المحتوى الرئيسى

أبرز الدول التي قطعت مصر علاقاتها معها

07/05 00:41

رغم امتياز السياسه المصريه الخارجيه بالحكمه والتروي، وابتعادها عن التصريحات الناريه والهجوم علي الدول الاخري او التدخل في شؤونها، الا ان التاريخ شهد العديد من الوقائع التي اظهرت فيها مصر موقفاً هجومياً، حيث ياتي في الاغلب كرد فعل علي تعدٍ من جانب دول اخري، وتعتبر تركيا وقطر هما ابرز الخصوم علي مدي سنوات طويله ومتقطعه من التاريخ المصري، بدايه من بعد ثوره 1952، وفي هذا التقرير نعرض اهم القطائع السياسيه الخارجيه في تاريخ مصر.

مصر وقطر.. علاقات متوتره دائمًا:

لطالما كانت علاقات مصر بدولة قطر متوتره دائماً، وبدا هذا التوتر في الظهور في عهد الرئيس عبدالناصر، خصوصاً عندما اعلنت قطر مقاطعتها للقمه العربيه التي عقدت حينها في مصر، حيث علق عبدالناصر قائلاً: "نخلتين وخيمه تقاطع مصر"، استمر التوتر في عهد الرئيس السادات، وصولاً لعهد مبارك، وكان سببه حينها دعم قطر لحماس وبسبب ايضاً قناه الجزيره الاخباريه.

لكن كل هذا تغير بعد ثوره 25 يناير 2011، حيث تعتبر هذه الفتره هي الاكثر انتعاشاً بين العلاقات المصريه القطريه، خصوصاً في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن مع عزل مرسي بعد احداث 30 يونيو 2013، عادت العلاقات سيئه مره اخري، كان اخر دليل واضح لها، عندما استدعت الدوحه سفيرها في مصر للتشاور بعد تصريح لمندوب مصر في اجتماع للجامعه العربيه علي خلفيه الضربه الجوية المصرية ضد مواقع "داعش" في ليبيا، قال فيه ان الدوحه "تدعم الارهاب"، وذلك رداً علي تحفظ الدوحه علي بند في بيان الجامعه يؤكد علي "حق مصر في الدفاع عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الارهابيه".

رغم خروج مصر من عباءه الملكيه وترسيخ نظام جمهوري يعتمد نظرياً علي تداول السلطه بطريقه ديمقراطيه، الا ان هذا لم يكن سبباً كافيًا للتقارب بين مصر وتركيا التي سبقت مصر بخروجها من عباء الدوله العثمانيه، فالتحالفات الاقليميه كان لها دور بارز في اقامه سد يمنع التقارب بين البلدين، ففي حين انحازت تركيا للمعسكر الامريكي، كانت مصر بعد الثوره منحازه للمعسكر السوفيتي.

والعلاقات الدبلوماسيه الحديثه مع مصر بدات في 1925 بمستوي القائم بالاعمال، وتحوَّلت الي مستوي السفراء في 1948، حتي وصلت الي التوتر في عهد الرئيس عبدالناصر وطرده للسفير التركي في مصر، وذلك لاعتراض السلطات التركيه ومهاجمتهم لثوره 23 يوليو، وتحسَّنت العلاقات المصرية التركية في فتره السبعينيات وتوطدت العلاقات السياسيه والاقتصاديه بشكل كبير، بسبب الدور الذي لعبته مصر في تهدئه الوضع بين تركيا وسوريا في نزاعهما حول المياه، والحدود، والاكراد، وبعدها عقدت اتفاقات ومعاهدات متبادله بين الطرفين، لكنها لم تاخذ شكلًا تفعيليًا، حتي مطلع القرن الـ21.

وبعد ثوره 25 يناير، ظهرت افاق كثيره للتعاون بين البلدين، وبوصول مرسي للحكم توطدت العلاقات بين البلدين اكثر من ذي قبل، ولكن لرفض تركيا بقياده اردوغان عزل مرسي في 30 يونيو 2013، توترت العلاقات مره اخري، ليستمر اردوغان حتي الان في المطالبه بعوده مرسي الي الحكم، رافضاً كل ما بني علي 30 يونيو، وكانت القطيعه الابرز مؤخراً بين البلدين تجلت في حدثين، الاول في نوفمبر 2013 عندما سحبت مصر سفيرها من تركيا وخفضت التمثيل الدبلوماسي معها، والطلب من السفير التركي في القاهره المغادره بسرعه، باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه بسبب تصريحات اردوغان ومطالبته بالافراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، واستضافه تركيا لكثير من المؤتمرات للاخوان، ولم يختلف رد الاتراك كثيراً حيث ابلغوا السفير المصري حينها انه شخص غير مرغوب فيه.

ترتبط مصر وجنوب افريقيا بعلاقات تاريخيه تعود لعام 1942 حينما افتتحت اول قنصليه عامه لجنوب افريقيا بالقاهره، تم تحولت القنصليه عام 1949 الي بعثه دبلوماسيه اثر قرار مجلس الوزراء المصري برفع مستوي التمثيل الدبلوماسي مع اتحاد جنوب افريقيا الي مستوي البعثات الدبلوماسيه.

ولكن بسبب انحياز جمال عبدالناصر للحركات التحرريه في افريقيا المناهضه للسياسات العنصريه، قامت مصر بقطع علاقاتها مع دوله جنوب افريقيا في 1 مايو 1961 بسبب ممارسات الحكومه العنصريه، وكان الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا زار القاهره والتقي جمال عبدالناصر قبل ان يتم القبض عليه في اغسطس 1962.

العدوان الثلاثي، هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا علي مصر سنه 1956، اثر قيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتاميم قناه السويس، وعلي اثر ذلك قامت مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسيه بانجلترا وفرنسا بسبب العدوان الثلاثي، واعلنت الغاء اتفاقيه الجلاء الموقعه عام 1954.

في 19 فبراير 1978، شنت القوات المصرية غارات علي مطار لارنكا الدولي في قبرص، حيث تدخلت مصر في محاوله لتحرير رهائن عمليه خطف، حيث اغتالت عناصر ارهابيه الاديب يوسف السباعي، وزير الثقافه في عهد الرئيس انور السادات، حيث احتجز المختطفون بعد ذلك عددًا من العرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرًا في نيقوسيا، وكانت القوات القبرصيه تحاول التفاوض مع المختطفين في المطار، وفي اثناء ذلك قررت السلطات المصريه ارسال قوات من الوحده 777 قتال، ودخلت القوات المصريه بعد استئذان السلطات القبرصيه وشنت هجومًا علي المطار، وبطريقه غريبه اشتبكت القوات القبرصيه مع القوات المصريه.

اسفرت العمليه عن اعلان مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصي كابرينو واستدعاء بعثتها الدبلوماسيه من نيقوسيا، كما طالبت الحكومه القبرصيه بسحب بعثتها الدبلوماسيه من القاهره، استمرت القطيعه لعده سنوات حتي اغتيال السادات في 1981، حيث طلب الرئيس القبرصي اعاده العلاقات مع تقديم اعتذار رسمي للقاهره، ولكنه قال انه لم يكن ممكناً اعطاء الاذن للمصريين للهجوم علي الطائره.

في 14 اغسطس 2013، استدعت الاكوادور سفيرها لدي مصر للتشاور، بعد ان فضَّت السلطات المصريه اعتصامي رابعه والنهضه، ما اسفر عن وقوع مئات القتلي والجرحي، وقالت وزارة خارجية الاكوادور في بيان مقتضب حينها، ان الشعب المصري اختار مرسي زعيمًا دستوريًا له، وقال البيان "في اعقاب (الانقلاب) الذي اطاح بالرئيس مرسي في يوليو هذا العام خيَّم علي المجتمع المصري مناخًا من الاحتجاج المدني والقمع من جانب حكومه الامر الواقع"، بحسب البيان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل