المحتوى الرئيسى

هل يبدد الإرهاب الآمال المعلقة على السياحة العربية؟

07/05 16:46

بدت الامال العريضه التي علقها العالم العربى علي السياحه قابله للتحقيق حتي وقت قريب، غير ان الهجمات الارهابيه تبدد الاحلام بسياحه تجلب الازدهار للاقتصاديات الناشئه هناك. تحليل ونظره علي سنوات عجاف بانتظار السياحه العربيه.

وكانه ينقص تونس، بلد السياحه في العالم العربي، هجمات ارهابيه ضد قطاعه السياحي الذي ينظر الكثيرون الي تطوّره كمثال يُحتذي للسياحه العربيه التي رسّخت اقدامها في خارطه السياحه الدوليه خلال العقد الاول من القرن الحالي. الضربه الاخيره التي نفذها الارهاب اواخر يونيو/ حزيران 2015 في فندق "امبريال مرحبا" بولايه سوسه جاءت مع بدايه موسم سياحي انتظره قطاع السياحه التونسيه بفارغ الصبر. ويعود ذلك لعده اسباب ابرزها ان تونس بدات تتعافي من تبعات هجوم ارهابي اخر ضرب متحف باردو قرب العاصمة تونس في اذار/مارس 2015 وخلف عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. كما ان البلاد شهدت في اكتوبر/ تشرين الاول 2014 انتخابات ديمقراطيه تعدديه بشرّت بنهايه حاله الاضطرابات الامنيه والسياسيه التي عرفتها البلاد علي مدار السنوات التي تلت الثورة التونسية اواخر 2010 واوائل 2011. وعلي ضوء ذلك عقد التونسيون امالا عريضه علي موسم سياحي يجذب ملايين السياح الاجانب ويعيد دفع عجله الاقتصاد التونسي الذي تعد السياحه احد ركائزه الاساسيه منذ نحو ثلاثه عقود. وياتي القطاع السياحي بما لا يقل عن 20 بالمائه من ايرادات تونس من العملات الصعبه. كما يعمل به ما يزيد علي 400 الف شخص. وتذهب التقديرات الي ان متطلبات المعيشه لنحو 20 بالمائه من التونسيين مرتبطه بدخلهم من السياحه.

تراجع السياحه يضر بالزراعه والصناعه وقطاعات اخري

تعد السياحه القطاع الاكثر حساسيه ازاء الاضطرابات الامنيه. فايه حوادث امنيه خطيره تصيب المناطق السياحيه تؤدي الي خوف السياح من التوجه اليها ويفضلون بالتالي الذهاب الي وجهات بديله موجوده في دول اخري. وهو امر يؤدي الي تعطيل عمل المنشات السياحيه بشكل كلي او جزئي في مناطق الحوادث وجوارها. كما ان هذه الحوادث تؤدي الي تراجع قطاعات الزراعه والصناعات الاستهلاكيه والنقل والتجاره والخدمات التي تفي بمتطلبات السياح والمنتجعات السياحيه. فالفندق السياحي علي سبيل المثال بحاجه يوميه الي الطعام والشراب والتاكسي والباص والاتصالات والطاقه الخ لتوفير متطلبات زبائنه. ومن هنا يمكن تصوّر حجم الاضرار الكبيره التي تسببها الهجمات الارهابيه علي قطاع حيوي كالسياحه التونسيه، لاسيما وانها تستهدفه في اوقات حساسه ومدروسه من حيث التوقيت والمكان والحجم.

جهود مكثفه من السلطات الامنيه لانقاذ ما يمكن انقاذه من الموسم السياحي

ولتقريب هذه الصوره تفيد اخر معطيات شركات السياحه الاوروبيه الي ان حجم الغاء او تغيير الحجوزات السياحيه من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والمانيا الي تونس زاد بشكل كبير بعد الهجوم الارهابي الذي وقع في ولايه سوسه وراح ضحيته 38 سائحا اغلبهم من البريطانيين. ففي فرنسا علي سبيل المثال قدرت نقابه السياحه "سيتو" نسبه الالغاء والتغيير بين 25 الي 50 بالمائه. وتبرز خطوره ذلك اذا اخذنا بعين الاعتبار ان السياح الاجانب ياتون بنسب تتراوح بين 65 الي 75 بالمائه من الدخل السياحي في البلدان العربية التي تعتمد بشكل كبير علي السياحه والسفر كتونس ومصر والمغرب واماره دبي حسب تقديرات منظمه السياحه العالميه.

خسائر كبيره علي مستوي المعيشه

كرر العديد من المسؤولين وصناع القرار في العالم العربي حتي وقت ليس ببعيد مقوله ان "السياحه هي نفط العرب في القرن الحادي والعشرين". وبدت هذه المقوله واقعيه او قابله للتحقيق عندما حققت السياحه في تونس ومصر والمغرب ولبنان وسوريا والاردن والامارات معدلات نمو تراوحت بين 5 واكثر من 11 بالمائه خلال الفتره من 2004 ولغايه 2010، حسب تقديرات المنظمه العربيه للسياحه ومنظمه السياحه العالميه. غير ان معدلات النمو المرتفعه هذه تبخرت بعد موجه الاحتجاجات السياسه والصراعات المسلحه والهجمات الارهابيه التي تشهدها دول ما يسمي "الربيع العربي" ودول عربية اخري منذ اواخر عام 2010.

فقد ادت هذه الصراعات الي تراجع نشاط المؤسسات السياحيه بنسب تراوحت بين 50 و70 بالمائه خلال السنوات الاربع الماضيه في تونس ومصر، وبين 30 و50 بالمائه في الاردن ولبنان. اما في سوريا واليمن فتعاني السياحه من شلل شبه تام. وبالمجمل تراجع دخل السياحه في دول ما يسمي "الربيع العربي" الي اكثر من 44 بالمائه، من 24.5 مليار دولار في عام 2010 الي 13.6 مليار دولار عام 2014 حسب معطيات البنك الدولي. وفي حال استمرت الهجمات الارهابيه ضد المنشات السياحيه والمواقع الاثريه والتاريخيه من حين لاخر فان الوضع سيتدهور اكثر ومعه مستوي معيشه شرائح اجتماعيه كبيره تعتمد علي السياحه في توفير متطلبات حياتها اليوميه. وسيرافق ذلك ازدياد حده البطاله والفقر، لاسيما في صفوف الشباب الذين يشكلون نحو ثلثي المجتمعات العربيه.

تتمتع دول عربيه عده بمناطق سياحيه جذابه للسياح من مختلف انحاء العالم، كشواطئ شرم الشيخ المصريه مثلا

سنوات عجاف بانتظار السياحه العربيه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل