المحتوى الرئيسى

الاتفاق النووي مع إيران: الثقة أصعب التحديات - BBC Arabic

07/05 14:11

نقترب سريعا من الذكري السبعين لاسقاط اول قنبلة نووية علي مدينه هيروشيما اليابانية في السادس من اغسطس/اب عام 1945.

تغير العالم في هذا التاريخ، ويقال ان التاثيرات المروعه لاسقاط هذه القنبله، التي تمثل اول هجوم ذري عرفته البشريه، والهجوم الذي تلاه علي ناغاساكي لعب دورا كبيرا في الاصرار الدولي علي منع استخدام الاسلحه الاكثر تدميرا والتي جري تطويرها لاحقا.

وبالعوده الي هذه الفتره، كانت الولايات المتحده الدوله الوحيده التي تمتلك "هذه القنبله"، اي القنبلة النووية.

بدات الاسلحة النووية في الانتشار منذ ذلك الحين، اولا الي روسيا ثم بريطانيا وفرنسا والصين وبعدها الي اسرائيل (رغم انه لم يعلن عن ذلك رسميا علي الاطلاق) والهند وباكستان وكوريا الشماليه.

وبدت القوي الكبري اما غير قادره او غير راغبه في منع هذا الانتشار باستثناء الان علي ما يبدو في حاله طهران.

وبعثت المحادثات الدوليه في فيينا باشارات متضاربه بهدف انهاء جميع اشكال العداء بين القوي العالميه الكبري وايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل بشكل كبير، وهناك حديث عن انهيار للمحادثات وانفراجه محتمله في ان واحد.

اذا، لماذا يعتبر منع ايران من امتلاك سلاح نووي بهذه الاهميه؟

توجهت بهذا السؤال الي جون ساورس كبير مفاوضي بريطانيا في الملف النووي الأيراني من عام 2003 وحتي 2007 واصبح بعد ذلك مندوب بريطانيا لدي مجلس الامن الدولي حينما تقرر فرض عقوبات علي ايران.

وقال ساورس ردا علي سؤالي: "اذا حصلت ايران علي سلاح نووي، فانها ستغير من الديناميه في انحاء الشرق الاوسط. ذلك سيجعلها (ايران) محصنه ضد اي رد علي سلوكها غير المقبول في المنطقه."

لكنه اضاف في حديثه لي: "اذا جري التوصل لاتفاق، فان ذلك في المقام الاول سيمنح الجميع تطمينات اكبر بكثير من ان ايران لن تهرع الي امتلاك أسلحة نووية. انه يفتح الطريق امام تقارب ايران وجيرانها العرب وتطوير علاقه طبيعيه اكثر."

وتابع: "في هذه اللحظه تعصف بالشرق الاوسط نزاعات العديد منها علي اساس (طائفي) بين السنه والشيعه واذا استطعنا ان نوجد امكانيه بحيث يمكن للسعوديين والايرانيين التحدث لبعضهما البعض وليس انطلاقا من حاله العداء المستمره، فانه حينئذ سيكون هناك امكانيه لايجاد وضع مختلف في الشرق الاوسط."

ليست حادثه اسقاط القنبله النوويه في اغسطس/اب عام 1945 هي التي تلقي بظلال كثيفه علي المفاوضات مع ايران.

والاحداث التي شهدتها ايران نفسها في فبراير/شباط عام 1979 وكل شيء تبعها بعد ذلك قد تساعد في القاء الضوء علي سنوات من حاله الشك والعداء التام بين طهران وواشنطن، والتي سيخفف منها كثيرا التوصل لاتفاق نووي.

وترمز العوده المظفره لايه الله الخميني الي طهران في الاول من فبراير/شباط عام 1979 من منفاه في باريس لتولي السلطه كمرشد اعلي للثوره الاسلاميه الي اللحظه التي فقدت فيها الولايات المتحده وحلفاؤها السيطره علي ايران بسقوط الشاه.

وانتهت سنوات التدخل الغربي الصارخ في ايران.

ورثت القياده الدينيه الجديده في ايران بعد الثوره برنامجا للابحاث النوويه، لكنها نفت باستمرار العمل علي توسيعه بهدف تصنيع "قنبله نوويه".

لكن القوي الكبري لم تقبل بذلك مطلقا، واشارت في المقابل الي ان جميع الجهود التي تبذلها ايران لانتاج يورانيوم عالي التخصيب بهذه الكميات يمكن ان يكون مطلوبا فقط من اجل تصنيع اسلحه بالاضافه الي السريه والاخفاء المزعوم لكثير من الانشطه المحظوره بشكل محدد بموجب اتفاقيه منع الانتشار النووي الموقعه عليها ايران.

وبعد سنوات من الضغوط علي ايران من خلال العقوبات والمفاوضات للتحرك قدما، وصلت ايران والقوي الكبري الي نقطه قد يكون من المحتمل عندها التوصل لاتفاق.

تحدثت الي اريان طبطابي الاستاذه بجامعه جورج تاون الامريكيه، الموجوده في فيينا كما هو الحال معي لمتابعه المفاوضات التي يفترض ان تشهد المرحله الاخيره في هذا النزاع.

قالت لي طبطابي: "في نهايه الامر فان المفاوضات تتعلق بالتاكد من ان برنامج إيران النووي سيظل سلميا، ولتحقيق ذلك فانها بحاجه لتقديم مجموعه من التطمينات وهذا سيعني ان تخفض ايران من بعض انشطتها النوويه".

واضافت "سيكون علي ايران اظهار المزيد من الشفافيه للوكاله الدوليه للطاقه الذريه للتاكد من ان كل شيء يخضع بشكل جوهري لمراقبه مستمره مع تعزيز الدخول الي منشاتها حتي يتسني للمجتمع الدولي التحقق من ان ايران ستفي بالتزاماتها حتي الان."

وهذا يقودنا الي سؤال اخر لم نجد له اجابه وهو هل القياده الايرانيه مستعده لابرام صفقه بالفعل؟

قد تكون القياده الايرانيه مستعده لذلك جزئيا من اجل ارضاء الايرانيين الذين سئموا العقوبات التي تخنق اقتصادهم وترمز الي عزلتهم عن عالم يتطور بسرعه ويتوقون الي ان يكونوا جزءا منه.

اشار البروفيسور علي الانصاري المؤرخ في شؤون ايران بجامعه سانت اندروز البريطانيه الي طموح اخر وهو استعاده بعض الاحترام الدولي الذي تري طهران انها جديره به.

وقال: "ما يسعي اليه الايرانيون هو قدر من الاحترام كدوله تري نفسها قوي كبيره، بالتاكيد في المنطقه، وهي (ايران) لم تشهد فتره جيده في القرن الماضي او ما يقرب من ذلك."

واضاف: "الفخر الحقيقي والانجاز هو انهم طوروا ما اعتبروه صناعة نووية محليه. احد الاراء التي قالها البعض هو انه لا يمكن لحكومه اسلاميه تحقيق تقدم علمي. حسنا بالنسبه للايرانيين، كما تعلم، فان ذلك دليل علي ان ذلك ممكن بالفعل اذا وضعوا ذلك نصب اعينهم."

وقال البروفيسور الانصاري انه من غير المؤكد انه سيتم التوصل لاتفاق وحتي في حال التوصل لاتفاق، فهناك شكوك في انه قد يصمد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل