المحتوى الرئيسى

فتاوى رمضان.. ما هو عدد ركعات صلاة التراويح؟

07/05 13:05

- «بوابه الشروق» ترصد 30 فتوي رمضانيه من «دار الافتاء» - (18)

تحرص دار الإفتاء المصرية علي عرض الفتاوي الصادره عنها من خلال موقعها علي الانترنت، وتتيح للجمهور ان يطرح اسئلته لتقوم بالرد عليها من خلال امانه الفتوي او احد مشايخها.

رصدت «بوابه الشروق» 30 فتوي رمضانيه تجيب علي اسئله تدور في ذهن الكثير من المسلمين كل عام.

18- ما هو عدد ركعات صلاة التراويح؟ وهل صلاتها 8 ركعات يترتب عليه اثم؟

اجاب قسم «امانه الفتوي» قائلا:

والتراويح في اللغه: جمع الترويحه؛ يقول العلامه ابن منظور في لسان العرب (2/462، ط. دار صادر- بيروت): [التَّرويحهُ في شهر رمضان: سميِّت بذلك لاستراحه القوم بعد كل 4 ركعات؛ وفي الحديث: صلاه التراويح؛ لاَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. والتراويح: جمع تَروِيحه، وهي المره الواحده من الراحه، تَفعِيله منها، مثل تسليمه من السَّلام] اهـ.

وبمجرد التعريف اللغوي، يتبين ان صلاه التراويح اكثر مِن 8 ركعات، لان الترويحه الواحده بعد 4 ركعات، فلو كانت ترويحتين للزم ان يكون عدد الركعات 12 ركعه، والحق ان الامه اجمعت علي ان صلاه التراويح 20 ركعه مِن غير الوتر، و23 ركعه بالوتر، وهو معتمَد المذاهب الفقهيه الاربعه: الحنفيه، والمالكيه في المشهور، والشافعيه، والحنابله. وهناك قول نُقِل عن المالكيه خلاف المشهور انها 36 ركعه، ولم تعرف الامهُ القولَ بان صلاه التراويح 8 ركعات الا في هذا الزمن، وسبب الوقوع في تلك المخالفه: الفهم الخطا للسنه النبويه، وعدم القدره علي الجمع بين الاحاديث، وعدم الالتفات الي الاجماع القولي والفعلي من لدن الصحابه الي يومنا هذا.

فاستشهدوا بحديث ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها؛ حيث قالت: ما كان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره علي 11 ركعه، يصلي 4 فلا تَسَل عن حُسنِهنّ وطُولِهنّ، ثم يصلي 4 فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي 3 . قالت عائشه: فقلت: يا رسول الله، اتنام قبل ان توتر؟ فقال: «يَا عَائِشَهُ، اِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي» رواه البخاري ومسلم.

وهذا الحديث يحكي عن هدي النبي صلي الله عليه واله وسلم في نافله قيام الليل عمومًا، ولم يتعرض الي صلاه التراويح؛ اذ هي قيام ليل مخصوص بشهر رمضان، وهي سنه نبويهٌ في اصلها عُمَرِيَّهٌ في كيفيتها، بمعني ان الامه صارت علي ما سَنَّه سيدُنا عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه مِن تجميع الناس علي القيام في رمضان في جميع الليالي، وعلي عدد الركعات التي جمع الناس عليها علي اُبَيّ بنِ كَعب رضي الله عنه، والنبي صلي الله عليه واله وسلم يقول: «عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين؛ عَضُّوا عليها بالنَّواجِذ» رواه الترمذي واحمد وابن حِبان.

واذا لم يكن مستند الامه فعل سيدِنا عمرَ رضي الله عنه فلا معني حينئذ لاداء التراويح في جماعه في المسجد علي امام واحد؛ لان النبي صلي الله عليه واله وسلم لم يجمع الناسَ علي امام طوال الشهر، وانما هذا مِن فعل سيدنا عمر، فاَخَذَ هؤلاء مِن سُنّه سيدنا عمر رضي الله عنه جَمْعَ الناسِ علي امام طوال الشهر، وتركوا مِن سنته عدد الركعات زاعمين انهم يطبقون بذلك سنه صلي الله عليه واله وسلم؛ فلا هم اصابوا سنه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، ولا هم وافقوا سنه عمر رضي الله عنه كما هي، واذا زعموا انهم يطبقون سنه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فيجب عليهم ان يصلوا التراويح في البيت، وان يتركوا الناسَ يطبقون دين الله كما ورثوه، ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.

والادله علي ان ذلك فعل عمر رضي الله عنه: ما رواه الامام مالك في "الموطا"، والبخاري في "صحيحه"، والبيهقي في "السنن الكبري"، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ؛ انه قال: خرجتُ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلهً في رمضان الي المسجد، فاذا الناس اَوزاعٌ متفرقون: يصلي الرجلُ لنفسه، ويصلي الرجلُ فيصلي بصلاته الرَّهطُ، فقال عمر: "اني اري لو جَمَعتُ هؤلاء علي قارئ واحد لكان اَمثَلَ"، ثم عزم فجمعهم علي اُبَيِّ بنِ كَعبٍ، ثم خرجتُ معه ليلهً اخري، والناس يصلون بصلاه قارئهم، قال عمر: "نِعمَ البدعهُ هذه، والتي ينامون عنها افضل مِن التي يقومون"، يريد اخر الليل، وكان الناس يقومون اوله.

وتلك الصلاه التي جمع عمر رضي الله عنه الناس عليها هي التراويح، وهي 20 ركعه، دل علي ذلك عده احاديث:

منها: ما رواه الامام مالك في "الموطا"، والبيهقي في "السنن الكبري"، عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: كانوا يقومون علي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان 20 ركعه. قال: وكانوا يقرءون بالمِئين، وكانوا يتوكؤون علي عِصِيِّهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شده القيام.

وروي الامام مالك في "الموطا"، والبيهقي في "السنن الكبري" عن يزيد بن رُومان، قال: كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان بـ 23 ركعه.

واتفقت المذاهب الفقهيه الاربعه علي ذلك:

فذهب الحنفيه الي ذلك، قال الامام السرخسي في "المبسوط" (2/144، ط. دار المعرفه) عن التراويح: [انها 20 ركعه سوي الوتر عندنا، وقال مالك رحمه الله تعالي: السنه فيها سته وثلاثون] اهـ.

وذكر الامام الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/288، ط. دار الكتب العلميه) ما يؤكد ذلك؛ حيث قال: [واما قدرها فـ 20 في 10 تسليمات، في 5 ترويحات، كل تسليمتين ترويحه، وهذا قول عامه العلماء] اهـ.

ويعضد ذلك ما نقله العلامه ابن عابدين في حاشيته (2/46، ط. دار الفكر)؛ حيث قال: [(قوله وهي 20 ركعه) هو قول الجمهور، وعليه عمل الناس شرقًا وغربًا] اهـ.

واما المالكيه فالمشهور من مذهبهم ما يوافق الجمهور، قال العلامه الدردير في "الشرح الصغير" بحاشيه العلامه الصاوي (1/ 404-405، ط. دار المعارف): [(والتراويح): برمضان (وهي 20 ركعه) بعد صلاه العشاء، يسلم من كل ركعتين غير الشفع والوتر. (و) ندب (الختم فيها): اي التراويح، بان يقرا كل ليله جزءًا يفرقه علي العشرين ركعه].

وذكر العلامه النفراوي في "الفواكه الدواني" (1/318-319، ط. دار الفكر) قوه مذهب الجمهور، وموافقه اتباع مالك له، والقول الاخر لمالك فقال: [(وكان السلف الصالح) وهم الصحابه (يقومون فيه) في زمن خلافه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبامره كما تقدم (في المساجد بـ 20 ركعه) وهو اختيار ابي حنيفه والشافعي واحمد، والعمل عليه الان في سائر الامصار. (ثم) بعد صلاه الـ 20 (يوترون بثلاث) من باب تغليب الاشرف، لا ان الثلاث وتر؛ لان الوتر ركعه واحده كما مر، ويدل علي ذلك قوله: (ويفصلون بين الشفع والوتر بسلام) استحبابًا، ويكره الوصل الا لاقتداء بواصل، وقال ابو حنيفه: لا يفصل بينهما، وخَيَّر الشافعيُ بين الفصل والوصل، واستمر عمل الناس علي 23 شرقًا وغربًا. (ثم) بعد وقعه الحَرّه بالمدينه (صلوا) اي السلفُ غيرَ الذين تقدموا؛ لان المراد بهم هنا مَن كان في زمن عمر بن عبد العزيز (بعد ذلك) العددِ الذي كان في زمن عمر بن الخطاب (36 ركعه غير الشفع والوتر).. الي ان قال: وهذا اختاره مالك في المدونه واستحسنه، وعليه عمل اهل المدينه، ورجح بعض اتباعه الاول الذي جمع عمر بن الخطاب الناس عليها لاستمرار العمل في جميع الامصار عليه] اهـ.

واما الشافعيه فيصرحون بان التراويح 20 ركعه، ذكر الامام النووي رضي الله عنه ذلك في "المجموع" (3/527، ط. دار الفكر) فقال: [مذهبنا انها 20 ركعه بـ 10 تسليمات غير الوتر، وذلك 5 ترويحات، والترويحه 4 ركعات بتسليمتين، هذا مذهبنا، وبه قال ابو حنيفه، واصحابه، واحمد، وداود، وغيرهم، ونقله القاضي عِياض عن جمهور العلماء. وحكي ان الاسود بن يزيد كان يقوم بـ 40 ركعه ويوتر بـ 7 . وقال مالك: التراويح 9 ترويحات، وهي 36 ركعه غير الوتر. واحتج بان اهل المدينه يفعلونها هكذا] اهـ.

ويجمع الشافعيه بين مذهب المالكيه ومذهب الجمهور؛ حيث عللوا زياده الركعات عند الامام مالك بان ذلك لتعويض الطواف في المسجد الحرام، قال العلامه ابن حجر الهيتمي في "تحفه المحتاج" (2/240-241، ط. المكتبه التجاريه الكبري): [وهي عندنا لغير اهل المدينه 20 ركعه، كما اطبقوا عليها في زمن عمر رضي الله عنه، لما اقتضي نظره السديد جمع الناس علي امام واحد، فوافقوه، وكانوا يوترون عقبها بـ 3، وسر الـ 20 ان الرواتب المؤكده غير رمضان عشر فضوعفت فيه؛ لانه وقت جد وتشمير، ولهم فقط لشرفهم بجواره صلي الله عليه وسلم 36؛ جبرًا لهم بزياده 16 في مقابله طواف اهل مكه اربعه اسباع، بين كل ترويحه من الـ 20 سبع] اهـ.

ويؤكد ذلك ما ذكره العلامه الرملي في "نهايه المحتاج" (2/127، ط. دار الفكر)؛ حيث قال: [وهي 20 ركعه بعشر تسليمات في كل ليله من رمضان؛ لما روي انهم كانوا يقومون علي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بـ 20 ركعه. وفي روايه لمالك في الموطا بـ 23 . وجمع البيهقي بينهما بانهم كانوا يوترون بثلاث، وقد جمع الناس علي قيام شهر رمضان: الرجال علي ابي بن كعب، والنساء علي سليمان بن ابي حَثمه، وقد انقطع الناس عن فعلها جماعه في المسجد الي ذلك، وسميت كل اربع منها ترويحه لانهم كانوا يتروحون عقبها: اي يستريحون] اهـ.

اما الحنابله فقد صرحوا بان المختار عند الامام احمد 20 ركعه، فقال العلامه ابن قدامه المقدسي في "المغني" (1/456، ط. مكتبه القاهره): [والمختار عند ابي عبد الله رحمه الله فيها 20 ركعه. وبهذا قال الثوري، وابو حنيفه، والشافعي. وقال مالك: 36 . وزعم انه الامر القديم، وتعلق بفعل اهل المدينه، فان صالحًا مَولي التَّواَمهِ قال: ادركت الناس يقومون 41 ركعه، يوترون منها بـ 5] اهـ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل