المحتوى الرئيسى

مرايا.. دهشة السرد السوداني

07/06 12:47

وقد مثل فوزها مفاجاه مدويه في الشارع الثقافي السوداني واوساط النقاد، اذ لم يعرف اسمها من قبل الا عند اعلان فوزها صبيحه السادس من ابريل/نيسان 2009. ولم يكتف النقاد بالمفاجاه وسرت همهمات بان نص الكاتبه اكبر من عمرها.

وراي اخرون ان العبقريه تبدا في سن الثامنه عشره يوم خرجت فرانسواز ساغان الي العالم في ذات السن معلنه عن كاتبه مثلت علامه فارقه في دنيا الكتابه.

يقول نقاد متابعون للشان الثقافي ان صباح سنهوري قد خرجت من معطف انفجار الكتابه وبدايه عصر التدوين الالكتروني، اذ تمثل جيلها بطلاقه الحرف وحرفه الكتابه، كما لم يعرف في تاريخ الكتابة السودانيه انثي في سنها وصلت الي اثاره كل هذه الدهشه.

المجموعه القصصيه "مرايا" -التي تبدا بـ"عبق" وتستمر بـ "انود" و"غشاء" و"خطوط" و"ثوره" وتنتهي بـ"العزله"- تقع في 56 صفحه ما بين القصه القصيره والاقصوصه، وما يلفت النظر ان قصتها "العزله" قد جاءت في اخر المجموعه القصصيه، وهي القصه الام لتجربتها في الكتابه، وقد ترجمت الي اللغه الانجليزيه والفرنسيه، كما اخرجها في معالجه سينمائيه المخرج الاردني برهان سعاده.

وقصه العزله في سردها ترتكز علي جو حار وحار جدا وخانق، وكان هذه البقعه هي المكان الوحيد الذي وظفت الشمس لاجله، وفي هذا المكان وصل الهواء الي سن التقاعد مع تركيب منتظم في هذا المكان. الا ان نص "تقاطع" الذي يبدا بـ"انطلقت الرصاصه صوبي تماما، اراها، تقتل الهواء، الجزيئات، الفراغ، تقتلهم جميعا في طريقها لقتلي، هل انا شخص مهم لهذه الدرجه؟! ربما".

وهي ترسم ايضا طريق عزله الكتابه النفسيه المتجاوره والمتجاوزه للمسكوت عنه والمبنيه علي تراتيبيه سرديه وجوديه وفلسفيه. وتطرح صباح من خلال قصصها ازمه جيلها بكل عنفوانها، وتختط في طريق السرد الكتابه "النفسوسياسيه" التي ترتكز ايضا علي دافع سياسي واجتماعي متغير جراء ازمات داخليه يعيشها هذا الجيل ما بين واقعه وحياته المتخيله، عبر تشابكه بالوسائط الحديثه وانفتاحه علي العالم جزئيا وكليا، وتاثره الواضح بكل ما يدور في العالم وهو في غرفته الصغيره يلاعب "الماوس" او يداعب "الريموت".

تقول صباح سنهوري للجزيره نت انها لا تعرف حتي الان ماذا تريد ان تقول، ولكنها تهتم بالانسان في اي مكان واي زمان، وتتعمد ان لا يكون هنالك مكان محدد او زمان محدد في كتاباتها، رغم ان كل كتاباتها واقعيه.

واضافت الطالبه الجامعيه التي تدرس اللغه الفرنسيه انها تقرا روايات سيكولوجيه مع اهتمام منذ نشاتها الاولي بقراءه السرد الروسي الذي اهتم بالوصف والتفاصيل.

يقول الناقد الدكتور مصطفي الصاوي للجزيره نت ان "مرايا" صباح سنهوري تؤكد ان هذا الجيل من الشباب الواعد يمتلك موهبه فذه ويجترح طرائق جديده لكتابه القصه. ويؤكد الصاوي ان صباح قد ردت بشكل من الاشكال علي بعض من اشار الي انها لم تتجاوز قصتها الاولي "العزله".

بل ان البعض وصف قصتها بانها مستوحاه من ترجمه ما، ويضيف الصاوي -وهو استاذ النقد بالجامعات السودانيه- ان اطلاعه علي هذه النصوص يشير الي انها تسير في الاتجاه الصحيح وفقا للطريقه التي اجترحتها في كتابه القصه القصيره.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل