنه كان يملك شخصيه قويه مؤثره، واستطاع ان يوسع دائره نشاط الجماعه لتخرج من اسوار الجامعه لاول مره.

وفي عام 1978، خاضت الجماعه الانتخابات الطلابيه، وفازت بجميع المقاعد، وفي هذه الانتخابات فاز المهندس ابو العلا ماضي، وكيل مؤسسي حزب الوسط، بمنصب امين عام اتحاد طلاب جامعه المنيا.

ومع تعاظم نفوذ الجماعه الاسلاميه الطلابيه تقدمت الخطي نحو السعي الي تغيير المنكر في اروقه الجامعات والمدن الجامعيه، وارتضي رؤساء الجامعات قرارات الجماعه الاسلاميه فصل الطلبه عن الطالبات في المدرجات، وقاعات المحاضرات، وحظر اختلاطهم حتي في الاماكن العامه بالجامعات.

وعملًا علي تنظيم الجماعه الدينيه، وتوسيع نفوذها بين الشباب اقيمت المعسكرات الاسلاميه في العطلات، والاجازات الموسميه التي يحاضر فيها نخبه من الدعاه والعلماء تفد من خارج الجامعه، واصبح شائعًا ومسموحًا حظر اقامه الحفلات الغنائيه، او الموسيقيه، او عرض الافلام السينمائيه داخل الحرم الجامعي في جميع جامعات الوجه القبلي، والهبت خطب كرم زهدي التي كان يلقيها في مساجد المنيا، او زوايا الكليات هناك حماسه الطلاب والتف من حوله قيادات الجماعه الاسلاميه وتاثروا به تاثرًا بالغًا.

وفي مواجهه مساعي الاخوان للسيطره علي الجماعه الدينيه بجامعات مصر بادر زهدي الي تكريس قيادته عليها في الوجه القبلي، مستعينًا بجهاديين من الوجه البحري كان في صدارتهم المهندس محمد عبدالسلام فرج، صاحب كتاب "الفريضه الغائبه"، وعبود الزمر، وكانت من ابرز ملامح اختلاف تيار "الجماعه الاسلاميه" بالوجه القبلي عن تلك التي سيطر عليها الاخوان في الوجه البحري نوازع الثوريه، ومعاداه نظام الحكم في مصر، واعتباره فاقدًا للشرعيه.

وقد استطاعت الجماعه الاسلاميه في السبعينات ان تستقطب في دروسها ومعسكراتها دعاه لم يكونوا محسوبين علي الاخوان او انشقوا من الجماعه الارهابيه في الستينيات، امثال الشيخ محمد الغزالي، والشيخ سيد سابق، والشيخ عبدالله السماوي، والشيخ عمر عبدالرحمن، والشيخ حافظ سلامه، بل وجذب هؤلاء دعاه لم يكونوا معروفين بانتمائهم للاخوان مثل يوسف القرضاوي، وعبدالغفار عزيز، وموسي شاهين لاشين.

ومع اواخر السبعينيات تحدد شكل الجماعه الاسلاميه الطلابيه فدخل قسم الاخوان، وابقي علي الجناح السلفي، وتحول قسم اخر الي التيار الجهادي المسلح، وهو ما اطلق عليه "مجموعه الصعيد".. وسرعات ما انقسمت الحاله الاسلاميه الي بحيري، وقبلي، ومال القبلي الي تيار العنف والمواجهه، ومال البحري الي التيار السلفي.

وسرعان ما تشاجر الطرفان علي من هو الاحق باسم "الجماعه الاسلاميه"، وحمل كل لواء باحقيته بالاسبقيه اسم الجماعه الاسلاميه حتي تخلت الاخوان عن الاسم، وابقت علي اسمها الحقيقي "الاخوان"، وتخلت الدعوه السلفيه في الاسكندريه عن الاسم واعلنت انها "الدعوه السلفيه"، وبقي جنح الصعيد هو الذي يحمل هذا الاسم الذي تطور الي الجماعه الاسلاميه بمصر، والذي تولاها مجلس شوري الجماعه بقياده عمر عبدالرحمن، وضم كرم زهدي، وناجح ابراهيم، وفؤاد الدوليبي، وعاصم عبدالماجد، وعصام درباله، وانشق عن هؤلاء جناح اخر في بحري وهو تنظيم الجهاد الذي احتفظت باسم الجهاد، وهم محمد عبدالسلام فرج، وعبود الزمر، وسالم الرحال، وحسن الهلاوي، وانقسم هؤلاء الي مجموعه ثانيه وهم ايمن الظواهري، وعصام القمري، ومحمد عبدالرحيم الشرقاوي.

قصه الجماعه الاسلاميه وتاريخها في السبعينيات تحتاج الي اطلاله كبيره وخصوصًا في هذه المرحله.. وكيف تحولت من جماعه دعويه الي جماعه سياسيه، ثم الي جماعه دعويه مره اخري، وشذ بعض المنتمين لها الي العنف والمواجهه وشط بعضها الجناح التكفيري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل